توجد قاعدة طبية تقول أن عضو الجسد الذي لا يستخدم ، يضمر
Disuse Atrophy
مثال ذلك أنه عندما يحدث كسر مثلا في ساق أو ذراع ... ويتم تجبيسه لكي نحد من حركته - أي نحد من إستخدامه لفترة طويلة
في نهاية تلك الفترة - أي بعد فك الجبس - نجد أن محيط الساق أو الذراع الذي لم يستخدم تلك الفترة قد أصبح أقل من الطرف الآخر الذي مازال يستخدم
أي أن حجم عضلات ذلك الطرف قد أصبح أقل من ذي قبل
دلالة على أن ذلك الطرف قد ضمر عما كان عليه قبل الكسر والتجبيس
ويعالج الأطباء ذلك هذا الضمور بإعطاء المريض جلسات من العلاج الطبيعي
تكون عادة عبارة عن تداريب رياضية تدريجية لذلك العضو ، حتى يستعيد حجمه ولياقته مرة أخرى
وهذا يدلنا على قاعدة طبية أخرى في الجسد وهي أن
العضو الذي يستخدم ينمو ويكبر حجمه وتزداد قوته
ومثال ذلك أيضا ما يفعله الرياضيون من تمارين رياضية حتى تنمو عضلاتهم وتكبر وتتقوى -
وهو ما يعرف برياضة كمال الأجسام
العجيب حقا أن هاتان القاعدتان - لا تنطبقان فقط على الجسد
بل ينطبقان أيضا على مستويات أخرى عديدة
فعلى مستوى النفس
تنطبق نفس القاعدتان السابق ذكرهما على أعضاء النفس - ان جاز التعبير
فإن أعضاء أو عناصر أو مكونات النفس كما وصفها علم النفس هي
العاطفة - Affect
العقل - Intellect
المزاج - Mood
فالانسان الذي يركز على استخدام عقله ، ويهمل عاطفته
يتقوى عقله - وتضمر عواطفه
والعكس صحيح
أي أن الذي يركز على عاطفته - ويهمل عقله
تتقوى عواطفه - ويضمر عقله (وظيفيا)
وفي الحالتين السابقتين قد يصل الأمر بالإنسان إلى حالة من عدم الإتزان النفسي
لأن إعطاء كل عنصر من عناصر النفس دورها الواجب هام جدا لتحقيق ذلك التوازن
ولكن إستعادة هذا التوازن ليس مستحيلا
بل هو أمر يجب التدرب على الوصول إليه
فمن ضمرت مشاعره يجب أن يدرب نفسه على المحبة
ومن ضمر عقله - وظيفيا - يجب أن يدرب نفسه على التفكير في كل أمر قبل الإقدام عليه
كل ما أنصح به هو محاولة تقليل تلك الفجوة بين عنصري النفس
للوصول إلى حالة أفضل من الإتزان النفسي والسلام الداخي
أما الأعجب من كل هذا
أن نفس هاتان القاعدتان الطبيتان المذكوران سابقا
تنطبقان أيضا على مستوى المجتمع
في الأسرة - في العمل - في الكنيسة
فعضو الأسرة - أو موظف الشركة - أو عضو الكنيسة الذي يتم تجاهله
تضمر شخصيته ويذبل دوره في أي مجتمع من هؤلاء
وقد يصل به الأمر في النهاية إلى ترك ذلك المجتمع والإنفصال عنه تماما (أي البتر بلغة الطب)
والعكس صحيح
فأنت عندما تسند أدوارا متزايدة تدريجيا
لإبنك - و مرؤوسك في العمل - و أخوك أو إبنك في الكنيسة
فإنه ينمو ويتقوى ويزدهر
ويبدأ يكتشف مواهبه وإمكانياته التي كانت كامنة فيه من قبل لأنها لم تجد بعد فرصة للظهور
فتزداد ثقته بنفسه
وتنمو إمكاناته ويعظم نجاحه
فينجح الجميع - ويفرح الجميع !!!
ملخص المبادئ
إجتهم في اقتناء كمال جسدك ونفسك أيضا
درب نفسك على المحبة لكل الناس كل الوقت
درب نفسك على التفكير في الأمر قبل الإقدام عليه
كلف أولادك بأدوار مناسبة متزايدة تدريجيا
من تعريفات الإدارة : أن تنجز العمل بواسطة الآخرين
لا تحاول أبدا أن تفعل كل شيء بنفسك
فوض كل فرد في الكنيسة / الخدمة بدور مناسب - مهما ان كان بسيطا - وتابعه وشجعه