ذكري هدم كنيسة صول
ذكري هدم كنيسة صول
جرح غائر في جبين الثورة المصرية
بعد اقل من عشرين يوم من تنحي مبارك قامت فتنة طائفية في بلدة صول باطفيح وسببها هو السبب المشترك بين كل الفتن الاخيرة إشاعة علاقة بين قبطي ومسلمة وهذه المرة كانت سيدة عمرها ٤٥ سنة
المهم تعاركت عيلة السيدة المسلمة مع بعض بخصوص هذا الامر وضربوا بعض بالنار وسقط اتنين منهم قتلي وبعد دفنهما وبدل ان تتجه الجموع الي العزاء اتجهوا الي كنيسة الاقباط واحتلوها وحرقوها وشرعوا في هدمها وهرب الأهالي الاقباط العزل الي خارج القرية
ورفع اهالي صول المسلمين لافتة ان هنا وفي موقع الكنيسة سيقام جامع الرحمة دون ان يعرفوا انه لا مسجد يقام علي ارض مغتصبة
ولم يستطع الجيش ان يفعل شيئا واستمر الهدم يومان والآلاف تحاصر الكنيسة وتمنع اي قوات من الاقتراب
واستعان الجيش بالمشايخ وكان ذلك نذير شؤم وأننا لا نسير في اتجاه دولة القانون بل دولة الفقيه
وقتها اعتصم الاقباط امام ماسبيرو
وبعد أسبوعين دخل الجيش القرية وتسلم الكنيسة وهي مجرد أعمدة وقد هدمت وأهينت مقدساتها وقال المتطرفون عن كتبها القبطية كتب سحر وعن ملابس الكهنة ملابس نساء
وكان البعض يزيد بناء الكنيسة برة البلد الطاهرة ولكن صمود الاقباط امام ماسبيرو ضيع علي المتطرفين تلك السابقة الخطيرة
وعقد مؤتمر في القرية فيه كل انواع المشايخ بحضور حسان وحجازي وآخرون وقرروا بناء الكنيسة
وقام الجيش ببناء الكنيسة كأفضل ما يكون
ولكن يبدو ان من اهم شروط الصلح ان لا يسلم احد للعدالة وهو ما حدث وهو أيضاً كان سببا كافيا ان يشجع آخرون علي تكرار هذه الحوادث حيث لا عقاب ولا قانون
بنوا الحجارة وبقي الجرح في النفوس غائرا لا يندمل مع مرور الايام
لا تنسوا يا احباء تلك الاحداث
بل احكوها للولاد والأحفاد ..
للمعارف والاقرباء ..
احكوها لأخوتنا في الوطن لعل الوطن يتسع للجميع ذات يوم مثلما كان
احكوها لبعرف الجميع اى فاتورة يسددها الاقباط من اجل وطن حر فيه الكل سواسية
ياسر يوسف