19 - 06 - 2012, 01:46 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
يسوع يغسل أرجل تلاميذه
ولما مضوا به إلى الموضع الذي يُدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين ... فقال يسوع يا أبتاه، أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 33،34)
جاءت الليلة الأخيرة، الليلة التي أُسلم الرب فيها. والصليب ألقى بظله على طريقه، فإن « ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب ». وللمرة الأخيرة كان سيصنع الفصح مع تلاميذه الأحباء، ولكنه قبل أن يشترك في الوليمة قام عن العشاء، وخلع ثيابه، واتزر بمنشفة، وانحنى أمام كل واحد من التلاميذ ليغسل أرجلهم. ماذا كان الدافع والسبب لعمل التواضع هذا من قِبَل رب المجد؟! لقد أكمل العبد بالتمام خدمته، وكان في الإمكان أن يخرج حراً (خر21). ولكن لماذا لم يخرج؟ لقد أراد أن يكون لأحبائه نصيباً معه. لقد قَبِل الابن الذي اتخذ صورة العبد أن تُثقب أذنه فيكون عبداً إلى الأبد. كان مزمعاً أن يترك خاصته، ولكنه قَبل ذلك حرص على أن يُريهم ماذا ستكون مشغوليته الدائمة وهو في السماء في الوقت الذي فيه سيكونون لا يزالون يعبرون سُبل الأرض. كان سيطهرهم يوماً فيوماً من النجاسة المتعلقة بالطريق، وهي طهارة بدونها لا يمكن أن يكون لنا نصيب معه.
إن قلب مخلصنا المحبوب لم يتغير منذ تلك الليلة المشهودة. واليوم أيضاً لا يزال كل يوم يقوم بعمل التطهير لكل واحد من خاصته، وكذلك عمل الشفاعة « إلى المنتهى » و« إلى التمام » (يو13: 1؛ عب7: 25). لقد انحنى حتى يمكن أن نتمتع بالشركة المباركة معه.
ولكن إن كان قلبه لم يتغير، فإن النصيحة التي تركها لخاصته في تلك الليلة هي هي اليوم، « حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضا » (يو13: 15). نحن أيضاً؟! نعم نحن أيضاً المؤمنون علينا أن ننحني ونجثو ونغسل أرجل إخوتنا بكل تواضع ومحبة، بأن نقدم لهم كلمة الله التي هي وحدها « الماء » الذي يطهر. ولكي نفعل ذلك نحتاج أن نعرف كيف نتصرف « لأني أعطيتكم مثالا »، لنتأمل هذا المثال، ولنتشبع بالروح الذي ينعش قلبه، ولنتذكر صبره من نحونا، وحينئذ إذ نعرف محبته معرفة أفضل، نستطيع بصورة أفضل أن نتمم وصيته « كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضا » (يو13: 34).
|