ما أبعد الفارق بين لوط الصديق ويونان النبي ، لأن الأول كانت تملأه روح الغيرة المقدسة على الحق أما الثاني فكان يحمل فى داخله روح الغيرة الخاطئة ، الأول كانت تملأ قلبه الأشواق الجارفة لخلاص الجميع أما الثاني فكان يخشى توبة أهل نينوى وتكذيبهم له بعد رجوعهم الى الله ، الأول استجاب لدعوة الله وتحمل فى طريق كرازته مزيدا من المذلة والسخرية والازدراء وأظهر صبرا وإيمانا و مثابرة أما الثانى فكان رد فعله على دعوة الله له أن تذمر وقاوم دعوة الله وهرب من وجهه ، الأول دفع ثمن طاعته لدعوة الرب بأن عرض ابنتاه للفساد على يد أهل سدوم كوسيلة لتهدئتهم بدلا من الإساءة للملاكين أما الثانى فدفع ثمن عصيانه لدعوة الله بان خسر ما أنفقه فى أجرة السفينة وطرح فى البحر وإبتُلع من الحوت ، الأول كان سببا فى أن يضرب الرب بالعمي الكثير من صغار وشيوخ سدوم أما الثاني فكان سببا فى خلاص أهل نينوى وإيمان ركاب السفينة الوثنيين ، الأول أعد له الرب مخرجا فى مدينة صوغر لكي ينجيه من المزمع ان يصير فى سدوم أما الثاني فأعد له الرب حوتا لكي يحفظه من شر البحر وأخطاره ..
فلنسعى يا أحبائي أن نطيع صوت الرب ودعوته ، لأن الموعد والبركة والغفران لمن سمع وأطاع ، أما الهروب من دعوة الرب ورفض إرادته فلا يقودنا إلا إلى الهلاك والخسارة والرذل الدائم من ملكوت الله ورحمته ..