دخلت من الباب الخارجي للكنيسة والساعة تقارب العاشرة مساءً
والي أن وصلت لباب الكنيسة الداخلي لحضور القداس كانت الساعة الحادية عشر !
ساعة كاملة ضاعت مني في الفناء الخارجي فقط !
وهذا بسبب كم السلامات والقبلات المتبادلة بيني وبين من هم بالخارج في فناء الكنيسة من أصدقاء ومعارف وأقارب أيضاً
فالكل بالفناء الخارجي واقف يتواصل ويتحدث ويضحك وكأنهم لا يبالوا بالقداس والكنيسة وشعبها الداخلي .....
فالكل هنا أتي ليهنئ الكل ... ولكن بالفناء الخارجي فقط
المهم وصلت ودخلت الكنيسة
وبالتأكيد لا مجال للمقارنة بين عدد من هم بالداخل ومن هم بالخارج
ولكن هذا لا يهمني فأنا هنا الأن وبالداخل ....
وأنا هنا وبصدق لم أدخل الكنيسة لنوال بركة المولد وحضور القداس ولكن لأسباب أخري
فوقوفي بالخارج أروع وأبهج من الداخل
دخلت وأنا أخطوا بثقة نحو الهيكل وهناك أنحنيت وقبلت ستر الهيكل وأنتصبت مصلياً الصلاة الربانية -وهذا ما تربيت عليه- وما أن أنتهيت حتي بدأ طريقي في الخروج مجدداً من الكنيسة ....
وفي طريقي للخارج ألقي بعيناي علي الجانبين لأراي من هم في الداخل
وألقي السلام علي هذا والتهنئة علي ذاك
والكل هنا أيضاً يوجه لي نظرات الأعجاب وأنا أيضاً أتبادلها
فالكل ينظر الي وأنا أنظر الي الكل في خفية ....
وكأننا نهتم بما لنفسنا ولا نهتم بما لله
رأيتهم جميعاً ورأوني أيضاً هنينا أنفسنا وبعضنا وكل هذا في دقائق معدودة
وها أنا الأن بالخارج ..... عدت لأصدقائي ولمعارفي ولأقاربي
نتحدث ونتسامر والقداس مستمر في الداخل ولا أحد يبالي
فلا من هم في الخارج متابعين ولا من هم في الداخل مهتمين ...
الكل مهتم بأخيه من حيث منظره ملبسه ومدي الأعجاب المتبادل بينهم ....
أنتهي اليوم والأحتفال .... ومن هم بالداخل ألتقوا بمن هم بالخارج
منهم من يعاتب ومنهم من يتملق ويستهزي ومنهم من لا يهتم ...
ولكن الكل هنئ الكل والكل سعيد بالميلاد
وبكم المقابلات والسلامات والتهنيئات .... وأخيراً الكل أنصرف
فالكل مهتم بما ستقدمه مائدته من أكلات شهية تناسب وتواكب العيد
أنصرف الكل وأنا معهم ..... ولكن ....
أين الميلاد في كل هذا ؟ ,,,, أين المولود من كل هذا ؟
أين العذراء والنجار ؟ ,,,,, أين الملوك والرعاه ؟
أين كل هذا ؟
لا أحد يبالي ولا أحد يهتم
أين الميلاد ..... أين الميلاد
الكل هنئ الكل تقابل وعيد ولكن ...
من منا هنئ وشكر هذا المولود محور وسبب كل هذا
من منا أنحني وقال أشكرك يارب لأنك من أجلي أنا أتيت لخلاصي
من منا تأمل هذا المذود الخشي الذي أحتضن الطفل ومنه وبعد سنين حمله مصلوباً
من منا تأمل الأم العذراء التي قمطته بقماط قديم وبعد سنين قمطته بالكفن
من منا تأمل المجوس والرعاه المحتفلين بالميلاد وبعد سنين طويله بكوا لموته
من منا تأمل مثل هذا
من منا قابل أحد الأخوة الأصاغر .... وأنحني له وقال يسوع بيحبك كل سنة وأنت طيب عيد سعيد ... وعيد عليه بالعدية
من منا تذكر الأرملة واليتيم والضيف ... من منا تذكر الكنيسة وخدامها
لا أحد الكل هنا ليقابل الأخر فقط ليتباهي ويتجمل وينافق ...... وأنا أولهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل هذا كان العام الماضي ....
ولكن هل سيدوم الحال أم سيتغير ؟
فهل سيكون هناك ميلاد حقيقي أم سيكون كالعادة ذكري
كم أتمني أن أنحني بخشوع أمام المولود وأناجيه بربي وإلهي
كم أتمني أن أرتمي في حضن أمه العذراء مريم فخر جنسنا
كم أتمني أن أشارك المجوس والرعاه الأحتفال والأبتهاج والتسبيح
كم أتمني أن أقف بجانب خادم التجسد العظيم يوسف ويداه تعانقني
كم أتمني هذا
كم أتمني أن يكون الميلاد هذا العام ميلاد بصدق حقيقي
يكون بركة وعزة ومجد لحياتي وفي حياتي
وليكون بداية حقيقية لحياة .... ويكون نهاية لموت أثرني
ويكون بداية لمجد السماء علي الأرض
يكون بداية جديدة
منقول