خرج الزارع ليزرع!
بقلم / الأب بولس جرس- راعى كاتدرائية العذراء بمدينة نصر
خرج الزارع ليزرع
هوذا الزارع
هوذا يسوع
هوذا حمل الله
هوذا الرجل
-ماذا يحمل الزارع ؟ بذارا للحياة.
-ماذا يحمل يسوع ؟ كلمة الحياة.
-كلمة الحياة تعطى الحياة للارض
-الارض بدون بذار تنبت شوكا وحسكا .
-النفس بدون كلمة الله تتصحر وتتيبس لماذا؟
-فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله
-هوذا كان منذ البدء عند الله
كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور للناس ، النور اشرق فى الظلمة والظلمة لم تدركه.
ها هو الكلمة المتجسد جاء نورا للعالم الجالس فى الظلمة وظلال الموت فماذا جاء يفعل؟
كان يسير يعمل خيرا ويشفى كل سقم وكل مرض فى الشعب ، رأت فيه الجميع راعيها وقائدها ومنقذها فتتبعه من مدينة الى اخرى ومن بلد الى آخر ، من البرية الى الجبل الى شاطئ البحر ، خرجت الى الشوارع وسارت خلفه تزحمه اينما وجد وتطلبه اينما ذهب وتفتش عنه وتبحث ،تفرح عندما تراه ، تتوهج عندما تسمع صوته وتنعش عندما يكلمها ، ترتوى نفوسها بالخير والبركة والحب والسلام و الفرح .
انه قائد عجيب له تأثير فائق يخلب الالباب ويشفى اسقام النفوس وامراض الجسد ، تنفتح عيون العميان ويقيم الموتى ويطهر البرص ويشفى الاسقام ويعيد إلى الانسان إنسانيته ويرده الى ما يجب ان يكون عليه .
-واليوم إذ يتكلم الكلمة يشبه نفسه بالزارع وهو زارع كريم فرط اليدين لا يبخل ببذاره على أحد يحادث الكتبة ويخاطب الفريسيين ، ويدخل بيوت العشاريين ويجالس الخاطئين ويرجع للقلوب الحياة ويروى النفوس العطشى .
-اما الزرع فهو كلمة الله
كانه هو الكاهن وهو الذبيحة.
كأنه هو الخبز والخمر
كانه هو رئيس الكهنة والذبيحة على الصليب
كأنه هو البازر وهو البذرة
كأنه هو الفارس وهو الذى ينمى
كأنه هو صاحب الوليمة وهو الوليمة
كأنه هو الراعى وهو الحمل
كأنه هو الخادم وهو السيد
كأنه هو انسان وهو الإله
كأنه عبد وهو ابن
هوذا الزارع اليوم يقدم بذاره بسخاء وكرم ، يحدث كل النفوس وكل الآنام .