|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا تفسد صيامك
في الواقعي الروحي واللاهوتي المُعاش - من جهة الخبرة - الخصومة حجر العثرة الصلد الذي يُبدد كنز القلب الخفي، فيخسر الإنسان ثوب البرّ الإلهي المُعطى لهُ، وبالتالي كل الممارسات الروحية التي يقوم بها تصير بلا فائدة أو طائل وتفقد كل معنى، لأن الروح القدس روح المحبة ينطفئ أمام بغضة الأخ وحب الانتقام. فالخصومة تفسد صيامنا كله وتُعطل حياة شركتنا مع الله وتصيب قدراتنا الروحية بالشلل التام، إذ تعمل على الانفلات من سلطان ملك المجد ربنا يسوع المسيح، حتى يُطرح الإنسان تحت سلطان ذاته الخاص وتحركه الكراهية وتعمل الإرادة على غير طبيعتها في الانتقام من بعض من يخالفونا في الرأي أو الفكر أوحتى العقيدة لأننا ننظر إليهم كأعداء لنا، فتثور فينا الأهواء الغير منضبطة وتظهر إنسانيتنا الساقطة في تعييرهم ومواجهتهم التي قد تصل لحد الشتم والإهانة والتحقير.وكما يقول أحد شيوخ البرية: ليس لك الحق يا صديقي أن تلعن وتسبَّ قوماً أياً كانوا؛ لأن الله قد أوجدهم كما أوجدنا نحن. لذا يليق بك أن تكنَّ لهم الاحترام، بل وتصلي من أجلهم بدلاً من أن تلعنهم. ويقول القديس مقاريوس الكبير: + أحفظوا ألسنتكم من أن تقول على إخوتكم شراً، لأن الذي يقول على أخيه شراً يُغضب الله الساكن فيه. إن ما يعمله كل واحدٍ برفيقه فهو بالله يعمله. + أحفظوا آذانكم من سماع كلام النميمة والوقيعة لكي تكون قلوبكم طاهرة، لأن الآذان إذا سمعت الحديث النجس فلا يُمكن حفظ طهارة القلب بدون دنس. ((أنظر كتاب فردوس الآباء – بستان الرهبان الموسع – الجزء الأول، إعداد رهبان ببرية شهيت، الطبعة الثالثة 2008 ص 291، تحت عنوان حفظ القلب واللسان))فمن المعروف عن الصوم هو ضبط النفس لغرض الامتلاء من روح الله وتصور الله في القلب، فإن لم تمتلئ النفس بروح الله القدوس وتنسكب في القلب محبته، فكيف يضبط الإنسان نفسه ولازال يحمل سكين الأنا الذي نصله ممسوح بسموم الكبرياء ليطعن به نفسه أولاً ويحاول أن يُشتت الآخرين ويفسدهم بروح الخصومة المميت للنفس والطاعن كل من حوله بالأوجاع المُرّه: "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه" (1يوحنا 3: 15) + فأن لم نستيقظ سريعاً من غفلتنا الروحية ونعود للنبع الحي وحياة الاتضاع وضبط النفس في محبة الله، فأننا سنصير عُمياناً ولن نُبصر - قط - نور مجد بهاء الله الحي، وبالتالي كل من على هذا الحال ويقول أن له مع الله شركة في الكنيسة فهو يكذب على نفسه وصار ضالاً ومُضلاً، فاقداً عمل النعمة المُخلِّصة، وصلاته صارت بلا معنى، لأنه صار منكراً لله المحبة الذي أحب العالم كله، ولنُصغي لكلمة الله النابضة بالحياة لكي نحيا ونضبط حياتنا كلنا معاً حسب عمل نعمة الله: + مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه (أمثال 25: 28)وهذه هي الوصايا التي تُرضي الله المحبة: + هكذا قال رب الجنود أن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجاً وفرحاً وأعياداً طيبة، فأحبوا الحق والسلام (زكريا 8: 19)فيا من تبغض أخاك، أو تبغض الغريب عنك أو أي إنسان، هل تظن أنك أفضل من الله المُحب للجميع، الذي يُعطي وافر الخيرات للكل حتى الأشرار الذين يبغضونه، فهو لا ينتقم منهم بل يتأنى عليهم بطول أناة محبة أبوته الفائقة الإدراك، لأنه لا يشاء موت الخاطي مثلما يرجع ويحيا، فتعقل وانتبه لأنك أن حاسبت أخاك على أخطائه ورفضته وابغضته فبنفس ذات الدين ستُدان لأن ليس ولا واحد فينا بريء من أي ذنب أو معصية، لأن من يُحاسب غيره لابد من أن يكون نقي ولم يفعل خطية ولم يوجد في فمه غش: "أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يوحنا 1: 8) +++ والآن: طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فاحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة؛ اكرموا الجميع، احبوا الإخوة، خافوا الله (1بطرس 1: 22؛ 2: 17) |
30 - 03 - 2016, 01:50 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لا تفسد صيامك
ربنا يباركك ويبارك خدمتك حبيبتي ماري
شكرا علي الموضوع الرااااااائع جدا |
||||
30 - 03 - 2016, 09:00 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لا تفسد صيامك
شكرا على المرور |
||||
04 - 04 - 2016, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: لا تفسد صيامك
موضوع جميل
ربنا يبارك خدمتك يا مارى |
||||
06 - 04 - 2016, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لا تفسد صيامك
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مع عبير صيامك ! |
ما أجمل صيامك ! |
صيامك ياعدرا |
ما أحلى صيامك يا عدرا |
في صيامك يا أم النور |