سر النجاح حيث يفشل الآخرون
"كالب بن يفنة" أسم سجل نجاحا في الكتاب المقدس حيث فشل الآخرون، هل تعرف من هو "كالب بن يفنة"، إنه رفيق "يشوع بن نون" وأحد الذين اشتركوا في بعثة الأستطلاع المكونة من 12 شخص الذين أرسلهم موسى لأستطلاع ورؤية أرض الموعد قبل دخولها لتشجيع الشعب وتقوية عزيمتهم. (سفر العدد 14: 6).
فشل الجميع في تحقيق هذا الوعد من الله فيما عدا "كالب ويشوع"، لماذا ؟
مات الجيل كله في ارض الغربة ولم يدخل أرض الموعد من هذا الجيل الا اثنان "يشوع وكالب" ، فكيف نجحا فيما فشل فيه الآخرون، بماذا أمتاز كالب عن غيره ؟
الأجابة على لسان "كالب" نفسه، الذي أحتفظ بعزيمة وقوة وارادة الشباب من سن الأربعين الى الخامسة والثمانين، فيقول:
"7 كنت ابن اربعين سنة حين ارسلني موسى عبد الرب من قادش برنيع لاتجسس الارض.فرجعت اليه بكلام عما في قلبي. 8 واما اخوتي الذين صعدوا معي فاذابوا قلب الشعب.واما انا فاتبعت تماما الرب الهي. 9 فحلف موسى في ذلك اليوم قائلا ان الارض التي وطئتها رجلك لك تكون نصيبا ولاولادك الى الابد لانك اتبعت الرب الهي تماما. 10 والان فها قد استحياني الرب كما تكلم هذه الخمس والاربعين سنة من حين كلم الرب موسى بهذا الكلام حين سار اسرائيل في القفر.والان فها انا اليوم ابن خمس وثمانين سنة. 11 فلم ازل اليوم متشددا كما في يوم ارسلني موسى.كما كانت قوتي حينئذ هكذا قوتي الان للحرب وللخروج وللدخول. 12 فالان اعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في ذلك اليوم.لانك انت سمعت في ذلك اليوم ان العناقيين هناك والمدن عظيمة محصنة.لعل الرب معي فاطردهم كما تكلم الرب."
(يشوع 14: 7 - 12)
لقد امتاز كالب بأربعة صفات:
الصفة الاولى : رجعت بكلام عما في قلبي.
مهما كان رأيه مختلفا عن الباقين، فقد تكلم عن ايمانه وقناعته غير الشائعة، ان الايمان ليس شيئا تصنعه او تستجلبه وانما هو نتيجة الطاعة الكاملة للرب وكلمته وحفظها في القلب كما يقول المرنم (خبأت كلامك في قلبي لكي لا اخطيء اليك) (مزمور 119: 11)، وعندما تؤمن بكلمة الرب، وتصير في داخلك وداخل قلبك، تكلم بها بكل شجاعة وقوة، وشجّع بها الآخرين المحبطين الخائفين، الذين اهتز ايمانهم في وعود الله الصادقة.
الصفة الثانية : وأما أنا فاتبعت تماما الرب الهي.
(اتبعت) تعني الطاعة الكاملة لله العلّي، لم يكن رجل سياسة يبحث عن ارضاء من حوله على حساب كلمة الله، كما انه لم يتأثربرأي الاغلبية، او ما يفعله الآخرون، وهذا ما يجب ان يفعله اتباع المسيح، (ولا تشاكلوا هذا الدهر.بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا ما هي ارادة الله الصالحة المرضية الكاملة.) (روميه 12: 2) غير طالبين اي مكافأة أو تقدير سوى اتمام امتياز دعوة المسيح لهم.
الصفة الثالثة: الرب الهي
في حين كان الآخرون لم يتجاوزوا مرحلة (إلهنا) ، كان هو يتكلم عن (إلهي) وكل منّا له هذا الأمتياز ، أن يكون له علاقة شخصية بالرب ، وكما قال المرنم في القديم :
(قلت اطلبوا وجهي ، وجهك يارب اطلب )(مزمور 27: 8)
الصفة الرابعة: كما تكلم الرب
كان إيمانه مؤسسا على كلمة الرب، لذلك استطاع أن يجاهر بايمانه، فمن يثبّت قلبه على الرب ويثق بكلمته لا يخاف من ان يتكلم ويتقدم الى الامام لتنفيذ مشيئة الرب.