أسر الحجاج المفقودين قالوا لنا اعتبروهم ماتوا

[Mary Naeem]

أسر الحجاج المفقودين قالوا لنا اعتبروهم ماتوا

أعلن وزير الأوقاف، مختار جمعة، ارتفاع أعداد المتوفيين من الحجاج المصريين في حادث التدفاع بمشعر منى إلى 138 شخصا، إلى جانب 13 مصابا يتلقون العلاج في المستشفيات السعودية، كما أن أعداد المفقودين بلغت 96 حاجا.
وزير الأوقاف: 138 حالة وفاة و96 مفقودا بين الحجاج حتى الآن

"لن يهدأ لنا جفن إلا بعد العثور على الحجاج المفقودين".. تصريح الوزير الذي جذب إهتمام الحاضرين لمؤتمره الصحفي، أمس الأحد، وفي الوقت ذاته كانت حكايات أخرى من أسر الحجاج المفقودين، تكذب حديث الوزير عن إهتمام الحكومة أو المسؤولين بالعثور على ذويهم، وذلك خلال مؤتمرهم بنقابة الصحفيين.



المؤتمر الصحفي الذي نظمته اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين لأسر الحجاج المفقودين
صلاح الدين محمد، الذي فقد زوجته إلهام محمود، يقول :"أنا شفتها في التليفزيون وقت إذاعة لقطات الحادث، كانت قاعدة على كرسي وجانبها شرطي، وفي إصابة في ذراعها، يبقى أزاى مفقودة؟، لو حصلها حاجة يبقى أكيد في شبهة جنائية".
ويضيف:"هي كانت رايحة حج سياحي، فسألنا الناس اللي معاها، أقوالهم كانت متضاربة، وصلتلنا حقيبتها من السعودية، واحدة جبتها بناءا على البيانات الموجودة في الأوراق، وقالت إن حد هناك وصلهلها ومتعرفوش، تقدمت ببلاغ لوزارة الداخلية، والسفارة المصرية في السعودية، وبعثة الحج، وأرسلت خطاب لرئيس الوزراء، ومفيش إستجابة".
وطالب رئيس الجمهورية بالتدخل، معتبرا: "أن تحليل الـ DNA، وارد في نسبة الخطأ جدا، أحنا عايزين نشوف الجثة لو هى ماتت وتدفن في مصر".
دعاء مجدي، التي فقدت عمها عبد الحكيم عامر (56 سنة)، تقول:"بعد الحادث كان مبيردش علينا، اتصلنا بالمشرف على رحلته، لأنه كان طالع مع بعثة وزارة التضامن، فقال احنا بحثنا في أقسام ومستشفيات ومش موجود".
وتابعت :"زوجته قالت على علامات مميزة في جسمه، فأبلغنا المشرف أنه أي جثة مش موجود بها المواصفات دي مش هنقبلها، وقال أنا لقيت جثة مطابقة للمواصفات دي وهصورها وأبعتها، وقفل تليفونه بعدها ومبعتش حاجة، بعد كام يوم، رد وأنكر كل اللي قاله، وقال دي مش مسئوليتي، وكل المفقودين هيطلع لهم شهادات وفاة، ومسؤول غيره جيه، فقال إن كان عنده في البعثة 30 مفقود، وجدوا 26، وتبقى أربعة منهم عمي".
كان لإبراهيم محمد، قصة أخرى، والذي فقد شقيقه صبحي محمد (39 سنة) ووالدته تناسيم عبد الله (65 سنة) معا، ويحكي عن ذلك:"أخويا مقيم في السعودية، ووالدتي ذهبت له زيارة، وكان معاهم في مشعر مني زوجته، وهى كمان كانت مفقودة، واللي وجدها في إحدى المخيمات أخويا الثاني المقيم هناك، وقالت إنهم كانوا متجهين لرمي الجمرات، وألقى عليهم غاز أو مياه، فأخويا أغُم عليه وتفرقوا".
ويكمل روايته :"اتصلت بالقنصلية المصرية هناك، ومكنوش عارفين يعملوا ايه، وقالولي اتصل ببعثة الحج، رحت مكتب شئون المواطنين بوزارة الخارجية طلبوا أرقام جوازتهم، وقالولي ممكن تطلعها من مجمع التحرير، طلعتها ورجعتلهم، المسؤول هناك قالي مدام اسمهم مش موجود في المفقودين اللي قالوا عنهم يبقى ماتوا، وحتى لو عايشين يبقى المرض مخلص عليهم أو فاقدين الذاكرة، فمتتعبش نفسك".
ومن جانبه أصدر القنصل العام المصري في جدة، السفير عادل الألفي، بيانا اليوم الاثنين، قال فيه إنه عقد اجتماعا موسعا بمكة المكرمة، ضم رئيس الجهاز التنفيذي للحج، ورئيس وأعضاء البعثة الطبية وجميع رؤساء البعثات النوعية المختلفة وفريق العمل القنصلي، واستعرض خلاله أخر النتائج الخاصة بحادث منى.
وأعلن أن عدد حالات الوفاة جراء الحادث قد بلغ (146) حالة، بينما بلغ عدد المفقودين (92) حالة، والمصابين (11) حالة.
وفيما يخص الرد على أسر المفقودين والضحايا، أكد أن القنصلية لازالت تتابع الحادث من خلال غرفة العمليات، حيث إنها تتلقى اتصالات من ذوي المتوفين والمفقودين والمصابين (من داخل وخارج المملكة) لإفادتهم بالمعلومات المتوفرة لديها، وأيضا من خلال فريق عمل قنصلى متواجد بمشرحة المعيصم، يقوم بحث المسئولين على سرعة فرز جثامين الضحايا والتعرف على هوياتهم، وفريق أخر يقوم بمراجعة مصلحة الطب الشرعى التابعة لوزارة الصحة السعودية، ومتابعة حالات المصابين.