كرسى المسيح والعرش الابيض العظيم
يخلط البعض بين تعبيران فى غاية الاهمية الا وهما
1- كرسى المسيح
2- العرش الابيض العظيم
هيا لنرى مفهم كل منهما
1- كرسي المسيح:-
( منقول من كتاب - قريب على الابواب- رجل الله/ ناشد حنا)
+++++++++++++++++++++++++
نعلم من كلمة الله أنه لا شيء من الدينونة على الذين هم في المسيح يسوع (رو1:8)، إذ قال الرب بفمه الكريم «من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة» (يو24:5)؛ وذلك لأن كل الدينونة المستحَقة عليهم قد حملها المسيح على الصليب كنائب وبديل عنهم.
ولكن نعلم من الكتاب أنه، وإن كانت لا توجد دينونة على المؤمنين، ولكن يوجد حساب لابد أن يعطوه عن أنفسهم وعن خدماتهم أمام كرسي المسيح. وقد أشار الرب إلى هذا المبدأ بقوله «وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات أخر قائلاً يا سيد خمس وزنات سلمتني. هوذا خمس وزنات أخر ربحتها فوقها فقال له سيده نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير ادخل إلى فرح سيدك» (مت19:25-21)، وأيضاً «فمن هو العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام في حينه. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم أته يقيمه على جميع أمواله» (مت45:24-47، لو42:12-44).
وقد وردت عبارة «كرسي المسيح» بالذات في رومية10:14 «وأما أنت فلماذا تدين أخاك؟ أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك؟ لأننا جميعاً سوف نقف أمام كرسي المسيح» ثم يقول «فإذاً كل واحد منا سيعطي عن نفسه حساباً لله» (ع12). ووردت أيضاً في 2كورنثوس10:5 حيث نقرأ «لأنه لابد أننا جميعاً نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع؛ خيراً كان أم شراً»؛ أما الخير فيناله المؤمنون عند ظهورهم أمام كرسي المسيح للمجازاة قبل الظهور، وأما الشر فيناله الأشرار عند وقوفهم للدينونة أمام كرسي المسيح (بصفته العرش العظيم الأبيض في النهاية بعد ملك الألف سنة). وقد وردت إشارات كثيرة في العهد الجديد عن المجازاة وإعطاء الأجرة والأكاليل للمؤمنين بحسب أتعابهم وخدماتهم، نذكر منها فضلاً عن الآيات السابق ذكرها ما يأتي: «فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيبيّنه. لأنه بنار يُستعلَن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو. إن بقي عمل أحد قد بناه عليه فسيأخذ أجرة» (1كو13:3،14). وأيضاً «لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ... وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله» (1كو5:4). وأيضاً «وكل من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء. أما أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى وأما نحن فإكليلاً لا يفنى» (1كو25:9). وأيضاً «مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب» (1كو58:15). وأيضاً «عالمين أن مهما عمل كل واحد من الخير فذلك يناله من الرب عبداً كان أم حراً» (أف7:6) وأيضاً «قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيراً قد وُضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً» (2تي7:4،8). وأيضاً «ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يبلى» (1بط4:5). وأيضاً «كُن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤ10:2). وأيضاً «ها أنا أتي سريعاً تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك» (رؤ3:11). وأيضاً «وها أنا أتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله» (رؤ12:22).
ويتضح من مراجعة الآيات المتقدمة أن وقوف المؤمنين أمام كرسي المسيح لنوال المكافآت والأكاليل سيكون عند ظهوره المشار إليه بكلمة «اليوم» أو «ذلك اليوم» وبناء عليه سيتم ذلك في السماء في نهاية السبع السنين قبيل ظهور المسيح بالمجد مع قديسيه.
2- العرش الابيض العظيم :-
++++++++++++++++++++
أ- ( شرح سفر الرؤيا للاخ / يوسف رياض)
شرار أمام العرش العظيم الأبيض. والذين احتقروا الدعوة للعشاء العظيم (لو14 :16)، أو حتى أهملوا الخلاص العظيم (عب2 :3)، لابد أن يقفوا أمام هذا العرش العظيم الأبيض!
عرش :هنا نجد محكمة الكون العليا، ولا استئناف لأحكامها.
