|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دمرها الإهمال وقضى عليها أحمد عز .. الحديد والصلب من قلعة إلى خرابة
قلعة الصناعة فى مصر انهارت، تم تدميرها بفعل فاعل طوال الأعوام الماضية لصالح حفنة من رجال الأعمال، ومن أبرزهم أحمد عز، وكانت النتيجة انهيار الصناعة والاقتصاد ليربح رجال الأعمال المليارات يوميًا. هذا ما حدث فى شركة الحديد والصلب، تلك الشركة التى أنشئت فى الخمسينات لتكون قلعة صناعية تنتج الحديد، الذى هو عماد الصناعة والبناء فى أى بلد، وبمرور الأعوام تبدل الحال وتم تدمير الشركة بفعل الإهمال تارة، وبفعل المسئولين تارة أخرى، حيث تركوا الشركة تعانى الإهمال وانعدام الصيانة لسنوات حتى تلفت أفرانها ومعداتها، وما بقى إلا إعلان وفاتها رسميًا وبيعها خردة، بعد أن وصلت خسائرها إلى 500 مليون جنيه، بالإضافة إلى ديون قيمتها مليار جنيه لشركة الكوك وحدها، وأصبح مصير عمالها -الذين كان يبلغ عددهم 26 ألف عامل، أصبحوا الآن 10 آلاف فقط– فى علم الغيب، فهؤلاء العمال يعانون الآن بسبب توقف الشركة عن الإنتاج، ورغم أن أجورهم تصرف شهريًا، فإن استمرار هذا الوضع سيؤدى إلى المزيد من الخسائر، وبالتالى أصبح المضى قدمًا فى خطة الإنقاذ التى يتم بحثها منذ عام 2014 ضرورة حتمية، على الدولة أن تسرع فيها إنقاذاً للشركة، وللاقتصاد المصرى كله. ظلت فكرة إنشاء شركة للحديد والصلب تداعب خيال الاقتصاديين المصريين بعد توليد الكهرباء من خزان أسوان عام 1932 وحتى عام 1954 حينما أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مرسومًا فى 14 يونيو 1954 بإنشاء أول مجمع متكامل لإنتاج الحديد والصلب فى العالم العربى برأسمال قدره 1. 2 مليون جنيه، وتم عمل اكتتاب شعبى بقيمة جنيهين للسهم الواحد، يضاف إليها 50 مليمًا كمصاريف إصدار، وفى 23 يوليو 1955 تم وضع حجر الأساس للمشروع على مساحة 2500 فدان شاملة المصانع والمدينة السكنية للعمال، والمسجد الملحق بها، وقامت شركة ديماج الألمانية الشرقية بإنشاء المصانع والأفران، وتقديم الخبرات الفنية اللازمة، ورغم وقوع العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 استمر العمل بالمشروع الذى شاركت فيه كل أجهزة الدولة بما فى ذلك سلاح الحدود، وتم تشغيل ميناء الدخيلة لتوريد الفحم اللازم لتشغيل الأفران، وتم مد خط سكة حديد منه إلى المصنع مباشرة لتوصيل الفحم، كما تم مد خط سكة حديد من الواحات إليه لتوصيل خام الحديد، وتم افتتاح المشروع عام 1958 بفرنين صناعة ألمانية، تم زيادتها إلى أربعة أفران، بعد تشغيل الفرن الروسى الأول عام 1973 ثم الثانى عام 1979، ومن وقتها لم تشهد الشركة أى تحديث، بل تم تدميرها عن عمد، حينما بدأ يظهر رجل الأعمال أحمد عز فى الصورة بعد تأسيس شركة الإسكندرية للحديد والصلب كشركة مساهمة عام 1982، وبدأت يد الإهمال تضرب الشركة الوطنية لصالح رجل الأعمال المقرب للسلطة خاصة بعد أن نجح فى السيطرة على معظم أسهم شركة الإسكندرية وقام بتغيير اسمها فى منتصف التسعينات