|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صوت يسوع كم كانت غالية نصيحة عالى الكاهن لصموئيل فى مقتبل حياته الروحية: “إذا دعاك تقول تكلم يا رب لأن عبدك سامع” (1صم 3 : 9) و قد لازمت هذه النصيحة صموئيل بل والتزم بها بكل ما تحمل كلمة “سامع” من معانى، سمع على مستوى الانصات والفهم وسمع من ناحية امانة الطاعة كل ايام حياته.. حتى لما عبر به الزمان وصار نبياً لاسرائيل ظلت نصيحة عالى الكاهن ترن في أذنيه كشعار للحياة و قال “هوذا الاستماع افضل من الذبيحة والانصات أفضل من شحم الكباش” (1صم 15: 22). وبقدر ما كان صموئيل كل أيام حياته اميناً متعطشاً لصوت الله “تكلم يا رب” بقدر ما كان يعطى ويزداد فلم يتركه الله يتحرك خطوة واحدة قبل ان يرشده بصوته المبارك فمثلا ساعة اختيار شاول “والرب كشف أذن صموئيل” (1صم 9 : 15) وكذلك ايضاً عند اختيار داود “فقال الرب قم امسحه لأن هذا هو” (1صم 16 : 12) وهكذا فى كل تحركات حياته. وهكذا لو تأملنا جيداً نجد ان صوت الله فى حياة الابرار والشهداء والقديسين هو سر القوة المحركة الدافعة والموجهة للحياة بجملتها فكانت حياتهم ومسيرتهم مطابقة لصوت الله وأقواله كما يقول القديس غريغوريوس فى قدَّاسه: أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك.حقيقة لا يستطيع انسان ان يحيا فى اطمئنان دون ان يشعر بإرشاد الله فى كل نواحى الحياة، ففى كل كبيرة وصغيرة نحن في حاجة إلى صوته، في حيرتنا من يرشدنا ويهدينا حينما نقف فى مفترق الطرق إلا همساته المرشدة “أذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة هذه هي الطريق اسلكوا فيها” (أش 30 :21) يا رب متى اتكلم و متى اصمت؟ هل أقبل هذه النصيحة أو أعمل بتلك؟ و غيرها من امور الحياة الكثيرة المحيرة انت الوحيد الذي تعطينا فيها حكمة التصرف بحسب وعدك: “أعلمك وارشدك الطريق التى تسلكها انصحك عينى عليك” (مز 32: 8) واحتياجنا إلى صوت الرب لا يقف فقط عند أمور حياتنا الزمنية فصوته الحلو هو النداء العذب الذي يجذبنا نحو السماء. فى عصور الاستشهاد كان الأمر مثير للدهشة بالنسبة للمضطهدين وغير المسيحيين، فقد وضعوا اغراءات عن اليمين وعن اليسار ونداءات العالم تحاول بكل قوة ان تجذب النفوس لشباكها، ولكن واضح ان نداءاً اقوى من كل الاغراءات اقوى حتى من روابط اللحم والدم لم يستطع الذين من خارج ان يسمعوا هذا النداء او يشعروا به.. ما الذى جعل الشهيد يجوز الآلام المروعة و يقبل فقدان الاهل و الاحباب بل وفقدان الحياة ذاتها ؟ إلا صوت قوى بل قوى جداً قيل عنه انه يطفىء لهيب النار “صوت الرب بقوة صوت الرب بجلال عظيم صوت الرب يزلزل القفر صوت الرب يطفىء لهيب النار” (مز 28حسب الترجمة السبعينية) اننا نرى العالم اليوم يقدم أناساً يفنون حياتهم لأجل أهداف زائلة للانتقام, للثأر ليمتلك أشباراً من أرض أما ان يموت انسان مترفعاً عن كل الأرضيات غير باكٍ عليها بل فى هدوء ووداعة يطلب الصفح حتى لقاتليه و يمنح حباً للكل لأن برهان الله الواضح فى جلاله جعله مؤمناً و موقناً بوعده الصادق: “كن أميناً الى الموت فسأعطيك اكليل الحياة” و “من يغلب فسأعطيه ان يجلس معى فى عرشى” (رؤ 3: 21) و بدوره يتجاوب مع هذا النداء قائلاً “لى اشتهاء ان انطلق و اكون مع المسيح ذاك افضل جداً” (فى 1: 23) ليتنا نستشعر صوت الله فى حياتنا بهذه القوة التى تجذبنا نحو السماء فلا تستطيع اى اغراءات عالمية ان تبعدنا عن هدفنا او تنال من عزيمتنا. بل ننشد مع عروس النشيد: “صوت حبيبى هوذا آتٍ طافراً على الجبال قافزاً على التلال” (نش 2: 8) ما أحلى ان يسمع الانسان لصوت الله و يتمتع به فجمال الحياة الروحانية ما هو إلا صدى صوته المبارك فمن يقبل هذا الصوت و يتلذذ به و يتناغم معه تكون حياته بالحق سيمفونية رائعة مباركة يعزف الله فيها اجمل الألحان “اسمع يا ابنى و اقبل اقوالى اذا سرت فلا تضيق خطواتك وإذا سعيت فلا تعثر” (أم 4: 10) اما من يحرم نفسه من هذا الصوت المبارك تخبط فى بحر هذا العالم المضطرب كسفينة بغير قائد يفقد السلام و الأمان و الهدوء كما عبر اشعياء النبى “ليتك اصغيت لوصاياى فكان كنهر سلامك و برك كلجج البحر” (أش 48: 18). القس بولس بشاي كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط ١ أكتوبر ٢٠١٥ |
05 - 10 - 2015, 11:40 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: صوت يسوع
ربنا يبارك حياتك
|
||||
13 - 11 - 2015, 10:20 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: صوت يسوع
موضوع مميز ربنا يبارك خدمتك |
||||
13 - 11 - 2015, 10:38 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: صوت يسوع
ميرسى على الموضوع الجميل
|
||||
|