|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المســيح المعــلم بقلم: البابا شنودة الثالث يسرني في هذا اليوم المبارك أن أهنئكم جميعا بعيد ميلاد السيد المسيح. أهنئ به أخوتي المسلمين كما أهنئ أخوتي المسيحيين. ذلك لأن السيد المسيح هو للكل, ويؤمن الجميع بميلاده البتولي المعجزي. وأود هنا أن أحدثكم عن صفة واحدة من صفاته المتعددة, وهي صفته كمعلم. فقد كانو ا يخاطبونه أحيانا بعبارة يامعلم.. وأحيانا أيها المعلم الصالح. وقد نادته مريم المجدلية مرة بعبارة ربوني التي تفسيرها يامعلم.. لقد اهتم بالتعليم اهتماما فائقا, بخاصة لأنه كانت في أيام بشارته أخطاء كثيرة بين معلمي اليهود, وانحرافات في فهم وصايا الله, وقد أراد أن يصححها لهم.. لذلك عمل علي توعية الشعب وتعليمه, وتقديم المفاهيم الروحية السليمة ليدركها الجميع. وهكذا وردت كثيرا في عظته علي الجبل عبارة سمعتم أنه قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم.. كان اليهود يهتمون بحرفية الوصية وليس بروحها, ويركزون علي مظهرية التدين دون جوهره. فنقلهم السيد المسيح في تعليمه, من الحرف الي الروح, ومن المظهر الي الجوهر.. ومن أمثلة ذلك ان اليهود كانوا ينفذون بحرفية عجيبة وصية تقديس يوم السبت باعتباره يوم الرب في ذلك الحين.. من حيث انهم لايعملون فيه أي عمل, بل يخصصونه كله لله.. فكانوا يعتبرونها خطية يعاقب الشخص عليها, إذا حمل في يوم السبت شيئا يزيد عن وزن معين, أو إذا مشي خطوات معينة أكثر مما يسمح به يوم سبت!!. بل أكثر من هذا دخلوا في صراع مع السيد المسيح, حول أمر كانوا يعتبرونه مشكلة وهو: هل يجوز فعل الخير في السبوت, أم يعتبر ذلك كسرا للسبت؟! أما السيد المسيح فلكي يثبت فساد تعليمهم, كان يقوم بعمل معجزات فائقة للعقل في يوم سبت. فقد أقام لعازر من الموت في يوم سبت, ومنح البصر للمولود أعمي, وكان ذلك في يوم سبت. ومريض بيت حسدا الذي كان ملقي الي جوار البركة منذ38 سنة, شفاه في يوم سبت, وقال له: قم احمل سريرك وامش. فكان السيد المسيح موضع انتقادهم وهجومهم لهذه الأسباب, ولكنه أصر علي تعليمه بأنه يجوز فعل الخير في السبوت.. وكان يعلم في كل مكان يطوف المدن والقري يكرز ويبشر: كان يعظ فوق الجبل, وكان يعظ في البرية, وعلي شاطئ البحيرة, ووسط الحقول. بل كان يعلم وهو سائر في الطريق, أو وهو في البيوت, أو في لقاءات أو زيارات خاصة.. وأحيانا كان يدخل الي الهيكل ويعلم.. لم يكن له مكان محدد للتعليم, بل في كل مكان كان يشرح ويفسر ويلقي كلمات المنفعة. وهكذا اشتهر بالتعليم, وبلقب المعلم الصالح... وفي تعليمه كانت له شعبية كبيرة, وكان رجل الجماهير.. حتي كان الناس يزدحمون حوله ازدحاما هائلا. ففي العظة علي الجبل كان يخاطب الجموع وفي معجزة إشباع الجموع, كان الذين سمعوا وعظه حتي الغروب خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال, أي حوالي عشرة آلاف, وفي هدايته لزكا رئيس العشارين, كان الزحام شديدا جدا, حتي ان زكا صعد فوق جميزة لكي يراه. وعندما شفي المفلوج في كفر ناحوم, سمع أنه في بيت, فاجتمع الناس حوله من كل مكان, حتي إن البيت لم يكن يسع الناس, ولاحول البيت, وفي إحدي المرات وهو يعظ علي الشاطئ, ازدحم الناس حوله فاضطر إلي ان يدخل في سفينة ويعظهم فيها... والأمثلة كثيرة. وفي تعليمه, كان له تأثير عميق علي سامعيه... حتي كتب في الانجيل انه كان يعلمهم بسلطان وليس كالكتبة وقيل أيضا ان الناس بهتوا من تعليمه. وانهم قالوا لم نسمع من قبل كلاما مثل هذا!! ولهذا لم يكتف بسماعه, إنما كانوا يتبعونه أيضا. وصار المؤمنون به يدعون تلاميذ, لانهم كانوا يتتلمذون عليه. ومن اهتمامه بالتعليم ارسل تلاميذه الخصوصيين ليعلموا. وقال لهم: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.. وعلموهم ان يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. اكرزوا بالانجيل للخليقة كلها.. وهكذا جعل التعليم والكرازة والتبشير لكل الأمم, وليس لشعب معين بمفرده.. ورفع أفكار الناس من الأرض إلي السماء, ومن الملكوت الأرضي الي الملكوت السمائي.. وما أكثر أحاديثه وأمثاله عن ملكوت السموات.. وقال لموعوظيه لاتكنزوا لكم كنوزا علي الأرض, بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء وشرح ذلك بما يقدمه الانسان من أعمال الرحمة ومن عطاء للفقراء والمساكين. وربط المؤمنين بالسماء أيضا عن طريق الصلاة الدائمة. فقال: صلوا كل حين ولاتملوا. وأوصي باهتمام كل انسان بمصيره الأبدي والاستعداد لذلك. وقدم للناس في تعليمات مستويات عالية في الروحيات: حتي إنه قال لهم كونوا كاملين كما ان أباكم الذي في السموات هو كامل. ويقصد بذلك الكمال النسبي, بقدر ما يمكن أن يصل اليه كل شخص, حسب قامته الروحية, وحسب عمل النعمة معه.. ودعاهم أيضا الي حياة القداسة ونقاوة القلب, والي السلام مع كل الناس, حتي انه قال عبارته الخالدة: أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم, أحسنوا إلي مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم. وقال في ذلك لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم, فأي أجر لكم؟! أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك!!. وقدم السيد المسيح للناس قيما روحية عالية, تعتبر جديدة علي عصرهم: مثل عبارات الوداعة, والاتضاع, وانكار الذات, وعمل الخير في الخفاء, وبذل النفس لأجل الآخرين. وهكذا قال ليس لأحد حب أعظم من هذا: أن يضع نفسه لأجل أحبائه. وارتفع بالعطاء فوق مستوي العشور الي قوله من سألك فاعطه. وهكذا صارت العشور هي الحد الأدني في العطاء وليست هي كل الواجب في العطاء. ومن التعاليم السامية التي علم بها, هي قوله كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم, افعلوا انتم هكذا أيضا بهم. واهتم السيد المسيح بالقلب من الداخل, وليس مجرد الفضيلة من الظاهر فعلم الناس أن يحبوا الله من كل القلب ومن كل الفكر, ليسوا كمجرد عبيد يخافون عقوبة سيدهم, إنما كأبناء يحبون أباهم السماوي ويهابونه. وكل العبادة التي تقدم اليه تكون من القلب أيضا. وهكذا ذكر اليهود بما قاله الرب عنهم في سفر اشعياء النبي هذا الشعب يكرمني بشفتيه, أما قلبه فمبتعد عني بعيدا وهكذا الكلام ـ جيد ورديئه ـ أرجعه الي القلب أيضا. فقال لهم: من فيض القلب يتكلم اللسان الانسان الصالح من الكنز الصالح الذي في قلبه يخرج الصالحات. والانسان الشرير من الكنز الشرير الذي في قلبه يخرج الشرور. وكل كلمة بطالة يتكلم بها الناس, يعطون عنها حسابا يوم الدين, كذلك من جهة العفة قال من نظر الي امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه. ومن جهة محبة الناس جعلها للكل, بلا حدود ولاقيود. ومن جهة تعليم السيد المسيح, شدد علي العمل وليس علي مجرد المعرفة: فقال من عمل وعلم, فهذا يدعي عظيما في ملكوت السموات وقال أيضا من يسمع أقوالي ويعمل بها, أشبهه برجل عاقل بني بيته علي الصخر.. ومن يسمع أقوالي ولا يعمل بها, يشبه برجل جاهل بني بيته علي الرمل نطلب من الرب أن يعطينا كيف نعمل في كل مجالات الخير, ولا نقتصر علي مجرد المعرفة. كما نصلي أن يحفظ الله بلادنا العزيزة سالمة من الخارج والداخل, وأن يحفظ قائدها الرئيس مبارك وكل العاملين المخلصين في مصر ولإلهنا المجد الدائم إلي الأبد آمين.. |
24 - 08 - 2016, 11:36 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: المســيح المعــلم
العظة مفيدة جداً
ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا يوجـد بعد حب المســيح ، |
يايســوع المســيح ! |
آلام المســيح!!! |
شهود مـوت المســيح للراهب كاراس المحرقي |
تحذيرشديد وهـــام لبنات المســيح |