|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
البركة من مقالات الانبا صرابامون +++++++ ذكرت كلمة بركة في الكتاب المقدس عندما بارك الله إبراهيم، حينما قال له فاجعلك امة عظيمة واباركك واعظم اسمك وتكون بركة. وابارك مباركيك ولاعنك العنه وتتبارك فيك جميع قبائل الارض. (تك 12 : 2 ،3). ? نتأمل هنا في كلمة تكون بركة فلنسأل سؤال للرب له المجد لماذا خلقت يالله الإنسان؟ هل خلقته ليعاني الأنين والمصائب والمتاعب ثم يدق أخيراً ناقوس الموت، حاشا.. بل أقول أنه قد خلقنا من أجل أمر سامٍ، هنا خلق الله الإنسان ليكون بركة.. ليس الأمر مجرد حياة ووفاة بل حياة بركة، وها إبراهيم يحيا حياة البركة. ذو مكانة وسلطان وهيبة سامية، والأهم أنه قال له سوف تكون بركة لنفسك وللآخرين، أي سوف يقدم عملاً للآخرين يجلب البركة.. من خلال حياة إبراهيم نرى سمو خلقة الإنسان للبركة، ونتأمل في الحياة ومن خليقة الله أن كل الموجودات كانت لنا بركة فالشمس بركة، والقمر بركة والنباتات بركة، ومياه الأنهار بركة ..الخ ?والسيد المسيح أكبر مثال رائع لحياة البركة، لقد جاء إلى العالم ليعطي بركات، فقد قيل لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية (يو 3 : 16) والمسيح أعلن بركاته في حياة البذل، من هنا نعرف أن البركة تتطلب تضحية وبذل من أجل الإخرين، والمسيح عاش حياة على الأرض كلها حب وعطاء وبذل، فكان بركة لكل البشرية.. وأي بركة إنها بركة الحياة الأبدية.. ويا لها من بركة.. وأما أنت.. أن أردت أن تكون بركة لمن حولك لابد من أن تتعب من أجلهم وتبذل كل إمكانياتك لخدمتهم، متشبهاً بالمسيح له المجد حينئذٍ تكون بركة.. ?وتظهر بركة الشخص حينما يدق له أجراس الكنيسة إعلاناً لإنتقاله، لقد شاهدت بنفسي كم من حشود أكتظت لوفاة أحدهم، حينئذٍ أعرف أن هذا الشخص كان بركة لمن حوله.. أنه بركة حتى في وفاته.. بعكس الإنسان الذي عاش لنفسه ولم يكن بركة لمن حوله أعتقد أن مثل هذا الشخص إن عاش أو إن أنتقل كلاهما واحد بالنسبة للآخرين.. حقاً قال الكتاب المقدس ذكر الصديق للبركة واسم الاشرار ينخر (ام10 : 7) وقال أيضاً الحكيم ببركة المستقيمين تعلو المدينة (ام11:11) ? وأريد أن ألخص لكم كلماتي في ثلاثة محاور لموضوع البركة : 1.بركة أم لعنة 2.السيرة الحسنة 3. أعمال الخير ? أولاً: بركة أم لعنة:قال الفيلسوف كارليل من الحقائق الرياضية أنني إذا ألقيت من يدي حصاة فأنني أغير مركز ثقل الكون بأسره وهذا معناه أن أي جسم ينتقل من مكان لأخر قد يحدث تغيير، وهنا أشير لكم وأقول مهما بدت أعمالكم صغيرة مثل الحصاة فإنها قد تغير أمور عظيمة أنت لا تعرفها.. والله لايريدك أن تحتقر أعمالك مهما بدت زهيدة.. فالعمل العظيم لا يقاس بالمال أو الجاه.. فالعمل العظيم يقدر بما يستطيع أن يؤثر في الآخرين.. فما الفائدة لأصحاب أموال قارون وهم يحيون لأنفسهم ولأولادهم فقط؟ هل يصلح مثل هذا أن يكون بركة؟ أو أحدهم أحرز أعلى الشهادات العلمية ولكنه لم ينفع غيره بعلمه ، هل أقول لمثل هذا أنه بركة؟ ? أتذكر شاب جاء ليترهب بالدير وكان حاصل على شهادات رفيعة المستوى، ولما طلبوا منه أن يسخِّر علمه لمنفعة أخوته، تأسف بحجة أن جاء ليتوحد ويتفرغ للعبادة.. فطلب منه رئيس الدير أن يرسل له 3 رهبان ليأخذوا منه علماً يكون خير للدير، أيضاً تأسف وقال جئت للدير لأتوحَّد وليس لأعلِّم!! وبعد حين سمح له الله بحرب من الداخل فطلب من رئيس الدير أن يلبي طلبه الأول ويكون مسئولاً عن زيارات الشعب المتردد على الدير ليعطهم المعلومات، فوافق رئيس الدير، وكانت المفاجأة أنه عندما أراد أن يعلّم وجد أنه غير متذكر لأي معلومة، أن الرب رفع عنه العلم الذي بخل به أولاً إذ جعله لنفسه، رجع هذا الراهب إلى قلايته منسكباً بالبكاء... لماذا أيها الأحباء نبخل بالإمكانيات والمواهب التي منحها الله لنا؟ لماذا لا نكون بركة من خلال ما أودعه الله في أيدينا؟ ? البعض يكون بركة حتى بعد الوفاة فالمرأة التي سكبت الطيب صارت بركة لكل العالم حتى يومنا هذا (لو7: 38)، والعكس تماماً يهوذا الذي عمل عملته الشنيعة وأراد أن يخفي لعنته فأمات نفسه وصار لعنة حتى يومنا هذا(مت27: 3). ولابد من أن بركتك تكون للكل وواضحة للكل انتم ملح الارض (مت5: 13)، انتم نور العالم (مت5: 14). ? ثانياً: السيرة الحسنة: تكون البركة أيضاً من خلال السيرة الحسنة.. سيرة ممدوحة من كل أحد ، لها رائحتها الذكية، كما قال المسيح له المجد فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات(مت5 : 16)، سيرة حسنة داخل الكنيسة وخارج الكنيسة، في كل مكان وكل زمان... ليست سيرة خارجية فقط كما قال الرسول لهم صورة التقوى و لكنهم منكرون قوتها (2تي3 : 5). ?يقبِّل الكاهن في دورة البخور الإنجيل يديه وجهاً وظهراً، وكأنه يقول إنني أحبك من داخلي وخارجي.. مؤسف هو الإنسان الذي يسلك بحسب شهوات العالم، فإنك لا تكون لعنة فحسب بل إنك تلصق عاراً على الله لان اسم الله يجدف عليه بسببكم(رو2: 24) وأما الإنسان البركة يقول عنه القديس بولس وهكذا تصير خفايا قلبه ظاهرة وهكذا يخر على وجهه و يسجد لله مناديا ان الله بالحقيقة فيكم(1كو14 : 25) ? إن القديس بطرس الرسول يحذرنا قائلاً وان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون الله في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها (1بط 2 : 12) ، وذبك مثل الذي قاله القديس بولس الرسول لكي تكونوا بلا لوم و بسطاء اولادا لله بلا عيب في وسط جيل معوج وملتو تضيئون بينهم كانوار في العالم (في2: 15). ?ثالثاً : أعمال الخير : تكون البركة أيضاً عن طريق أعمال الخير، قيل عن السيد المسيح جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه (اع10: 38) وقيل عنه أيضاً روح الرب عليَّ لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق وللعمي بالبصر وارسل المنسحقين في الحرية (لو4 : 18) ? هل أنت من أولئك الذين عندما يقصدوا مكاناً يصنعون فيه خيراً ؟ أم تضج فيه وتقلبه رأساً على عقب؟! كيف تكون بركة وأنت لا تصنع خيراً؟! لقد شهد الوحي عن أيوب بهذا القول الرائع لان الاذن سمعت فطوبتني والعين رات فشهدت لي لاني انقذت المسكين المستغيث و اليتيم ولا معين له.. لبست البر فكساني كجبة وعمامة كان عدلي.. اب انا للفقراء و دعوى لم اعرفها فحصت عنها (اي 29 :11- 16). ?إسأل نفسك دائماً هل انا بركة أم لعنة؟! ليتك تصلي للرب قائلاً: باركني يارب وأعطيني أن أكون بركة في عالم مظلم، وأكون لك شاهداً حيّاً أميناً لك .. آمين |
21 - 12 - 2015, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: البركة من مقالات الانبا صرابامون
ربنا يبارك حياتك
|
||||
23 - 12 - 2015, 07:35 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: البركة من مقالات الانبا صرابامون
ميرسى لمرورك الجميل مارى |
|||
23 - 12 - 2015, 08:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: البركة من مقالات الانبا صرابامون
ميرسى على مشاركتك الجميلة |
||||
23 - 12 - 2015, 09:08 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: البركة من مقالات الانبا صرابامون
ميرسى على المرور |
|||
|