«الإفتاء» تحذّر من الأعمال الانتقامية ضد مسلمي أوروبا بعد هجمات باريس
حذر مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، من الممارسات العدوانية والتجاوزات في حق بعض مسلمي الغرب عموما وفرنسا خاصة، بعد الأحداث الإرهاب ية التي تعرضت لها باريس، مشددا على أن الوجود الإسلامي في أوروبا يتعرض لتحديات خطيرة مع تواتر أنباء عن أعمال عدائية ضد المسلمين في فرنسا وإسبانيا انتقاماً لمجزرة باريس الإرهابية.
وأكد المرصد، في بيان الأحد، أن هذه الممارسات العنصرية في حق مسلمي أوروبا تزيد من قوة وفرص تنظيم «داعش » في تجنيد العديد من الأفراد والعناصر التي تتعرض لممارسات عنصرية من بعض الأطراف اليمينية المتشددة والمعادية لوجود المسلمين في أوروبا، موضحا أن الممارسات العنصرية تجاه الأجانب بشكل عام، وتجاه المسلمين بشكل خاص، دفعت الكثيرين للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية للانتقام من المجتمعات الأوروبية التي نشأوا فيها.
وأضاف المرصد أن العنف والتفجير والقتل يغذي تيارات اليمين المتشدد في أوروبا، ويضيف إليها قوة قد تدفعها إلى صدارة المشهد والحصول على السلطة، وبالتالي تبني استراتيجيات مناهضة للوجود الإسلامي في الغرب، ما قد يدفع بالعديد ممن تعرضوا للتمييز الديني إلى الانضمام إلى التيارات المتطرفة، التي تستثمر هذا الشعور وتلك الممارسات لتغذي لديهم الحاجة للانتقام والتشفي من تلك النظم وهذه المجتمعات.
ودعا المرصد الدول الأوروبية إلى اتخاذ التدابير الأمنية الضرورية لتأمين دولهم، واتخاذ إجراءات جادة وحازمة تجاه التنظيمات التكفيرية والمتطرفة، مع التأكيد على عدم مسؤولية مسلمي فرنسا، الذين يمثلون أكثر ١٠٪ من إجمالي عدد السكان عن تلك الأحداث الإرهابية.
ولفت مرصد الإفتاء إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات والبرامج التي تنفذها الحكومة الفرنسية لدمج الجاليات المسلمة في المجتمع، بالإضافة إلى منع الإساءة إلى الإسلام ومقدساته والتي انتشرت في فرنسا مؤخرا، لقطع الطريق أمام تنظيم «داعش» لاستثمار تلك التجاوزات والإساءات في حق الإسلام والمسلمين، مع التأكيد على احترام كل المقدسات والأديان وعدم قبول أي إساءة أو تجاوز في حق المقدسات السماوية للأديان.
المصري اليوم