إلى شركة عز الدخيلة للصلب، ومن وقتها لم تستطيع الشركة الأم المنافسة، حيث تم إهمال صيانة الأفران مما أدى إلى توقف 3 أفران منها لتعمل الشركة بربع طاقتها فقط، وتم وقف التعيينات بها منذ عام 1990 لتمنع عنها الدماء الجديدة، وبالتالى خرج عدد كبير من العمال إلى المعاش، ليصل عدد العاملين بها الآن إلى 10 آلاف، 35% منهم مصابون بأمراض مزمنة وفقًا لمسئولى اللجنة النقابية للعاملين بالشركة، لتصل الأزمة إلى ذروتها بعد ثورة 25 يناير، حيث توقفت إمدادات الكوك عنها لتصبح الأفران بلا وقود والعمال بلا عمل. ورغم المساحة الهائلة للشركة التى تقدر بـ 50 ضعف شركة عز الدخيلة، فإنها لا تنتج سوى 400 ألف طن حديد سنوياً، فى حين ينتج مصنع الدخيلة 5. 9 مليون طن سنويًا، بعد أن كانت الشركة قد بدأت إنتاجها بـ210 آلاف طن وصلت إلى 1. 5 مليون طن فى السبعينات، وحيث كانت الشركة تنتج الصلب المشكل على هيئة ألواح وقضبان السكك الحديدية، والزوايا والكمرات والستائر الحديدية، وأنابيب البترول وغيرها من احتياجات الصناعات المختلفة، ولكن حال الشركة اليوم أصبح يرثى له خاصة بعد الثورة، وهو ما أكده المهندس أحمد عويس، عضو مجلس إدارة الشركة الذى أكد أن المعدات الموجودة فى الشركة أصبحت متهالكة، حيث لم يتم تطويرها منذ السبعينات، بالإضافة إلى مشكلة نقص توريدات الكوك، حيث تعانى شركة الكوك المصرية نفسها من مشكلات مما أدى إلى انخفاض إنتاجيتها وهو ما أثر بدوره على توريد فحم الكوك الذى يعد الأساس فى صناعة الحديد والصلب، كذلك هناك مشكلة الممارسات الضارة للتجارة الدولية والاحتكارات التى أثرت على الحصة السوقية للشركة محليًا وعالميًا. ويرى أحمد عويس أن الشركة بها مقومات نجاح كثيرة منها الاستثمارات والخبرة، ولذلك يناشد رئيس الجمهورية شخصيًا التدخل لتطوير الشركة، حيث إن هناك دراسات كثيرة تم إجراؤها من قبل بيوت خبرة عالمية آخرها دراسة شركة تاتا بريدج استيل الهندية بالتعاون مع معهد الدراسات المعدنية بالتبين لتطوير الشركة، أكدت أن الشركة فى حاجة إلى تطوير شامل تبلغ تكلفته 430 مليون دولار، والأمر يحتاج إلى عام والنصف لإنهاء المهمة وعودة الشركة للإنتاج والمنافسة، وبالفعل تقدمت 6 شركات، منها 3 روسية وشركتان صينيتان، والأخيرة إيطالية للقيام بأعمال التطوير بفوائد ميسرة، ولكن المشكلة الآن فى خطاب الضمان الذى يجب أن تصدره وزارة المالية لضمان الشركة، وهذا هو العائق الذى يحول الآن دون تطوير الشركة وإنقاذ عمالها، والأمل فى تدخل الرئيس شخصيًا. يناشدون الرئيس التدخل: 10 آلاف عامل فى مهب الريح!! المرتبات لا تكفى شيئًا وتطوير الشركة أمل حياتنا والتعيينات متوقفة من التسعينات 10 آلاف عامل، هم حجم القوى العاملة فى الشركة الوطنية للحديد والصلب، وجميعهم يعانون الأمرين بعد أن ساءت أحوال شركتهم، حيث ينتظرون بفارغ الصبر خطط التطوير التى لم تنفذ منذ سنوات، يحلمون بيوم تدور فيه الأفران تدفئ بلهيبها الأحمر حياتهم التى أصبحت باردة، رواتبهم لا تكفى لمواجهة