السبب الاساسي للتجسد الالهي لعمل كفاره فداء عنا
في البدايه قال الله ل ادم وحوا عن شَجرة معرفة الخير والشر: "يوم تأكل منها موتًا تموت" ولم يستمعا الي ما قاله الله وقد عصو الله وخالفو وصيته فقد اراد الانسان حينها ان يكبر وأن يصير مثل الله عارفًا الخير والشر (تك3: 5). و صدق الحية التي قال: "لن تموتا". وبعد الأكل من الشجرة نري أن الإنسان قد بدأ يفقد إيمانه في وجود الله في كل مكان وقدرته على رؤية كل مخفي، وظن أنه إن اختبأ وسط الشجر يستطيع أن يهرب من رؤية الله له. وفي محاسبة الله للإنسان بعد الخطية، نري أن الإنسان يتكلم بأسلوب لا يليق، إذ يحمل الله جزءًا من مسئولية خطيته فيقول له: "المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني" (تك3: 12). فقد قام الانسان بمجموعه اخطاء ضد الله وهما : عصيان الله، ومنافسة الله في معرفته، وعدم تصديق الله في مواعيده، وعدم الإيمان بقدرة الله، وعدم التأدب في الحديث مع الله. فخطأالانسان كان ضد الله والله غير محدود، لذلك صارت خطيته غير محدودة. والخطية غير المحدودة، عقوبتها غير محدودة. وإن قدمت عنها كفارة، ينبغي أن تكون كفارة غير محدودة، ولا يوجد غير محدود إلا الله. لذلك كان ينبغي أن يقوم الله نفسه بعمل الكفارة... واجره تاخطيه هي الموت ووقتها اخطأ الانسان فكان الله قد أنذره بهذا الموت من قبل أن يتعدي الوصية، إذ قال له: "وأما شَجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت". وهكذا استحق حكم الموت، وكان لابد أن يموت. كان موت الإنسان هو الوفاء الوحيد لعدل الله. وإن لم يمت الإنسان، لا يكون الله عادلا، ولا يكون الله صادقًا في إنذاره السابق. وكان موت الإنسان ضد رحمة الله، وبخاصة لأن الإنسان قد سقط ضحية الشيطانالذي كان أكثر منه حيلة ومكرًا و ضد كرامة الله، إذ أنه خلق على صورة الله ومثاله وضد قوة الله، كأن الله خلق خليقة ولم يستطع أن يحميها من شر الشيطان! وهكذا يكون الشيطان قد انتصر في المعركة!! وضد حكمة الله في خلقه للبشر إذن كان موت الإنسان ضد رحمة الله، وضد كرامة الله، وضد قوة الله، وضد حكمته وذكائه. وكان لابد لحكمة الله أن تتدخل لحل هذا الإشكال وهكذا تدخل أقنوم الابن لحل الإشكال. والابن كما يقول القديس بولس الرسول هو: "حكمة الله وقوة الله" (1كو1: 24)، ويسميهسفر الأمثال: "الحكمة" (أم9: 1). فكان الحل هو الكفارة والفداء و الحل الوحيد هو التجسد: أن ينزل الله إلى عالمنا مولودًا من امرأة، فهو من حيث لاهوته غير محدود كإله، يمكنه أن يقدم كفارة غير محدودة، تكفي لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس، في جميع الأجيال. وهو من حيث ناسوته، يمكنه أن ينوب عن الإنسان المحكوم عليه في دفع ثمن الخطية. من أجل هذا السبب كان السيد المسيح يتعمد أن يسمي نفسه: "ابن الإنسان" في كثير من المجالات...
هذا إذن هو السبب الأساسي لولادة السيد المسيح مع العذراء. جاء ليحمل خطيتنا، ويموت عنها، لينقذنا من عقوبتها...
إن عرفنا هذه الحقيقة، فما هي الدروس الروحية التي يمكن أن نتعلمها منها في حياتنا؟ هذا ما نود الآن أن نتأمل فيه.