|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سكين المحبة - الإفراز والتمييز
تجسد ابن الله الحي في ملء الزمان هو سكين المحبة في يد الإفراز الموهوب بالروح القدس لمن يؤمن إيمان حي بابن الله الكلمة الوديع والمتواضع القلب، باستنارة الذهن وانفتاحه على الإعلان الإلهي، لكي يقطع به كل حبال التعليم الكاذب الذي يهدم محبة الله للإنسان والإنسانية... فالإيمان الحي والعملي في حياة الإنسان، العامل بالمحبة في طاعة واضحة لوصية الله بإرشاد الروح القدس، يفرز دائماً التعليم الصحيح من التعليم الكاذب في نور محبة الله الشديدة للإنسان، لأن كل تعليم ينكر هذه المحبة أو يُقلل من شأنها وينفي روح التبني في المسيح يسوع، فهو حتماً من الشيطان، لذلك حذرنا الرسول من الذين ينكرون ان الله جاء في الجسد. فالمحبة تفرز الشرح القويم للأسفار المقدسة القائم على قاعدة الإيمان الراسخ التي سلمها لنا الآباء باستنارة الروح وإشراق نوره في قلوبنا، بإعلان مجد ابن الله الوحيد، وهذا الإيمان الحي نعترف به في كل صلواتنا، لأن كل شرح يؤيد كل جاء في قانون الإيمان ويتفق معه في روح الإنجيل كوحدة واحدة مترابطة معاً، هو شرح قويم، حتى وأن لم يكن فيه نفس ذات التعبيرات النص اللفظي لها، لأن تنوع الألفاظ هو حرية مجد أولاد الله التي تؤكد الغاية من كل شرح، وهي الخلاص.... فكل من يكتب شرحاً للخبرة والحياة في الشركة مع الله الحي والكنيسة هو من صميم الإيمان وتعليم التقوى، أما كل من يكتب في فلسفة فكر وجدل فلسفة عقل لا تعطي شركة ولا تؤكدها، ولا ترتفع بالإنسان لله في المسيح يسوع، لينال هذه القوة ليدخل في سر الشركة والوحدة مع الله في الكنيسة، فهو يعتبر تعاليم شياطين خارج روح التقوى والإيمان الحي الذي تسلمناه من جيل لجيل، لا يصح ان ننخدع به أو نلتزم بما يأتي فيه... وتنوع الشرح لنص واحد لا يهدم الخلاص أو يضيع حياة الشركة أو يخرجنا خارج الله أو المعنى الصحيح للتعليم والحياة، أمَّا الشرح الذي ينفي كرامة البنوة، ويُقيد الإنسان بسلاسل الشك في صلاح الله، أو يضع قوانين خارجية مرهقة أمام الخطاة، أو حتى امام الأتقياء، أو يضع الناس تحت عبودية الحرف، أو يحور الكلمات لكي يثبت ما يعتقد هو في حياة خارج الشركة والوحدة مع الله والكنيسة، ليُسلسل الناس بسلاسل عبودية الحرف القاتل للنفس، فهو مرفوض، لأنه يصطدم بمحبتنا لله ومحبة الله لنا، وهي محبة واحدة، غرضها أن ندخل في شركة واتحاد حقيقي مع الله في المحبوب يسوع، بروح التبني الذي به نصرخ بدالة [ أبا أيها الآب ]... والطقوس كترتيب كنسي، وسيلة وليست غاية، هي ترتيب ينزع الفوضى، ويخضع للإيمان والمحبة، ولا يُقيد نعمة الله، بل يبحث عن إعلانها، ليرتفع الإنسان في النهاية فوق الحرف ليبلغ الروح، ومن ذاق محبة الله الحقيقية وصارت فيه قوة وعاش بها في شركة مع الله والناس، يعرف ذلك جيداً، أمَّا المُقيد بسلاسل الناموس والطقوس وواقع تحت الحرف ومقيد باللفظ، فهو يجعل الحرف فوق الإنسان، والدينونة فوق الخلاص، والموت فوق القيامة... المحبة يا إخوتي تُميز كل تعليم عن فداء غريب خارج المسيح الحي، وتُميز كل إنكار للصليب، فتجحد هذا التعليم عن معرفة لا يفهمها غير الممتلئين بمحة الله والمفتوحة أعينهم على مسيح الحياة، والذين دائماً يكتبون سيرتهم في السماوات بجهاد المحبة المصلوبة بروح قيامة يسوع، وتعلم عن خبرة، أن الإنسان لا يفدي نفسه، ولا يملك أن يُقدس كيانه، ولا يستطيع أن يشترك في طبيعة الله (كما سبق وشرحنا المعنى في موضوع سر يسوع تقديس الإنسان) من ذات نفسه، ولا يملك بقدراته أن يحب عدوه، وهنا على الأخص أن كل من ينكر بشارة الصليب هي [ قوة الله للخلاص ]، هو بلا تمييز حقيقي، لأنه بلا إيمان، وبلا محبة، لا يعرف الصلاح ولا عدل محبة الله، وبلا رجاء في الحياة الأبدية، لأنه لم يعرف العطاء وبذل الذات والجلوس عند الأقدام ليغسلها بوداعة واتضاع عظيم,,, |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كان الأنبا أنطونيوس يحب الإفراز، آي الحكمة والتمييز والمعرفة |
من أنواع الحكمة | الإفراز والتمييز |
سكين مصنوع من… البراز! |
شاب يشق صدر والده بـ سكين |
لو تحول فمك إلى سكين |