|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+من الهندوسية إلى المسيحية الأرثوذكسية نافذة على ما يجري في الكنائس الأرثوذكسية في أقطار المسكونة From Hinduism to Orthodoxy: كتاب: ”من الهندوسية إلى الأرثوذكسية“ ? لم يكن لديَّ أية مشكلة مع المسيح، بل مع كهنته الذين كانوا يُلقِّبون ما يُسمِّيه الهندوس ”الإلَهَة (مؤنث ”إله“) العظيمة“ أنها ”شيطان“. وكانوا يقولون إنَّ كل قوَّتها هي مـن الشيطان. وأحياناً كان الهندوس يُوشِّحونها بثوبٍ أزرق، مثلما كانت تلبسه عذراء الناصرة (العذراء مريم)، والتي بـلا شكٍّ كانت لديها قوَّة أيضاً، ويقول المسيحيون عنها إنها ”دائمة البتولية“. ولكن كان التساؤل لدى الهندوس: ”كيف يمكن لعذراء أن تعرف معنى الأحزان وآلام البشرية“؟ هذا كان قبل رحلتي إلى المسيحية الأرثوذكسية. ? كنتُ هندوسياً في ذاك الوقت. ولم أكن أعرف المسيح ولا المسيحية! وهذا أمرٌ يُرثَى له طبعاً، مثل أي إنسان آخر لا يعرف المسيح. وكنتُ أظنُّ أني أفهم كل شيء أفضل من المسيحيين ”الجَهَلَة“ أنفسهم. وبالرغم من كل شيء، فإنَّ هذه الأفكار كانت مثل حبل يربط كثيرين من الناس، وظل هذا الفكر مستقرّاً في ذاكرتي لمدة كبيرة. ولابد من الانتباه إلى أنَّ هذا النمط من الأفكار هو المنتشر بين ملايين الناس غير المسيحيين عن المسيح والمسيحية. ? وأول عائق كان أمامي، لم يكن هو المسيح نفسه، بـل كما أحسُّ بـأنَّ أتباعه لم يُحافظوا على تعاليمـه، وإنما هم يعملون على عكس تعاليمه. وأما غير المسيحيين، كأفراد، فهُم في الحقيقة عندهم فَهم عن المسيح أفضل من فهم بعض أعضاء الكنيسة! ? والعائق الثاني، هـو غامضٌ جداً، عـن ”الإلَهَـة العظيمـة“، وعـن الفكـرة عـن الـ ”ثيئوتوكوس“ باعتبارهـا ”امـرأة“، وهي محبوبة جداً ولها احترامها وتوقيرها لدى المسيحيين منذ الأجيال القديمة، والتي يطلب المسيحيون دائماً منها صلاتها الشفاعية من أجلهم؛ مما جعل غير المسيحيين في الهند يظنُّون أنها البديل عن ”الإلَهة العظيمة“ التي يعبدونها هم، لدرجة أنهم يظنُّون أننا (كمسيحيين) نعبد الثيئوتوكس، ولكننا لا نعبد إلاَّ الله الواحد، أما العذراء فنحن نوقِّرها فقط. ? وهناك أيضاً الفهم الخاطئ بأنَّ المسيحيين يوقِّـرونهـا بسبب بتوليتها، ولكـن المسيحيين يعترفون بحقيقة بتوليتها كسرٍّ، وكعلامة على قوة الله. ولكنها تنال التوقير، ليس بسبب بتوليتها - على الأقل عند الأرثوذكس - بل هي تُوقَّر لأنها الـ ”ثيئوتوكس“ أي والدة الإله، أو أُم الله المتجسِّد. تأمَّل في كيف كانت كأُمٍّ تحب ابنها بلا أنانية! وكيف وهي أمٌّ كانت تؤمن بابنها ابن الله المتجسِّد! وكانت مُتفهِّمة جداً لهذه المحبة القوية جداً مـن نحوه. وهـذه التقوى والمحبة غير المُدرَكة كانت في قلب العذراء مريم تجاه ابنها ربنا يسوع المسيح؛ بل لم تكن العذراء ضمن