|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التجارب: هل يجربنا الله بالشرور؟
بدءاً من هذا المقال، أود أن أناقش موضوع التجارب، مصادرها وكيفية التعامل معها. وأقصد بالتجارب هنا الأَشْراك والمكائد التي تهدف بشكل أو بآخر إلى استئصال الإنسان من الإيمان أو إبقاءه خاملاً بدون ثمار. إذاً فالاختبارات المُشار إليها في هذا المقال هي المتعلقة بتلك الموجهة ضد الإيمان. مثل هذه ليست اختبارات موجهة لأهداف صالحة أو من أجل توبيخ وإصلاح الإنسان الذي يستقبل هذا الاختبار ولا هي مثل الاختبارات التي يعطيها المعلمين لتلاميذهم أوالآباء لأبناءهم. بل على النقيض، فالتجارب أو الاختبارات التي نشير إليها في هذا المقال هي أشراك هدفها الرئيسي هو تدمير من يسقط فيها. لماذا أقول هذا؟ لأن هناك العديدين ممن يرجعون كل الاختبارات (سيئة النية وصالحة النية) إلى الله بدون أدنى تمييز! ومن ثم، فوفقاً لهذه النظرة: فإن أصيب أحداً في حادث سيارة، فالرب يختبرة! إن أضطُهِد أحداً بسبب إيمانه، فالرب يختبره. إن سقط أحداً في شرك بسبب شهواته، أيضاً الرب يختبره ووضع هذا الأمر في طريقه! هذا الاعتقاد لا يتفق نهائياً مع الكتاب المقدس وبالتالي فهو غير مقبول. ولقد أدى أيضاً إلى تشويه صورة من " أَحَبَّ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16) وإلى لومه لأجل كل اختبار وكل تجربة قد تأتي في طريقنا. من يود حقاً أن تكون له علاقة بمثل هذا الإله المتناقض الذي نفترضه، الذي من الناحية قد بذل ابنه لأجل العالم ومن ناحية أخرى بالعديد من الشرور يجرب نفس العالم الذي هو من المفترض أن يحبه كثيراً؟ ولكن هذه المعتقدات هي المتناقضة والعجيبة وليست الله،لأنه أُظهر بوضوح في الكتاب المقدس الذي يقول لنا بكل وضوح في: يعقوب 1: 13 " لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: «إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ»، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا." كم هم الذين يجربهم الله بالشرور؟ ماذا يقول لنا الكتاب المقدس الذي هو كلمة الله ؟ إنه يقول ولا واحد! هل يختبر الله شعبه؟ أجل ولكن ليس بالشرور. بل إنه يختبرنا كما يختبر المعلم تلاميذه وكما يختبر الآباء أبنائهم، أنظر على سبيل المثال الاختبار التالي من يسوع لفيلبس، أحد التلاميذ الاثناعشر: يوحنا 6: 5- 10 " فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعًا كَثِيرًا مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزًا لِيَأْكُلَ هؤُلاَءِ؟» وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: «لاَ يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئًا يَسِيرًا». قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: «هُنَا غُلاَمٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلاَفٍ." لم يسأل يسوع فيلبس لأنه لم يعرف الجواب، وإنما سأله ليمتحنه من خلال هذا السؤال. الكلمة اليونانية المُترجمة إلى "يمتحنه" هنا هي نفس الكلمة اليونانية التي يتم ترجمتها تقريباً في المعظم إلى "يختبر". ولكن من الواضح أنه لم يكن اختباراً بالمثل، و إنما قد كان اختباراً كالذي يعطيه المعلم، مثل يسوع، لتلاميذه. قد يسألهم عن شيء، وليس بالضرورة لأنه لا يعرف الجواب ولكن لأنه يريد أن يعرف إن كنت تعرفه أم لا! إنه اختبار يُعطَى لأهداف صالحة وليس اختباراً هدفه الضرر. مثل هذه الاختبارات، كالتي يعطيها المعلمين لتلاميذهم أو الأباء لابنائهم هي نفس نوع الاختبارات التي يختبرنا بها الله. وبالمناسبة، يتضح من الأجوبة أن فيلبس وأندراوس لم ينجحا بالاختبار. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله لا يجرب بالشرور الله مصدر كل عطية صالحة |
الله غير مجرب بالشرور |
الله غير مجرب بالشرور |
الله لا يجربنا فوق ما نحتمل. |
الله لا يجرب بالشرور |