تجلس فى محرابك وحيدا تناجيها ....تريدها ....تتأملها ....
صنعت لها هيكلا ....صنعت منها إلها ....وأنت عبدا ....بل قل حرا ....
لا بل راهب ناسك فى هيكلها ....
لا تريد أن تخرج وتتركها ....تكره حتى المحبون ....
لأنهم إذا جاءوا يبعدونك عنها ....
عيناها بحر جارى لم يتعكر من أى بشر ....لم يقتل بداخله أى مخلوقات ....
لم تأكل الأسماك بعضها بداخله ....لم يفتك القوى بالضعيف ....
أنت تعتزل الأصدقاء لأنك لا تريد أن يراها غيرك ....
هى سحابة تمر ....وحينما ترى الناس قد عطشوا ....تسقط عليهم المياه ....
لماذا تحبها وهى لم تعد لك ....؟!
هى خير رحال .... تنتقل من شعوب لشعوب من بلاد لبلاد ....دون أن تحتاج لجواز سفر ....
هى ورقة محروقة ....قصيدة قديمة....قيلت وحفظت وانتهى تأثيرها على الجميع....إلا أنت....
سأكتب اليوم ....الفصل الأخير .... فى رواية عشقها الممنوع ....
عندما ولدت .... لم تكن هى موجودة ....على ما أظن ....ولكنها قالت لى إنها موجودة ....
قبل الأزمان.... قبل الإنسان....
هى طفلة كبرت بين يديك.... وربما أيادى الكثيرين قبلك....ولكنك لم تستطع أن تمسكها....
لم تستطع الإمساك بها....هل خوفا منها أم خوفا عليها.... ؟!
هى تتجسد.... فى الأفلاك.... فى الأشجار.... فى كل شئ ....تتجسد فى أناس لعنوا ....
عندما طالبوا بها ....عندما تحدثوا عنها ....عندما عشقوها ....
هى تكسر.... كل القوانين.... كل الأعراف.... يحبها الجميع.... ويخافون من حبها ....
أنت تعرف أنك لست.... أول عشاقها ....أول روادها.... ومع ذلك تفتخر بحبك لها ....
احذر ....فالحب الأعمى.... له قائد وحيد.... إنه ....الجنون ....
هل تعرفون من هى محبوبتى....؟! إنها الحرية ....نعم الحرية ....
أعطانى إياها خالقى....وسأقاتل.... من يفكر.... من يظن....أنه يستطيع.... أن يسلبنى إياها....
حتى إذا جاء.... بثوب مدنى ....بثوب عسكرى.... بثوب دينى.... بل حتى.... بثوب ملائكى....
سأموت ألف مرة.... وتحيا حريتى.... تحيا محبوبتى.... تحيا محبوبتى....
محبوبتى ... ( كلمات الشاعر و الروائى / وائل كرمى )
تم نشر هذه الخواطر بإسمى فى عدد من الجرائد و المجلات مثل
( اليوم السابع – الطريق و الحق – الكتيبة الطيبية )
هذا بالإضافة إلى العديد من المنتديات .
لمشاهدة هذه الخواطر فيديو على اليوتيوب
التنويه عن ذلك لتوضيح أن هذا العمل يخضع لقوانين الملكية الفكرية و حقوق النشر
أذكرونى فى صلاتكم
أخيكم فى المسيح
وائل كرمى