الذيـن رفضوا المسيح وهجروه وهـو على الصليب، بل كانت المرأة التي قَبِلَت أخطار قبوله، وحافظت عليه مهما كان الثمن عندما كان طفلاً، وظلَّت إلى جانبه وهو يواجه مديح العالم وكراهيته بلا خوف من أحد، وإلى النهاية. ولكن غير المسيحيين ميَّالون إلى اعتبارها إلَهَة، وأنها مثل ”الإلهـة العظيمـة“ التي يعبدونهـا. وإليك نموذج آخر لاتجاه غير المسيحيين لمعرفـة ماذا يقولون عن المسيحية: - فالحقيقة الناصعة التي لا يمكن فهمها من غير المسيحيين، أن تكريم العذراء في المسيحية هو تكريم لإنسانة من لحم ودم، عاشت واختبرت لحظات الفرح كما لحظات الأسى والحزن. لقد عاشت حياة وسط أُناس عاديين خاضعين لأحداث وقُوَى العصر الذي عاشت فيه العذراء مريم. فهي ليست إلهة، أنما هي امرأة عادية يُمكنها أن تتحدَّث معنا ونتحدَّث معها، فهي لا يمكن أن تكون إلهة. وقوة شفاعتها لم تأتِ من كونها إلهة، بل هي نابعة من نقاوة قلبها ومحبتها للمسيح وقُرْبها منه! وكذلك فإنَّ قوتها الروحية ليست نابعة من كونها إلهة، بل من كونها تحمَّلت الآلام والأحزان التي تُخيِّم على هذا العالم الساقط وتلك الحياة الساقطة، وذلك بموجب إيمانها ومحبتها؛ وبكلماتٍ أخرى، فـإن إيمانهـا بالمسيح جعلها تستطيع أن تتحمَّل صَلْبه. ونحن المائتين أيضاً نستطيع أن نحمل صليبنا بالإيمان بالمسيح، وليس بالادِّعاء ولا بالألفاظ. إنَّ قوة الله تـأتي إلينا مـن فوق بمقتضى مشيئته ومـا يراه صالحاً لنا، وليس بأيِّ مجهود منَّا أو بحكمتنا أو بتخطيطنا. ? (هذا الرجل الهندي مثله مثل معظم الهنود الذين يدينون بالديانات الهندوسية التي تعبد آلهة وإلهات، يُمارسون عبادة هذه الآلهة بطقوس تُسمَّى Puja. ومن بين الإلهات اللواتي يعبدهـا الهنود الإلهـة الكاهنة ”مُورجان“. هذه الإلهة الكاهنة - في معتقدهم - قامت بحرب لإنقاذ الثقافة الهندوسية في مواجهة الدول المسيحية في العصور الوسطى. وكان هذا الرجل يعبد هذه الإلهة ”مورجان“ منذ طفولته). - نعود ونُكمِل ما ورد في كتاب هذا الرجل الذي اعتنق المسيحية: ”مـن الهندوسية إلى المسيحية الأرثوذكسية“، ويُدعَى ”الأب سيرافيم“، فيقول: ? حينما كانت والدتي واقعة تحت أمراض وآلام مختلفة، كانت تتساءل قبل أن تموت: ”لماذا حدثت لي كل هذه الآلام؟“. لكنها لم تجد من آلهة وإلهات الهندوسية ما يُريحها ويُعزِّيها في آلامها، ولم تجد نعمة الشفاء بممارسة طقوس البوجا Puja. ونتيجة لهذا اتَّجهت من الهندوسية إلى شخص المسيح الـذي رفضه اليهود، وأدانوه ظُلماً، وعذَّبوه، وقتلوه في النهاية. ولأنها أُمٌّ، فقد فهمت تماماً كيف آذَتْ هذه الآلام والقتل ظُلماً والدة المسيح، والتي كانت هذه الآلام أقسى عليها مِمَّا لو كانت هي التي عانت هذه الآلام! - ويستطرد الأب سيرافيم قائلاً: ? وهذا يقودني إلى سوء الفهم الثالث: إن الـ ”ثيئوتوكس“ كانت