|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنصار السيسي والإخوان.. اختلفوا في السياسة واتفقوا على «الشماتة»
«أنهى حياته بسخافة» هكذا علق محمد ناصر، المذيع بقناة الشرق الموالية للإخوان، على وفاة العالم المصري أحمد زويل، متحدثًا عن أنه أخطأ كثيرًا في حق مصر. المشهد السابق لم يكن الوحيد الذي يُظهر حالة الشماتة بعد الموت، التي لم تكن متأصلة في الشخصية المصرية، لكن سبق ذلك المشهد مشاهد أخرى، كان أبرزها صور الموتى في فض رابعة والنهضة، التي كان ينشرها بعض معارضي الإخوان، بعد إضافة بعض الشتائم. ظهرت الشماتة أيضا في عدة مناسبات، منها عند وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم، والذي تعرض لشتائم وإساءات من بعض المنتمين للإخوان بعد وفاته، لمجرد أنه لم يكن مقتنعا بسياستهم. ولم يختلف الأمر عند وفاة القيادي الإخواني فريد إسماعيل داخل محبسه، فلم يسلم من إساءات أنصار السيسي. يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الإجتماع، إن الشامتين يخالفون بذلك تقليد وعادة مصرية أصيلة، لاسيما أنها ليست ضمن الاخلاقات التي تربى عليها الشعب المصري. وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ«التحرير»، أن ذلك يعد نتاجًا لعملية الاستقطاب التي وقعت حديثًا في المجتمع المصري بين الإسلاميين والعلمانيين، بالإضافة إلى الصراع الذي ظهر جليًا بعد أحداث 30 يونيو، لكن دعنا نتفق على أن كل ذلك جديد على المصريين. وتابع إبراهيم: «عندما وقعت أزمات سابقة بين الإسلاميين والنظام، لم تكن بهذه الحدة، كما لم نجد شماتة من أي طرف»، لافتا إلى أنه عند وفاة أحد أعلام الفرق المتصارعة، كان يذهب الطرف الآخر إلى العزاء، متذكرا: "حدثني أحد السياسيين العراقيين، وهو الدكتور خير الدين حسيب، أثناء زيارته، ومشاركته عزاء أحد القيادات الوفدية، في عهد عبد الناصر، لاحظ وجود جميع الناصريين في العزاء، وأخبرني أنه لا يمكن أن يحدث هذا الأمر في أي بلد عربي آخر". وقال، إن هذه الأخلاقيات كانت سمة متأصلة في المصريين، إذا كانت قد اختفت، فهي تعد ظاهرة طارئة وجديدة على الثقافة المصرية، وتعني أن تغيرًا كيفيًا حدث لدى الأجيال الجديدة التي تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي ومن جانبه، قال الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي، "نحن أمام حرب لا أخلاقية، وما يحدث من شماتة، يأتي في إطار عملية الترهيب، لكنها تدل على الضعف ليس القوة، ودعنا نشير إلى أنه في الحروب تتم معاملة الأسير باحترام". وأضاف بحري في تصريحات لـ«التحرير»، "المعركة غير شريفة، نحن نفعل ما يفعله الإرهابيون، فما يحدث من شيطنة للمخالف حتى في الموت، لا يختلف عن سياسة (داعش)، التي تمثل بالجثث، فعلى النظير يتم الإساءة للموتى". وأوضح، أن قوانين الحروب تظهر القوة، الموت لا يوجد فيه شماتة، لكننا أمام ضعاف النفوس، ولم تعد الحرب على مبدأ، إنما فرض قوة، خاصة أننا وصلنا لمرحلة صعبة من اضطرابات الشخصية ضد المجتمع، ويتم العمل على إفساد الكيان المجتمعي، مؤكدًا "يجب أن يكون الاختلاف بنزاهة وشرف". نقلا عن التحرير نيوز |
|