سأل الراهب أحد الخدام عن مدفن لسيدة مريضة بالسرطان ووحيدة , فأعلمه بوجود مدفن تابع لأسرة الأنبا رويس التى تخدم الحرفيين و أخوة الرب , وداعاه لزيارة هذه المريضة فوجدها فى حالة سيئة و حجرتها متسخة و رائحتها كريها و بابها ليس مكتمل , فتأثر جداً بحالتها .
فى أجتماع الأنبا رويس و أثناء عظة الخادم تكلم عن هذة السيدة , فوجد بعد الأجتماع مجموعة من السيدات يطلبن منه زيارتها و خدمتها , فأوصلهن إلى بيتها و أعطاهن بعض المال و قالوا له: (أنصرف الاّن و تعالى فى المساء ) و لما حضر فوجئ بتغير ملامح الحجرة إذ قاموا بتنظيفها و العناية بالسيدة( زوزو ) و استحمامها و شراء ملابس جديدة لها أحضرت إحدهن زوجها النجار ليعمل ستارة امام السرير حتى تستر هذه السيدة الراقدة على سريرها و أخرى تحضر سباك من الزملاء فى أسرة الأنبا رويس ليغير مكان الحوض حتى يكون مناسباً للمريضة واستمروا يخدمونها فى زيارات يومية و أحضروا جهاز تسجيل ليسمعوها العظات و الترانيم و كم كانت فرحة وإذ أصبح لها عائلة حتى تنيحت بعد ستة شهور.
† أن المحبة هى أفضل شئ تقدمه لمن حولك . ليتك تشعر باحتياجات المحيطين بك و لا تغلق قلبك عندما تسمع عن مشكلة , و حتى لو كان عندك قليلاً قدمه اهتمام لأن المحبة التى فى عملك أهم من مقدار ما عملته .
† و عندما تجد إنساناً غضوباً أو قاسياً , إعلم لأنه محتاج لمحبتك التى حرمه منها الكثيرون , و عندما يذوق محبتك واهتمامك يتحول من ذئب إلى حملاً مستعداً أن يعطى حباً للاّخرين كما أعطى المسيح حبه على الكامل على الصليب لأجلنا .
القس يوحنا باقى