عظيم :يتناسب مع القاضي العظيم، ومع القضية الكبرى ، ومع عدد المدانين الضخم، ومع هول الأحكام وأبديتها.
أبيض :بمعنى لامع وبهي بهاء النور، نظراً للبر والعدل اللذين سيميزان الأحكام.
وفي هذه الدينونة نجد :«أسفاراً»،
فبحسب ما جاء بالأسفار سيُدان الأموات لأنه «وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة» (عب9 :27). ينكر البعض في هذه الأيام الدينونة الأبدية لكن هذه بشرى مزيفة كتلك التي قالها إبليس للمرأة «لن تموتا» (تك3 :4)، وماتا. والآن يقول للناس :لن تدانوا، لكنهم سيدانون بحسب أعمالهم. الله سيدين أيضاً الأقوال (مت12 :36، 37)، كما سيدين السرائر (رو2 :16).
ويختم الفصل بالقول «وكل من لم يُوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار». هذه نهاية كل الخطاة. ويالها من نهاية تعسة بلا شعاعة أمل واحدة تضئ في ليل الأبدية الرهيب لمن مات في خطاياه بدون المسيح.
ب- (موقع اسئلة):-
الحقائق الهامة المتعلقة بقضاء العرش الأبيض العظيم. 1. أن يسوع المسيح سيحاكم العالم. 2. أن غير المؤمنون سيقفوا أمام المسيح وسيحاسبوا عن أعمالهم. 3. أن الكتاب المقدس يوضح أن الغير مؤمن يدخر "غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" (رومية 5:2)
ج- (موقع النعمة):-
عرش القضاء ، دينونة الله .
رؤيا 20: 11-15
“11 ثم رأيت عرشا عظيما ابيض والجالس عليه الذي من وجهه هربت الارض والسماء ولم يوجد لهما موضع. 12 ورأيت الاموات صغارا وكبارا واقفين امام الله وانفتحت اسفار وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة ودين الاموات مما هو مكتوب في الاسفار بحسب اعمالهم. 13 وسلم البحر الاموات الذين فيه وسلم الموت والهاوية الاموات الذين فيهما ودينوا كل واحد بحسب اعماله. 14 وطرح الموت والهاوية في بحيرة النار.هذا هو الموت الثاني. 15 وكل من لم يوجد مكتوبا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار”
ما أرهب العرش المُشار اليه في هذه الأعداد ! انه عرش دينونة رهيبة ، حيث لا نعمة ولا رحمة . سيما ان لهذا العرش مطالب ، ولكن يا للأسف فانه لا يوجد في ذلك الوقت من يوفيها حيث يقول: " وانفتحت أسفار ... ودين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم" تلك الأسفار مدوّن فيها تاريخ كل واحد من الخطاة الذين رفضوا نعمة الله عندما كانوا أحياء على الأرض في زمان النعمة. وسوف لا تكون مغالطة أمام ذلك العرش، كما أن كل شخص سَيُدان بحسب أعماله.
ويتصور البعض ان الدينونة ستكون بسبب رفض الإنجيل فقط، ولكن الواضح هنا ان كل واحد سَيُدان "بحسب أعماله" لا شك أن رفض الإنجيل أينما كُرز به يضع السامعين الرافضين تحت مسؤولية الدينونة الرهيبة، لكن هذه الدينونة ستكون بحسب أعمال كل واحد ، حيث نرى أن غضب الله يأتي على ابناء المعصية لأجل خطاياهم . يا له من حق خطير جداً ، أن كل واحد يموت في خطاياه غير تائب ولا مؤمن إيمانا حقيقياً بالرب يسوع المسيح ليقبل ملكوته الروحي على حياته، لا بد وأن يُدان على جميع أعماله، ما ظهر منها وما استتر ، وسيقف جميع الخطاة بضمائر مستيقظة وذاكرة كاملة ، وسيظهرون أمام ذلك العرش الذي لا يُخفى منه شيء ، ولا يمكن أن يهرب من أمامه أحد .
