|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخي الرجل العزيز سأبدأ معك القصة من البداية. عندما تكلم الله الى حواء وآدم قديما باركهما وقال "أثمروا واكثروا واملأوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء"- تكوين1: 28 إن الاعمال المشتركة التي أعطاها الله للانسان والتعاون الذي هو بحسب ارادة الله هو الحالة المثالية التي رسمها الله لنا. وطبعاً، لا ننكر أن الله رتب لكل جنس عمله الخاص به. فقد خص حواء بولادة الاولاد ورعايتهم جسديا حتى يكبروا؛ وخص آدم بالعمل وتأمين الخبز للعائلة حيث يتطلب هذا جهدا جسديا خارج المنزل وكان قديما في الحقول ومع الحيوانات والرعي (علماً بان المرأة منذ القديم كانت تخرج وتساعد الرجل جنباً إلى جنباً في الحقل والرعي وغيرها... ولكن لم يضع الله هذه القوانين التي نراها سائدة في العالم حيث ان الانسان وضع وربط رجولة الرجل في امتناعه عن تقديم العون لزوجته وخصوصا في رعاية الاولاد؛ فهل يعيب الرجل ان يعين طفله في المشي أو تناول طعامه أم حمله اذا احس بألم ما وتهدئته ومساعدته على تخطي الالم ومرافقته في مشوار حياته الذي يتطلب كثيرا من الصبر والحب والارشاد؟ ان بيت الزوجية يحمل معنى الكرامة والخصوصية واية جهود تبذل للحفاظ على هذا البيت وثباته وتعاونه هي جهود مباركة من الله. ولا يعيب أفراد الاسرة الواحدة سواء كانوا ذكورا أو إناثاً في تقديم المساعدة والعون للأم وخصوصاً الرجل الذي يعتبر الرأس لهذا البيت. وكل تقدم ايجابي في الاسرة هو لصالح العائلة كلها حيث يكون تتويجاً لتعب الرجل وتضحيته من اجل اسرة سعيدة وهانئة. إن الحمل الزائد على اي انسان يجعل عطاءه متدنٍ. لذلك فإن توزيع الاحمال واعباء الاسرة لا يقتصر على الاناث فقط بل إن الرجال أصبح في امكانهم المساعدة وتقديم العون في أوقات الفراغ، طبعا لأن هذا يضيف الى شخصية الرجل مهارة وقوة وخصوصا اذا اضطرته الايام الى خدمة نفسه سواء اذا سافر الى بلد بعيد عن اسرته او انتقل الشاب للدراسة في بلد آخر بعيداً عن حضن أمه وأبيه. ان الحياة العصرية، عزيزي الرجل، حملت معها الكثير من التغيير الايجابي. فإن خروج المرأة للعمل خارج المنزل ومساعدتها لزوجها على تحمل الاعباء المالية لم ينقص من انوثتها شيئا؛ وكذلك الرجل عندما يقدم يد العون لزوجته داخل المنزل لا ينتقص من رجولته شئ بل بالعكس يمكّن المحبة بينه وبين أفراد عائلته ويعطي انسجاماً واضحاً في العلاقات داخل الاسرة. لذلك اشجعك على الخروج من ثقافات العيب والتحرر من قيودها المدمرة! |
|