|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العصفور الحي « ...يؤخذ للمتطهر عصفوران حيان طاهران.. يُذبح العصفور الواحد في إناء .. على ماء حي .. ثم يطلق العصفور الحي .. » (لا4:14-7) لا يوجد رمز يمثل لنا قيامة المسيح بصورة أكمل من « العصفور الحي » الذي أُطلق سراحه على وجه الصحراء. فإنه لم يُطلق إلا بعد موت العصفور الأول. والعصفوران معاً يمثلان لنا المسيح الواحد في دوري عمله، أعنى بهما موته وقيامته. العصفور إذاً يمثل لنا الرب السماوي حاصلاً على الكفاية والقدرة للألم والموت في الناسوت الذي اتخذه والذي يرمز إليه إناء الخزف. والماء الحي هنا رمز الروح الأزلي الذي به قدم المسيح نفسه لله بلا عيب. والأمر المدهش أن التشبيه لا يمثل - كما كنا نتصور للوهلة الأولى - كسر الإناء، بينما العصفور نفسه ينطلق صحيحاً سليماً. بل بالعكس نرى موت العصفور دون تحطيم الإناء. وهنا نقف أمام دقة الكتاب موقف التعبد العميق لله. ذلك أنه شخص واحد مبارك هو الذي اتحد فيه إلى الأبد اللاهوت والناسوت، والذي كان يوماً بيننا، وتعلم الطاعة مما تألم به، وتحمّل استحقاق خطايانا، وخرج من وسطنا عن طريق الموت، ثم أُقيم وعاد إلى الآب. نعم، إن ذاك الذي جاء على الأرض ليفعل مشيئة الآب أخذ جسداً مهيئاً له كالوسيلة لإتمام تلك المشيئة. وهكذا، ومطابقة للرمز، فإن عصفور السماء هو الذي مات في إناء الخزف. وفى الحقيقة إن هذا التنازل هو قمة الضعف الذي به صُلب. وما أجمل ما يحتفظ لنا به مزمور 102 من تصوير هذا الحق، حيث نرى هذا الرمز على صورة تدعو لمزيد من التعبد. وبديع كذلك أنه في هذا المزمور نجد مسيا، في وحدته، يقارن نفسه بعصفور منفرد على السطح. ولئن نزل إلى الموت تنازلاً، فلابد أن يُظهر نفسه سيداً له، ولابد للقيامة أن تبرره كمن هو رب الجميع. وطبقاً لذلك، فإن العصفور الآخر يحدثنا عن القيامة. فإذ يُطلق على وجه الصحراء فإنه إلى السماء ذاتها التي هو منها يعود حاملاً الدم الذي هو الشهادة للفداء العظيم. فالعصفور الثاني يمثل الحياة التي لا تنتهي - حياة العصفور الأول الذي اجتاز الموت وغلبه وجعل منه الأداة لإتمام مقاصد الصلاح الإلهي الذي عن طريق دم الكفارة المهراق يطهرنا من دنس البرص الروحي. |
|