|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
متاعب ظن السوء (أ) يعطل ظنُّ السوء خيرنا الروحي، ويضيع سلامنا الداخلي، لأن الإنسان المطمئن الواثق يكون مستريحاً، بينما صاحب الظن السيء يتعب دائماً، لأنه يفسر حتى الكلمات الصالحة تفسيراً سيئاً. وهذا يُضعف علاقاته بالآخرين، ويجعله يطلب البراهين الكثيرة على الصدق والإخلاص قبل أن يضع ثقته في الناس. ويؤدي سوء الظن إلى ضعف علاقة صاحبه بالرب، فكيف تصلي من أجل الآخرين طالبين لهم البركة ونحن نظن بهم السوء؟ وكيف نكون في سلام داخلي يعطينا فرح الحديث مع الله عن المؤمنين والكنيسة ونحن نسيء الظن بإخوتنا المؤمنين أعضاء الكنيسة؟ (ب) وظن السوء خطير للغاية، لأن أفكار الإنسان هي عالمه الخاص الذي يعيش فيه عندما يكون بمفرده. فإن كانت أفكار الإنسان سلبية تصبح حياته سلبية. وإن كانت إيجابية تجعلها إيجابية. قال الحكيم في سفر الأمثال: « لأَنَّهُ كَمَا شَعَرَ فِي نَفْسِهِ هَكَذَا هُوَ » (أمثال 23: 7). فالأفكار تصوغ الشخصية. فإذا أساء الإنسان الظن صارت حياته كلها سيئة. وهذا يلقي عليه عبئاً ثقيلاً. فلنحيَ بأفكار موضوعية، ولنشعر بمشاعر المحبة. وهذا ممكن لأننا نقدر أن نحكم عالم أفكارنا، بأنفسنا، لنجعله نظيفاً عامراً بالمحبة، لخير نفوسنا. (ج) وأفكارنا هي مقياس حياتنا الروحية، وهي أكثر أهمية من أعمالنا في قياس رُقينا الروحي، لأن الأفكار تُلهمنا الأعمال التي نقوم بها وتدفعنا إليها. وفي الموعظة على الجبل ركز المسيح على عالم الفكر أكثر من تركيزه على عالم العمل، لأن الفكر هو الذي يُنتج العمل. فمثلاً الذي يغضب على أخيه باطلاً، وينمي غضبه، يتطور الأمر به إلى القتل. والذي ينظر ليشتهي ينتهي به الأمر إلى ارتكاب النجاسة (متى 5: 21-32). وكلما زادت حياتنا الروحية تقدماً نضجنا نفسياً، وزادت معرفتنا الروحية، وصارت لنا أفكار أفضل عن أنفسنا وعن الناس. قال الرسول بولس في رسالته الرعوية إلى تيطس الراعي: « ذَكِّرْهُمْ (أي المؤمنين) أَنْ يَخْضَعُوا لِلرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينِ وَيُطِيعُوا، وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَلاَ يَطْعَنُوا فِي أَحَدٍ، وَيَكُونُوا غَيْرَ مُخَاصِمِينَ، حُلَمَاءَ، مُظْهِرِينَ كُلَّ وَدَاعَةٍ لِجَمِيعِ النَّاسِ. لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضاً قَبْلاً أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضاً. وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا اللهِ وَإِحْسَانُهُ- لاَ بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ-خَلَّصَنَا بِغَسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ، الَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ. وَأُرِيدُ أَنْ تُقَرِّرَ هَذِهِ الأُمُورَ، لِكَيْ يَهْتَمَّ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ أَنْ يُمَارِسُوا أَعْمَالاً حَسَنَةً. فَإِنَّ هَذِهِ الأُمُورَ هِيَ الْحَسَنَةُ وَالنَّافِعَةُ لِلنَّاسِ. وَأَمَّا الْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالأَنْسَابُ وَالْخُصُومَاتُ وَالْمُنَازَعَاتُ النَّامُوسِيَّةُ فَاجْتَنِبْهَا، لأَنَّهَا غَيْرُ نَافِعَةٍ، وَبَاطِلَةٌ» (تيطس 3: 1-9). وهذه الوصايا تعني أن من يحيا في المسيح الحياة الجديدة لا يمكن أن يعيش في عالم أفكار سيئة تظن السوء، بل يجدد ذهنه بحسب فكر المسيح. |
22 - 06 - 2016, 01:31 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: متاعب ظن السوء
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
||||
23 - 06 - 2016, 01:26 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: متاعب ظن السوء
شكرا على المرور
|
||||
01 - 07 - 2016, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: متاعب ظن السوء
موضوع جميل اوى
ربنا يباركك ياسكر |
||||
02 - 07 - 2016, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: متاعب ظن السوء
شكرا على المرور
|
||||
|