أعباء الحياة، وسوء حال الشركة حال دون حصولهم على أرباح أو مكافآت، حتى مكافأة نهاية الخدمة أصبحت فى علم الغيب، لذلك آمال الجميع معلقة بالتطوير الذى يمثل الأمل الأخير لهم لإنقاذهم وأسرهم من التشرد والجوع. بين الخوف من المستقبل المظلم والتعلق بأمل التطوير يعيش عمال شركة الحديد، يعانون كما يقولون، ولكن الخوف من التنكيل بهم يمنعهم من الحديث عن هذه المعاناة، فأمام أبواب الشركة بالتبين بحلوان وقف بعضهم يتهامس عن سوء الحال، وما وصلت إليه أحوال شركتهم التى كانت يومًا تضج بالحياة، اقتربنا منهم إلا أنهم خافوا أن يتحدثوا عن أوجاعهم ومشكلاتهم، لكن «بلال سيد» أحد العاملين بالشركة قال إن أمامه شهرين فقط للخروج على المعاش، وليس لديه ما يخاف عليه، ومن ثم راح يتحدث بلسان العاملين فى الشركة، مؤكداً أن حال العمال جميعاً أصبح يرثى له، فمنذ سنوات والعمل بالشركة شبه متوقف بعد أن توقفت الأفران الثلاثة، ولم يعد يعمل سوى فرن واحد فقط، وبالتالى قل الإنتاج وقل معه العمل أيضاً، ومعظم العاملين فى الشركة الآن من كبار السن، ويعانون أمراض القلب والأمراض المزمنة، ومنذ التسعينات لا توجد تعيينات جديدة، ولذلك نتحمل عبء العمل كله رغم كبر سننا وأمراضنا، وأضاف: رواتبنا قليلة بالنسبة للأسعار التى اشتعلت بما فيها أسعار الأدوية والطعام، ولأننا لا نحصل إلا على الراتب فقط لا نستطيع مواجهة أعباء الحياة، وأملنا هو التطوير حتى تدور عجلة الإنتاج من جديد، ونحصل على أرباح ومكافآت تعيننا على مواجهة أعباء الحياة، وأشار «بلال» إلى أن المشكلة الكبرى التى يواجهها عمال الشركة الآن هى مكافأة نهاية الخدمة التى تقدر بشهر ونصف الشهر عن كل عام، ونعول عليها جميعًا لإعانتنا على أعباء الحياة بعد المعاش، خاصة أن مبلغ المعاش لا يكفى شيئاً، ولكن صرف هذه المكافأة يتأخر لمدة تصل إلى عامين، حيث لا توجد مبالغ كافية فى صندوق الزمالة لصرف المكافأة، فيتم صرف نصفها فقط بعد عام من الخروج على المعاش والنصف الآخر يصرف بعد عام آخر، فهل يجوز أن أخدم الشركة 36 عاماً ولا أحصل على مستحقاتى إلا بعد عامين وبالتقسيط؟ النفسية «صفر» بدأ محمد عبدالمنصف، عضو اللجنة النقابية بشركة الحديد والصلب، حديثه مؤكداً أن «نفسية العاملين بالشركة صفر» بسبب ما آلت إليه أحوال الشركة وعدم وجود عمل للكثير منهم بسبب توقف الأفران الثلاثة، وأضاف نعانى مشكلة انعدام الصيانة للآلات والمعدات منذ عشرات السنين، وبعد الثورة زادت المشكلات بسبب نقص توريدات فحم الكوك الذى تعمل به الأفران، ما أدى إلى توقفها عن العمل، ويطالب عبدالمنصف الرئيس السيسى بالتدخل شخصياً لإنقاذ قلعة الصناعات الثقيلة وتخفيض أسعار الوقود مثل الغاز أسوة بما حدث مع مصانع الحديد الخاصة. فيما يخاطب مسعد الشبيحى، أمين مساعد اللجنة، كل الجهات المسئولة بالدولة بضرورة إنقاذ الشركة التى تعمل بمعدات انتهى عمرها الافتراضى منذ سنوات طويلة، ولم تشهد أى إحلال أو تجديد، وبالتالى انهار إنتاج الشركة، وزادت خسائرها وهو ما انعكس