سياسيون: فوز محمد مرسى متوقع والصدام مع العسكرى قادم لا محالة

[Mary Naeem]

سياسيون: فوز مرسى متوقع والصدام مع العسكرى قادم لا محالة





رأى سياسيون مصريون ، أن فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، كان أمراً متوقعاً، لا سيما بعد تسريبات نتائج الانتخابات عبر اللجان الفرعية، لافتين إلى أن مرسي سيواجه تحديات في التعامل مع أجهزة الدولة، وربما يدخل في صدام مع المجلس العسكري بشأن صلاحيات الرئيس.

وقال عميد كلية حقوق جامعة المنوفية وعضو الجمعية التأسيسية والقيادي بحزب الوسط الدكتور محمد المحسوب، إن الرئيس مرسي سيواجه نزاعاً حتمياً مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة على سلطات الرئيس، لاسيما بعد انتزاع “العسكري” لتلك الاختصاصات في الإعلان الدستوري المكمل،

ما سيجعل معركة الرئيس المنتخب الأولى معركة فرضت عليه ولا يستطيع التخاذل أمامها، و يستوجب على الرئيس المنتخب إعادة الاحتضان للقوى الوطنية للتوحد في معسكر الثورة في مواجهة قوى النظام القديم البائد .

وتوقع أن يدخل الرئيس المنتخب في حالة حوار مع العسكري تجنبا للصراع المنتظر والقيام بتعيين رئيس مجلس وزراء مستقل تتاح له حرية اختيار وزرائه مع مراعاة التخوفات التي يبديها “العسكري”، شريطة أن يمارس رئيس الوزراء صلاحيات المجلس العسكري ورئيس الجمهورية الواردة في الإعلان الدستوري، وذلك إلى حين الانتهاء من وضع الدستور الجديد وإجراء انتخابات برلمانية تحت إشراف هيئة مستقلة للانتخابات غير اللجنة العليا التي شكلها المجلس العسكري، والتي أدارت الانتخابات الرئاسية .

واعتبر رئيس حزب التحالف الشعبي الديمقراطي عبد الغفار شكر فوز مرسي نتيجة طبيعية في ضوء الأرقام التي أعلنت في الأيام الأخيرة، إلا أنه اعتبر فوزه سيقابل بتحفظ من بعض القوى السياسية غير الراضية عما أسماه بتصرفات جماعة الإخوان المسلمين كونهم أول من غادروا الميدان، وذهبوا لعقد صفقة مع المجلس العسكري، والتي عرفت بالانتخابات أولاً، وهو ما أدى إلى انقسام القوى السياسية الثورية . وقال إن فوز مرسي يؤكد أن جماعة الإخوان لديهم تنظيم سياسي استطاع أن يحشد الناخبين للتصويت لمرشحها، رغم أن أغلبية الأصوات التي حصل عليها مرسي جاءت انتقاما من النظام السابق .

ورأى نائب رئيس محكمة النقض السابق المستشار أحمد مكي أن فوز المرشح محمد مرسي برئاسة الجمهورية من شأنه تهدئة الأوضاع الثورية التي لم تهدأ منذ عام ونصف العام كونه يمثل أحد فصائل الثورة المصرية، غير أنه قال إن مرسي سيواجه عمليات فوضى أمنية من قبل أعوان النظام السابق بهدف إظهاره بالرئيس الضعيف .

وأضاف: لكن مرسي سيواجه مقاومة من الأجهزة الإدارية للدولة التي يشكل النظام القديم عمودها الفقري، وهو ما يستوجب على مرسي التعامل مع تلك الأجهزة برشد وتفاهم لاستعادة بنائها .
إن الرئيس المنتخب سيسعى إلى أحداث تكتل سياسي واسع في مؤسسة الرئاسة والحكومة الجديدة بهدف تشكيل تحالف في مواجهة الدولة العميقة المعادية للثورة، غير أنه سيصدم بالصلاحيات التي انفرد بها المجلس العسكري في الإعلان الدستوري المكمل الذي يلقى اعتراضاً واسعاً من قبل القوى والأحزاب السياسية .

وهو ما اتفق معه النائب البرلماني السابق والأمين العام لحزب العمل الإسلامي الدكتور محمد قرقر، الذي قال إن مرسي سيواجه ضغوطا كبيرة من المجلس العسكري الذي قلص صلاحيات الرئيس الجديد بإصداره إعلانا دستورياً مكملاً وحل البرلمان من قبل المحكمة الدستورية العليا، بما يمكن المجلس العسكري من البقاء في الساحة السياسية لفترة انتقالية أخرى ربما تمتد إلى 7 شهور، وذلك إلى حين الانتهاء من الدستور الجديد حتى يتمكن من إدخال نصوصاً تحصنه، مشيرا إلى أن تلك النصوص سبق رفضها من الثوار، والتي كان قد أعلنها نائب رئيس الوزراء السابق علي السلمي . وأضاف أن مرسي سيواجه ضغوطا داخلية وخارجية لا سيما من الغرب، لافتاً إلى أن مرسي أصبح رئيساً منتزع الصلاحيات، حيث سيشارك “العسكري” في اختيار الحكومة الجديدة . وتوقع قرقر تدخلات قوية من جانب العسكري في صياغة الدستور الجديد ترسخ حصانة للعسكري، وتؤكد إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بالنظام الفردي، بما يضعف الأحزاب السياسية، معتبراً أن فوز مرسي جاء على وقع انقلاب عسكري ناعم .

وقال إن قوى الثورة المضادة ستحدث انقلاباً أمنياً عبر استخدام البلطجية وما أسماهم بفلول وزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي المحبوس حالياً في قضية مقتل الثوار .

من جانبه، قال البرلماني السابق والقيادي بالتيار الثالث علاء عبد المنعم: إن مرسي ستواجهه مقاومة حقيقية إذا ما حول جعل مصر دولة دينية . وتوقع عبد المنعم أن يسعى مرسي إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني حقيقي تدفع البلاد في طريق أهداف الثورة .


بوابة الفجر الاليكترونية