|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح الملك أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي (مز2: 6)يحدثنا المزمور الثاني عن المسيح، بل إن سبب تسميته المسيح (وتعني الممسوح) واضحة هنا في قول الآب: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي » (مز2: 6). ويُخبرنا الكتاب المقدس أن الرب يسوع مُسح ثلاث مرات: 1ـ المسحة للخلق (أم8: 23). وهذه تمت في الأزل. فالرب مُسح لكي يُبدع الكون والخليقة. لكن الخليقة فسدت بسبب سقوط الإنسان، فمُسح الرب أيضاً مسحة للفداء. 2 ـ المسحة للفداء: وَرَدت في إشعياء61: 1. ولقد اقتبس الرب يسوع هذا الجزء مطبقاً إياه على شخصه الكريم (لو4: 18). 3 ـ المَسحَة للمُلك (مز2: 6): وما أحلى هذا المرسوم من الآب، عن مسحة المُلك قائلاً: « أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي ». فالرب مُسح ليملك على كل شيء. ونلاحظ أن المسحة الأولى (المسحة للخلق) ارتبطت ببداية الزمان (تك1: 1). والمسحة الثانية، المسحة للفداء، ارتبطت بملء الزمان (غل4: 4)، والمسحة للمُلك مرتبطة بنهاية الزمان، أو ما يسميه الوحي « تدبير ملء الأزمنة » (أف1: 10). ونجد هذه المسحات كلها في آية واحدة في عبرانيين1 « جعله وارثاً لكل شيء (كالملك) الذي به أيضاً عمل العالمين (الخالق) ... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا (الفادي) » (عب1: 2،3). ومسحة ملء الزمان تمت عند معمودية المسيح من يوحنا، عندما « مسحه الله بالروح القدس والقوة » (أع10: 38). وهذه المسحة وردت في الأناجيل متى ومرقس ولوقا. وهي الأناجيل التي تتحدث عن المسيح باعتباره الملك والنبي والكاهن على التوالي. وفي العهد القديم كان كل من الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون. فالأنبياء سُموا مُسحاء في مزمور105: 15 (قارن مع 1مل19: 16)، وكذلك كان الكهنة يُمسحون (لا8: 12)، وكذلك أيضاً الملوك (1صم10: 1،6؛ 16: 13). والمسيح شغل هذه الوظائف مجتمعة: النبي والكاهن والملك. وهو مُسح باعتباره النبي ليبشر، وباعتباره الكاهن ليفدي، وباعتباره الملك ليحكم. ونلاحظ أن داود أيضاً قد مُسح ثلاث مرات: في بيت، ثم في حبرون، وأخيراً في حبرون أيضاً (1صم16؛ 2صم2؛ 5). |
|