غريبة عن هذه الآلام التي عانَى منها المسيح، ولكنها كانت تَعتبر هذه الآلام مرتبطة ببتوليتها بطريقة غامضة. وبينما أنـا لا يمكنني أن أتكلَّم بمـا هـو خـارج عـن الأرثوذكسية، إلاَّ أني سمعتُ الكثير عن البتولية باعتبارها مقياس قداسة البتول، منذ ما قبل أن أصير مسيحياً أرثوذكسياً. وأيُّ إنسان يريد أن يتأكَّد من أن البتولية هي المقياس الذهبي للقداسة، فليقرأ سيرة حياة القديسة مريم المصرية! لأن البتولية هي التي تحمي الإنسان مـن متاعب ومشاكـل كثيرة في الوقت الـذي فيه يرتكن الكثيرون في العالم اليـوم إلى استخدام الجنس للهروب مؤقتاً من آلام الشهوة، ما يدفعهم إلى المزيد من الانغماس في الشهوة! والذين يظنُّون أنَّ العفة والتعفُّف اختيار غير واقعي للشباب، إنما يقولون هذا لأنهم يظنُّون أن هذا الاختيار صعبٌ جداً! وهم في هذا جدّ مُخطئون. ? أما عن آلام العذراء، فأنا مقتنعٌ بأن إنكار آلامها هـو بمثابة رَفض الناكريـن لأن ينظروا ويتطلَّعوا إلى أيقونـات العذراء. وبصرف النظر عن المعتقدات الدينية، فالذي يتأمَّل في أيقونات العذراء الثيئوتوكس، يرى على وجهها علامات آلامها، ما تعوَّد المؤمنون أن يروه على وجهها على مدى الأجيال. (?( ( ? في هذه اللقطات من رحلته من الهندوسية إلى المسيحية الأرثوذكسيـة، كما سمعها وسجَّلها ”كـريستي بيسيميير“ Christy Pessemier مـن الأب سيرافيم ماجمودار، الذي نشأ وتربَّى هندوسياً ثم تحوَّل إلى الأرثوذكسية، وهو الآن يخدم ككاهن في كنيسة ”سانت نيقولاس“ اليونانية في ولاية واشنطن؛ يقول الأب سيرافيم، وهو يسرد قصة رحلته حول الهند حينما كان شاباً، ما جعلته هذه الرحلة يُناقش الديانة الهندوسية التي نشأ عليها منذ طفولته؛ يقول إنه حينما رأى الفقر المُدقع المنتشر في بني جنسه في الهند، اهتمَّ بأن يبحث لماذا هذه الآلام وهذا الفقر السائد في العالم! إذ تؤكِّد الأديان الشرقية أنَّ الألم هو ”وَهْمٌ“. هذا الاعتقاد، لم يستطع أن يقبله الأب سيرافيم. ? لكن حينما تواجَه أخيراً مع شخص الرب يسوع، اتَّخذ قراراً عن يقين بشأن مَن هو يسوع! ويقـول الأب سيرافيم، إنـه حينما سأل الله أن يُعطيـه علامـةً لأيِّ طريـقٍ عليـه أن يسلك؛ وَجَدَ الإجابـة المُدهشة والواضحة: ”أن يؤمـن بالمسيح“! ? ففي المسيح وَجَدَ ماجمودار أنَّ الألم ليس وهماً، كما يَدَّعي أصحاب الديانات الشرقية؛ إذ أنَّ المسيح تحمَّل آلاماً حقيقية ومات بالفعل من أجل خلاص البشرية، ثم قام من الموت. فالألم هو مُقدِّمة للحياة الأبدية للبشر. ************************************************** ************************************************ |
17 - 08 - 2015, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من الهندوسية إلى المسيحية الأرثوذكسية
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|