“15 وملوك الارض والعظماء والاغنياء والامراء والاقوياء وكل عبد وكل حرّ اخفوا انفسهم في المغاير وفي صخور الجبال 16 وهم يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف 17 لانه قد جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف. ” رؤيا 6: 15-17
حقا ما ارهب الوقوف للدينونة أمام عرش قضاء الله هذا ! كم من الأصوات ستسمع هناك من الملايين المحتشدة قائلة : "ويل لي لأني قد هلكت" . ولكن يا للأسف فانه لا يوجد هناك مذبح ولا واحد من السرافيم طائراً بجمرة ليطهّر أحد حيث لا نعمة ولا رحمة . ليس إلا بحيرة النار ، التي هي المقر الأبدي لرافضي خلاص الله المقدم في المُخلّص يسوع المسيح . بحيرة النار هي المقر الأبدي لمن عاشوا في الخطيئة بدون تقدير لقداسة الله وحسب قضائة العادل .
ان كل من يقف أمام ذلك العرش العظيم الأبيض ستكون عاقبته ناراً لا تُطفأ ودوداً لا يموت . قد ينكر الناس ذلك ، قد يحاولون ابعاد هذه الحقيقة عنهم ، قد ينتقدونها، ولكن كل هذا لا يُغيّر من هذه الحقيقة شيئاً ولا يبطل أقوال الله الصادقة الخطيرة بهذا الخصوص. وهذه الأقوال تبيّن أن الذين كُتبَتْ أسماؤهم في سفر الحياة لا يأتون الى الدينونة على الإطلاق ، لأن المسيح قد تَحاسَب عنهم وحمل دينونة خطاياهم كلها على الصليب، كما انها تبيّن ايضاً أن الذين لم تكتب أسماؤهم في سفر الحياة, ويا لشقاوتهم الأبدية التي لا تنتهي ، سيدانون بحسب أعمالهم ويطرحون في بحيرة النار.
د (موقع كلمة الحياة)
العرش الأبيض العظيم
وهناك حادث آخر سيأخذ مجراه في المستقبل وهو دينونة العرش الأبيض العظيم. إن جميع الذين لم يقبلوا الرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لهم سيقفون للدينونة أمام العرش الأبيض العظيم حيث يدانون على إهمالهم قبول الرب يسوع المسيح ورفضهم إياه ولان أسماؤهم ليست مكتوبة في سفر الحياة (رؤيا 15:20). فكل من يقف أمام العرش الأبيض العظيم سيطرح في جهنم. فهل تكون أحد أولئك المغضوب عليهم؟ انك ستكون حتما أحدهم إن لم تؤمن بالرب يسوع المسيح مخلصا شخصيا لك.
--------------------
دعوة هامة عن موقع النعمة
------
أيها القارى العزيز، إن كنت لم تسلم قلبك للمسيح الى الآن ، ليتك تهرب من الغضب الآتي بقبولك ، من كل قلبك ، خلاص الله الكامل المهيأ لك بعمل ابنه المحبوب يسوع المسيح الحيّ الذي قام من بين الأموات وعاد حيّاً بعد ان مات بديلاً عنك على الصليب. أجثو على ركبتيك وصلي من كل قلبك تائباً متضرعاً الى السيد المسيح الذي مات عوضاً عنك ليفديك من الهلاك الأبدي ، قل له اشكرك لأنك فديتني ارحمني يا رب أنا الخاطي ، اني اقبلك يا رب يسوع مُخلِّصاً لي ورباً على حياتي , طهّر قلبي بدمك .
ان فعلت هذا والتزمت باتباع المسيح ، الرب يضمن توبتك ويتبناك ، يسكن الروح القدس في قلبك لتصلي وتقرأ الإنجيل يومياً لتطيع ما تدركه ، وتنضم الى كنيسة حيّة تعلّم كلمة الله وتكرز بها، لكي ينمو ايمانك وتعيش حياتك لسيدك ومُخلِّصك الذي أحبك حتى الموت .
+++++++++++++++++++======
الخلاصة
------
مما سبق ومن خلال كلمة الله يتضح لنا ان
1- كرسى المسيح هو للمحاسبة وهو مخصص للمؤمنين الحقيقيين - المولودين ثانية - جسد المسيح -كنيسته.
2- العرش الابيض العظيم وهو للدينونة وهو مخصص للخطاة الاشرار المتدينين الذين لم يولدوا من فوق
انها دعوة لتعرف من أنت ولمن أنت فتحدد اين مكانك هل امام كرسى المسيح ام امام العرش الابيض العظيم.................. بيدك أنت والقرار قرارك والامر باختيارك