|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صفات التأني والرفق (أ) المحبة المتأنية الرفيقة طويلة الأناة بغير يأس: المحبة التي تتأنى وترفق تطيل أناتها، ولا تفقد أملها، وتعطي الآخرين فرصة ثانية، كما أن الله دائماً يعطيها فرصة ثانية عندما تضيِّع فرصة أو تسيء التصرُّف. عندما يسقط المؤمن في الخطأ يعلم أن الله يحبه ويقلب له صفحة جديدة فيقول: « لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي. إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي. أَحْتَمِلُ غَضَبَ الرَّبِّ لأَنِّي أَخْطَأْتُ إِلَيْهِ حَتَّى يُقِيمَ دَعْوَايَ وَيُجْرِيَ حَقِّي. سَيُخْرِجُنِي إِلَى النُّورِ. سَأَنْظُرُ بِرَّهُ» (ميخا 7: 8، 9) فالرب ينقل المؤمن إلى النور ويُريه البر السماوي. وهذا أعظم دافع للمؤمن الذي متَّعه الله بالمواهب الروحية أن يتصرف مع غيره كما يتصرف الرب معه. لقد تأنى المسيح على تلميذه توما الذي شك في حقيقة القيامة، وقال: « إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ لاَ أُومِنْ». فظهر المسيح لتلاميذه وبينهم توما، وقال له: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». فهتف توما: «رَبِّي وَإِلَهِي» (يوحنا 20: 24-28). (ب) المحبة المتأنية الرفيقة هي التي تستمر ولا تتوقف: لا تتوقف المحبة المتأنية المترفِّقة أبداً، فهي تستمر في عطائها برغم الإساءات المتكررة. قام أبشالوم بمحاولة انقلاب فاشلة ضد أبيه الملك داود، وانقسم بنو إسرائيل إلى معسكرين: معسكر في صف أبشالوم، والآخر في صف داود. ولكن محبة داود المتأنية على ولده جعلته يوصي أتباعه به ويقول: «تَرَفَّقُوا بِالْفَتَى أَبْشَالُومَ» (2صموئيل18: 5). لقد رأى في ابنه الثائر عليه «فتى» قليل الخبرة فأشفق عليه مما كان يفعله! وعندما سمع داود أن ابنه قُتل صرخ في ألم: «يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ! يَا لَيْتَنِي مُتُّ عِوَضاً عَنْكَ». ارتكب شاب عدة جرائم، فسُجن، وكانت أمه تذهب دوماً لتزوره في السجن وتحمل له الهدايا حتى استدانت وتعبت صحتها. واستمرت تفعل هذا رغم أنه كان يستقبلها في كل زيارة بالإساءة. وكان للأم جار نصحها أن تتوقف عن زيارته، لأنها تعبت ولم تلقَ من ابنها أي تقدير. فقالت لجارها: «نعم هو لا يقدِّر ما أفعله، لكني أقدّره هو، فإن له أماً واحدة، لم يَبْقَ من عمرها إلا القليل!». هذه هي محبة الأم التي تستمر لأنها المحبة التي تتأنى وترفق، صاحبة النَّفس الطويل، القادرة على العطاء الذي لا ينقطع، لأن نبعها في السماء. (ج) المحبة المتأنية الرفيقة تحفظ سلامها الداخلي: المحبة تتأنى وترفق حتى وسط المتاعب والآلام، فتملأ قلب صاحبها سلاماً عميقاً يستمده من الرب الذي قال: «بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ» (لوقا 21: 19). صحيح أن المحبة تنفع الذين نحبهم، ولكنها قبل ذلك تنفعنا ننحن الذين نحب، لأننا بها نقتني أنفسنا. (د) المحبة المتأنية تتلقى الصدمات: هناك نصيحة حكيمة تقول: «لا تتوقَّع كثيراً من الناس لكيلا يخيب أملك. ولكن كن عند حُسن ظن الناس الذين يتوقعون الخير منك». ولا يمكن أن تنفذ هذه الوصية إلا المحبة الرفيقة لأنها ينبوع متدفق فائض يستمد فيضه من مصادر دائمة الجريان، هي نهر محبة الفادي الذي لا يُحدّ. وصاحب المحبة المتأنية لا يتوقف عن المحبة حتى لو صدموه. وهو يتصرف كالمسيح الذي شفى أذن ملخس، مع أن ملخس جاء ليلقي القبض عليه. فقد تلقّى المسيح الصدمة من ملخس بغير أن تصدمه، بل أن المسيح أحسن إليه. قال الرسول بولس لقسوس كنيسة أفسس: « اِحْتَرِزُوا إِذاً لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ.. لِذَلِكَ اسْهَرُوا مُتَذَكِّرِينَ أَنِّي ثَلاَثَ سِنِينَ لَيْلاً وَنَهَاراً لَمْ أَفْتُرْ عَنْ أَنْ أُنْذِرَ بِدُمُوعٍ كُلَّ وَاحِدٍ» (أعمال 20: 28، 31). |
22 - 06 - 2016, 01:27 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: صفات التأني والرفق
ميرسي على مشاركتك الجميلة مارى
|
||||
23 - 06 - 2016, 01:28 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صفات التأني والرفق
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من أجمل صور الحب والرفق، والترفق بالأعداء |
البابا شنودة الثالث الرأفة والرفق |
عليك بالصدق في مقالك والرفق في أفعالك |
يا صاحب الأناة والرفق |
أمثلة وعناصر في الرأفة والرفق |