|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
{ كُونُوا حُكَمَاءَ } بقلم الأب القمص أفرايم الانبا بيشوى + كم من مرة تصرفنا بتسرع وبدون حكمة وأتزان أو مشورة وندمنا أو تعثرنا فى خطواتنا؟ من أجل ذلك نحتاج للحكمة وعمل النعمة معنا لننجح ونوفق فى قراراتنا. الله هو كلي الحكمة والمعرفة والعلم وكل أعماله تتميز بالحكمة { مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلآنَةٌ الأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ} (مز 104 : 24) والسيد المسيح هو أقنوم الحكمة الإلهية الذى تجسد من اجل خلاصنا { الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ } (كو3:2 ) وهو الذى يقدر ان يعطينا حكمة ومعرفة كما قال لتلاميذه { لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَماً وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا} (لو 21 : 15). ويجب أن نتعلم منه{ مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ رِجَالِ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُمْ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا.} ( لو31:11). جاء المسيح ليهبنا حكمة وعلم لنعرفه ونحبه وقد دعانا أن نكون حكماء {هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسَطِ ذِئَابٍ فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ }(مت 10 : 16). نعمل على خلاص نفوسنا من أخطار العالم الشرير فى حكمة وبساطة فى تدقيق روحي { فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ} (اف 5 : 15). وكلما أنقاد المؤمن لروح الله فى أمانة وتدقيق ينجح ويفلح وينمو. + الحكمة الروحية شئ ثمين يجب أن نسعي لاقتنائه {لأَنَّ الْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ اللّآلِئِ وَكُلُّ الْجَوَاهِرِ لاَ تُسَاوِيهَا} (ام 8 : 1). فهي تهب المؤمن معرفة لحقيقة نفسه ومعرفة الله ومشيئته فى حياتنا فنتصرف حسنا في سلوك يتسم بمخافة الله ومحبته والعمل علي رضاه { مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ} (يع 3 : 13). الحكيم يعيش كلّ يوم بانسجام مع الله ومع نفسه ومع العالم ويقيم توازن بين حياته على الارض كسفير للسماء فى غربة موقته وبين حياته الابدية. وتظهر الحكمة فى سلوكنا العملي فى التصرف المناسب والذوق السليم والفهم والفطنة والبراعة كفنّ للحياة. الحكمة تؤمّن السعادة في هذه الحياة وتقود الي الحياة الأبدية ولهذا تسمى ينبوع السعادة وطريق الحياة وشجرة الحياة. ومن تعوزه حكمة فليطلبها باجتهاد من الله { وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ }(يع 1 : 5). الحكمة التى من الله طاهرة رحيمة وديعة بعكس حكمة أهل العالم { مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَّزُبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هَذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. لأَنَّهُ حَيْثُ الْغَيْرَةُ وَالتَّحَّزُبُ هُنَاكَ التَّشْوِيشُ وَكُلُّ أَمْرٍ رَدِيءٍ.وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ.}( يع 13:3-17). + يجب أن نصلي ونطلب من الله ونلتصق بالله وكلامه كمصدر للحكمة { فَمُ الصِّدِّيقِ يَلْهَجُ بِالْحِكْمَةِ وَلِسَانُهُ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ} (مز 37 : 30). نحيا فى مخافة الله كرأس الحكمة { رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا.}(مز 111 : 10) وننقاد لروح الله { رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ (اش 11 : 2). والذى يريد ان يسكن فيه روح الله لابد ان يتوب ويستجيب لعمل النعمة وينقاد لروح الله { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية} (حك 1 : 4). ان الروح القدس هو نبع لا ينضب ابدا فى انساننا الداخلى.{ لاَ أَزَالُ شَاكِراً لأَجْلِكُمْ، ذَاكِراً إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي،.كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،.مُسْتَنِيرَةً عُيُونُ أَذْهَانِكُمْ، لِتَعْلَمُوا مَا هُوَ رَجَاءُ دَعْوَتِهِ، وَمَا هُوَ غِنَى مَجْدِ مِيرَاثِهِ فِي الْقِدِّيسِينَ،. وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ.} (اف 16:1-19). االروح القدس يهبنا ثمار ومواهب الروح القدس ويلهب قلوبنا بمحبة الله حتى المنتهى. + الكتاب المقدس مصدر لا ينضب من الحكمة فقد كتبه اناس الله القديسين مسوقين بالروح القدس ومن خلاله يتحدث الله الينا { ينبوع الحكمة كلمة الله في العلى ومسالكها الوصايا الازلية} (سير 1 : 5) بالحكمة نعرف ارادة الله الصالحة والكاملة نحونا، ان عقولنا وقلوبنا وارواحنا تستنير بكلام الله. وكلام الله يهبنا قداسة ومعرفة { قدسهم في حقك كلامك هو حق } (يو 17 : 17). ولهذا دعى السيد المسيح اليهود قديما ان يفتشوا فى الكتب لانها تشهد له { فتشوا الكتب لانكم تظنون ان لكم فيها حياة ابدية وهي التي تشهد لي}{ (يو 5 : 39). كلام الله لابد ان ياتى ثماره متى حفظناه وعملنا به وعلينا أن نتتلمذ علي أناس الله القديسين وكتباتهم ومن جاهدوا فى اقتناء الفضيلة والحكمة، هكذا نسلك فى الفضيلة بافراز دون تطرف او مغالاة فنعرف متى نتكلم وماذا نتكلم ومتى نصمت ومتى نتصرف بوداعة ومتى يجب أن نتصرف بحزم فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وبالاسلوب اللائق فى بعد عن السطحية او التعقيد وفي اتزان والتزام لاسيما فى الامور المصيرية. نحن نتعلم الحكمة ايضا من خلال الخبرات الحياتية والتفكير والتأمل ونتمم أعمالنا بالحكمة والتمييز {العقلاء في الكلام يتممون اعمالهم بالحكمة ويفيضون الامثال السديدة} (سي 18 : 29). |
|