19 - 06 - 2012, 12:50 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
مذبح المحرقة
وتجعل مذبح المحرقة قدام باب مسكن خيمة الاجتماع (خر40: 6)
كان مذبح المحرقة (مذبح النحاس) مكان الدينونة والموت. كانت عنده تُقدم الذبيحة أمام الله ويُسفك دمها هناك، وحياتها كانت في الدم. وكان يجب أن يُرش الدم على المذبح لصنع الكفارة عن الخطية « لأن الدم يكفِّر عن النفس » (لا 17: 11).
وأكثر من ذلك كانت نار المذبح تلتهم هذه الذبيحة. كان يلزم أن تتعرض الذبيحة لدينونة آكلة من الأعالي لكي توفي مطاليب الله العادل من جهة الخطية. ولكي يمكن انسياب رحمة الله مجاناً إلى مُقدم الذبيحة على ذلك المذبح، كان يجب أن تُدان الخطية بكل قسوة بقدر ما على الإنسان من مسئولية وما لله من قداسة.
وما أوضح ما يُشير به هذا المذبح إلى المسيح الذي جُعل ذبيحة عن الخطية. أليس على الصليب أوقع الله الدينونة على الخطية في ذاك الذي لم يكن يعرف الخطية ولكن جُعل خطية لأجلنا (2كو5: 21)؟
وكان المذبح في مكان ملحوظ وظاهر في فناء خيمة الاجتماع لكي يراه كل مَنْ يقترب وليكون في متناول الجميع (خر40: 6، 29). وكل إسرائيلي كان له الحق في الاقتراب من ذلك المذبح. والواقع إن هذا المذبح كان هو الأداة الوحيدة من بين أدوات الخيمة التي كان يمكن الاقتراب منها بمثل هذه الحرية. كان واحد فقط من الكهنة يخدم عند المذبح، لكن كل ساجد كان له الحق أن يقرِّب قربانه ويأتي به إلى مذبح النحاس هذا (لا1: 3).
فذلك المذبح بسبب مركزه الهام، هو إشارة بارزة للمسيح يسوع، الواسطة الوحيدة اللازمة للاقتراب من الله. إن الإنسان يسوع المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، وقد بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تي2: 5،6).
لأجل هذه الغاية جاء في الجسد ـ صار جسداً وحلَّ بيننا (يو1: 4). وإذ كان بيننا وضع نفسه حتى الموت لكي تكون لنا حياة ولكي نعيش لله. وليس مطلوباً من الإنسان أن يصعد إلى السماء ليُحدر المسيح، ولا أن ينزل إلى الهاوية لكي يُصعد المسيح من الأموات، بل كلمة الإيمان قريبة منه جداً، إنها في فمه وفي قلبه (رو10: 9،10). إن مذبح النحاس قد أُقيم عند باب مدخل الخيمة في متناول الجميع، لتكون أول ما يواجه الداخل إلى محضر الله.
|