146 سنة تفصل بين حفلى افتتاح قناة السويس الأولى والجديـــــــدة

[Mary Naeem]

146 سنة تفصل بين حفلى افتتاح قناة السويس الأولى والجديدة


"القرن التاسع والستون، وأيادى الشركس، تقرع أبوابا قد عنكب فيها الحزن، باسم خديوى مصر، يتقدم كل رعاية بغلال الأرض، لضيوف أفندينا فى حفل التدشين" هكذا استهل الشاعر الراحل أمل دنقل، قصيدته التى كتبها حول افتتاح قناة السويس عام 1869، والتى بنيت حرفيا بدماء المصريين، وكان الفلاحون البسطاء يساقون إلى العمل بنظام "السخرة" كالماشية، فيسقط من يسقط، ويعود من ينجو إلى أهله، بأمراض لا تشفى. أمل دنقل لم يستطع كتابة قصيدته قبل تأميم قناة السويس عام 1956، وعودتها مرة أخرى إلى المصريين، وخلال أيام تنتظر مصر حدثا لا يقل أهمية عن واقعة تأميم القناة، يتمثل فى افتتاح قناة السويس الجديدة، بحضور عدد من رؤساء الدول الغربية والعربية، وسط مظاهر احتفالية أقل بذخا، عن مثيلتها التى شهدها حفل الافتتاح الأول، شعور عام لدى قطاع كبير من المصريين بحالة من الأمل، وبكون المشروع الجديد موجه مباشرة للتنمية، وفتح مزيد من فرص العمال لهم، ولأولادهم. المشاركة الشعبية فى التقرير التالى نقدم مقارنة بين أبرز ملامح حفل افتتاح القناة الأول، وحفل افتتاح المحور الجديد خلال الأيام القادمة، من حيث الإعداد للاحتفال وعدد الحضور، والاستعدادات الداخلية بالبلاد، والمشاركة الشعبية فى الاحتفال. فى الـ25 من شهر أبريل لعام 1859، تم حفر قناة الخديوى فى عهد الخديوى سعيد، وفى الـ17 من شهر أبريل لعام 1869، انتهى العمل بالقناة، وبدأ الخديوى إسماعيل رحلاته إلى أوروبا، لدعوة الملوك والأمراء ورجال السياسية والعلم والأدب، وقتها كان الشعب المصرى يعانى من سيطرة الأتراك والشراكسة على ثروات البلاد، كان أغلب المصريين فقراء ومعدمين، وكانت الامتيازات الأجنبية للجاليات تفوق حقوق أصحاب البلاد. فى العام الماضى تم تدشين البدء فى حفر قناة السويس الجديدة، والانتهاء من المحور الأول خلال عام فقط، ويجرى الحديث عن حضور عدد من الرؤساء والشخصيات العامة حفل الافتتاح، من أمثال الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ورئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان، فضلاً عن توقع مشاركة الأمير محمد بن نايف ولى عهد السعودية، والملك حمد بن عيس، ملك البحرين، وعدد من الرؤساء العرب والأفارقة، وممثلين للحكومات الأجنبية من بينهم وير الثقافة الصينى، ومبعوث خاص عن الرئيس الروسى فيلاديمير بوتن. ملوك الدول العربية أما حفل قناة السويس الأول فلم يشهد حضورا يذكر من ملوك الدول العربية وقتها، وكان من أبرز الحضور بالحفل وقتها الإمبراطورة أوجينى، إمبراطورة فرنسا، والتى أتت وحدها لانشغال الإمبراطور فى الشئون السياسية بالبلاد، وقد بالغ الخديوى إسماعيل فى الحفاوة بها، ومن ضمن الحضور أيضا إمبراطور النمسا، وولى عهد بروسيا، وهولندا، وسفير إنجلترا بتركيا، وزوجته، والأمير محمد توفيق باشا، ولى عهد مصر. وقد حضر الحفل ما يقرب من ثلاثة آلاف مدعو، وكان الحفل شاهدا على البذخ الشديد للخديوى، مما أوقع مصر فى الديون، وزادت من النفوذ الأجنبية بالبلاد، ما أدى فى النهاية إلى فرض الحماية البريطانية على مصر، خلال بضعة سنوات من تاريخ افتتاح قناة السويس الأول. على الجانب الآخر أكد المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة نظافة وتجميل محافظة القاهرة، أن محافظة القاهرة استعدت بشكل كامل، وكما تم عمل تطويرات كاملة لمحور طريق مصر إسماعيلية الصحراوى، وتم رفع كفاءة المسطحات الخضراء فى مختلف الشوارع والميادين العامة الكبيرة الموجودة فى قلب العاصمة، وضع بالونات ضخمة وأنظمة إنارة على الأشجار بعدد من الشوارع التى تربط مطار القاهرة بطريق مصر إسماعيلية الصحراوى. بث خارجى ويرعى الحفل عدد من الشركات الراعية، وكما يشرف على الحفل المخرج مجدى الهوارى، الذى أكد استعانته بـ35 كاميرا لتصوير الحفل، والاستعانة بـ6 وحدات بث خارجى، إضافة إلى إنتاج فيلم تسجيلى يعرض بالحفل، يظهر مراحل إنشاء المحور الجديد لقناة السويس. وقد أعلنت دار الأوبرا المصرية تحقيق حلم الموسيقار الإيطالى فيردى، فى عرض أوبرا عايدة خلال حفل الافتتاح الحالى، وذلك بعد أن أخفق فيردى فى عرض الأوبرا خلال الافتتاح الأول لقناة السويس، بسبب تأخر الأزياء والممثلين عن الحضور. ويحيى حفل الافتتاح أيضا عدد من المغنيين المصريين، وقد أعلن الموسيقار عمر خيرت، الانتهاء من بروفات الأغانى الأربع، التى سيقوم بتقديمها خلال حفل الافتتاح، وهم: "مصر يا أطهر قلب، كلمات علية الجعار، وأنت المصرى كلمات الشاعر جمال بخيت، وزى ما هى حبها كلمات الدكتور مدحت العدل، وفيها حاجة حلوة كلمات أيمن بهجت قمر". وأكدت السى أن أن فى تقرير لها أن نحو 41 ألف عامل مصرى، شاركوا فى حفر القناة الجديدة، حيث أزاحوا نصف تريليون متر من الرمال، أى ما يعادل تحريك 200 هرم بحجم الهرم الأكبر، ونشر الموقع الإلكترونى للشبكة الإخبارية صورا تعود إلى 17 نوفمبر 1869، يوم افتتاح قناة السويس حيث مرت السفن بها لأول مرة.