|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذي صار جسداً وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد (1تي3: 16)« الله ظهر في الجسد ». هذا أعظم حق وأعجب حقيقة. جاء الله ظاهراً في الجسد حيث كان التشويش وحيث كانت الخطية. جاء ظاهراً في صورة البشر، مُشبهاً إيانا في كل شيء (ما خلا الخطية). جاء وهو مركز كل بركة. كان هو النور، وكالنور كان من الناحية الأدبية يضع كل شيء في محله ويُظهر كل شيء على حقيقته، ولقد برهن الله بحقيقة حضوره إلينا في صورتنا على أن المحبة هي كل شيء. فالله الذي هو محبة ظهر في الجسد، وحيث كانت الخطية جاءت المحبة التي تسمو فوقها. والإنسان الذي باع نفسه عبداً للخطية، رأى بعينيه نبع الصلاح والخير حاضراً عنده. وفي وسط فساد وضعف الطبيعة البشرية، جاء الله ظاهراً في الجسد، وجاء خالياً من كل شبه شر وكاملاً من كل وجه. لقد عاش في ظروف الخطاة ولكن منفصلاً عنهم أدبياً بسبب سمو طبيعته الإنسانية القدوسة. « الله ظهر في الجسد »، صار في هيئة لم تكن له لكي نصير نحن على صورة مجيدة لم تكن لنا. الكريم المُسربل بالجلال، صار إنساناً بلا صورة ولا جمال لكي يفتح الطريق أمامنا نحن الأشرار لنصير بلا عيب أطهاراً وأبراراً. وما كان بصلئيل بن أوري، الحائك الحاذق، إلا تلميذاً يحبو « ليعمل في الذهب والفضة والنحاس ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب » (خر31: 4) أمام حكمة الله التي هيأت الجسد الإنساني لحلول صورة الله غير المنظور فيه (كو1: 15). والذين طرزوا حجاب الخيمة جاءوا بشيء صغير ويسير جداً بالنسبة لليد المُبدعة التي هيأت حجاب جسد المسيح. ولقد جاء في صلاة سليمان يوم تدشين الهيكل « هل يسكن الله حقاً مع الإنسان على الأرض؟ » (2أخ6: 18)، والجواب نجده في يوحنا1: 14 « والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ». والمسيح كان هو هيكل الله الحقيقي على الأرض (يو2: 19) وقبل أن نخطو خطوة إلى ما داخل الهيكل لنتفرس في جمال أسراره، ينبغي أن نقف عند مدخله أمام المذبح، وهناك نرى حَملاً ذبيحاً ـ ضحية بريئة ـ وُضعت بدلاً عنا وفي مكاننا. هناك في خشوع نقول: « هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطية العالم » (يو1: 29). |
|