على أحوال العاملين فيها، وفى الوقت الذى تستخدم فيه شركات القطاع الخاص تقنيات حديثة لم تشهد الشركة الوطنية أعمال تطوير شامل، حتى أن الأفران منذ إنشائها فى الخمسينات لم تشهد أى أعمال تطوير حتى الآن، فانخفضت طاقتها الإنتاجية من مليون و200 ألف طن إلى 300 ألف طن فقط، لذلك زادت تكلفة الإنتاج بسبب استمرار معدلات التشغيل على ما هى عليه، وبالتالى زادت الخسائر، والأمل الآن فى تطوير الشركة بأقصى سرعة لوقف نزيف الخسائر، وإنقاذ الشركة والعاملين فيها وأسرهم. شاهد عيان على أبواب الشركة: الزمن تغير.. والعائد قليل.. والمستقبل مجهول إنقاذ شركة الحديد والصلب ليس أمل العاملين فى الشركة وحدهم، ولكنه أمل المحيطين بها أيضاً، فرغم أن أشرف مبروك ليس من العاملين بالشركة، إلا أنه يحلم باليوم الذى تعود فيه الحياة إليها، فطوال 25 عاماً وأشرف يقف ببضائعه أمام أبواب المصنع، ينتظر خروج الوردية ليبيع الخردوات للعمال، بضائعه من أدوات منزلية وأحزمة ومنظفات وغيرها كانت تلقى رواجاً لدى العمال، ولكنه الآن ينتظر زبائن جيوبهم خاوية، وبالتالى فلا بيع ولا شراء. فى سنوات ما قبل الثورة «كان الحال زى الفل» وفقاً لكلام أشرف، وكانت المنطقة كلها ممتلئة بالحياة، ولكن بعد الثورة تغير كل شىء، عدد العمال قل كثيراً عن ذى قبل، وأصبحت أنتظر خروج الوردية لأبيع بضاعتى التى كان يقبل عليها من قبل الكثير من العمال، ولكن الانتظار الآن يطول لأيام دون بيع، حينما كانت الشركة تعمل بكامل طاقتها كان العمال يصرفون رواتبهم فى بداية الشهر، وكانوا يحصلون على منح وأرباح تشجعهم على الشراء، كنت أعرف موعد القبض، وقبلها كنت أستعد وأشترى بضائع جديدة لأنى أعلم أنى سأبيعها، الآن العمال لا يحصلون إلا على رواتبهم فقط، وهى لا تكفى حتى للطعام، لذلك لا يشترون أى شىء آخر، البطالة ضربت المنطقة كلها بسبب الحالة التى أصبحت عليها الشركة، وأضاف: كنت أتمنى أن تظل الشركة على حالها حتى أربح أنا أيضاً، فلدى أربع بنات فى مراحل التعليم المختلفة و«فرشة الخردوات» هى مصدر رزقنا الوحيد، نأكل وندفع إيجار السكن وندفع للمدرسين ما يجود الله به علينا منها، ولكن حال الشركة الآن جعلنى أقلق على مستقبل بناتى، فأحياناً تمر أشهر لا أكسب شيئاً، «وربنا بيمشيها مش عارف إزاى»، لكن لو استمر الوضع على هذا فلا أعلم ماذا سيحدث لنا، وأكد أن منطقة التبين ومصر كلها تأثرت بسبب انهيار هذا المصنع وأتمنى أن تعود له الحياة لنحيا معه نحن أيضاً. هذا الخبر منقول من : الوفد |
05 - 05 - 2016, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
فرحتى انى انضميت معاكم
|
رد: دمرها الإهمال وقضى عليها أحمد عز .. الحديد والصلب من قلعة إلى خرابة
الهنا اله احياء وليس اله امواات ربنا يعيننا و انا مبسوط انكم موجودين على طول و ربنا يبارككم |
|||
06 - 05 - 2016, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دمرها الإهمال وقضى عليها أحمد عز .. الحديد والصلب من قلعة إلى خرابة
شكرا على المرور
|
||||
|