|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تمجيد المسيح بقي المسيح بعد قيامته أربعين يوماً على الأرض يظهر فيها لرسله بين الفينة والفينة. ثم صعد إلى السماء حيث جلس عن يمين الله. ولوقا ينهي إنجيله بوصف لصعود الرب فيقول "وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد على السماء" (لوقا 24: 50-51). وفي سفر أعمال الرسل يبتدئ لوقا الأصحاح الأول من حيث أنهى إنجيله فيعيد على مسامعنا قصة الصعود قائلاً: "ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون وأخذته سحابة عن أعينهم" (أعمال 9:1). ومواضع أخرى من الأسفار المقدسة تخبرنا عما حدث بعد السحابة "لذلك رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (فيلي 2: 9-11). "وأما هذا فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس إلى الأبد عن يمين الله" (عبرانيين 12:10). "الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس عن يمين عرش الله" (عبرانيين 20:12). إن الجلوس عن اليمين هو موضع الشرف والقوة وهذا يؤيده قول يسوع لتلاميذه "دُفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض" (متى 18:28 ). فما الذي يعنيه تمجيد المسيح بالنسبة لشعبه؟ 1-شفيع عند الآب هناك عن يمين الله من يشفع فينا "وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار" (يوحنا 1:2). "فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم" (عبرانيين 25:7). إن للمسيحي شفيعين: الروح القدس في قلبه والمسيح عن يمين الله. ويخبرنا بولس عن هذين الشفيعين في الأصحاح الثامن من رسالته إلى أهل رومية وفي العدد 26 فيقول "ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها" كما يقول في العدد 34 من ذات الأصحاح "المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا". ما الذي يستطيع المسيح أن يقوله كمحام عنا؟ في المحاكم الأرضية يقوم المحامي مقام موكله فيدافع عنه إما بأنه غير مذنب أو بأن ذنبه جنحة أو الجهل بالقانون. ولكن يسوع محامينا لا يستطيع أن يدافع بمثل هذه البينات. فنحن مذنبون وأخطأنا مراراً وعن معرفة خرجنا على ناموس الله. ولكن هناك دفاعاً واحداً يدافع به محامينا عنا وهو موته الكفاري على عود الصليب. 2-رب مالك في يوم الخمسين وقف بطرس واعظاً فقال "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً" (أعمال 36:2). هناك أشياء تتعلق بربوبية المسيح لا بد من ذكرها: (1)ربوبية مطلقة. ليس لها حدود أو قيود. وهي سامية ذات سلطان. وكلامه هو القول الفصل الذي لا يناقض. هو رأس الكنيسة. فهي في نظامها، وفرائضها، في عملها ورسالتها مرتبطة بربوبية المسيح. إن الفرد المسيحي لا يعرف سيداً معلماً إلا المسيح. فقد قال يسوع لتلاميذه "ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح" (متى 10:23). وقال لهم ثانية "أنتم تدعونني معلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك" (يوحنا 13:13). (2) ربوبية شاملة. إنها شاملة من عدة وجوه. إنها شاملة لأنها تمتد وتسيطر على كل نواحي الحياة. فالإنسان لا يستطيع أن يقر بربوبية المسيح في ناحية من حياته وينكره في الناحية الأخرى. فهو رب على جميع النواحي. هو الرب في حياة الفرد الدينية، وهو الرب في حياة الفرد البيتية، كما أنه الرب في حياة الفرد العملية، وهو الرب في حياة الفرد الاجتماعية. هو رب في يوم الاثنين وإلا لا يكون رباً في يوم الأحد. هو الرب في البيت وإلا لا يكون الرب في الكنيسة. إنه الرب في العمل وإلا فهو ليس الرب في الدين. إنه الرب دائماً وإلا فهو ليس الرب أبداً. إنه الرب في كل مكان وإلا فهو ليس رباً في أي مكان. ربوبيته شاملة بمعنى أنها تشمل الكون بكامله. وبولس يجهر قائلاً "لتجثو لاسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض". فهو رب على الأرض وهو رب في السماء. وهو رب البشر ورب الملائكة. هو رب الأحياء ورب الأموات. إنه الرب في كل مكان ورب كل الخلائق. (3) ربوبية أبدية. سيظل المسيح رباً إلى منتهى الدهر. هو رب اليوم ورب الغد. يحدث أحياناً أن يخلع بعض أرباب الأرض ويحل محلهم آخرون ولكن لن يحل محل يسوع أحد. "يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عبرانيين 8:13). سمعت عن إنسان وضع بدل الأرقام على وجه ساعته الكلمات "المسيح هو رب" وعندما سئل عن الحكمة من عمله هذا أجاب "إنها تذكرني بأن المسيح هو رب مهما كان الوقت". 3-ملك منتصر قال أشعياء في وصفه للمسيح المنتظر "لا يكل ولا ينكسر حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته" (أشعياء 4:42). كما نقرأ أيضاً في كورنثوس الأولى 25:15 "لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه. قد يظهر أحياناً أن هناك انكسارات على طول الطريق ولكن يسوع سينتصر في النهاية. يقول يوحنا في الأصحاح التاسع عشر من رؤياه واصفاً رؤيا عجيبة رآها أنه رأى السماء مفتوحة، وإذا بفرس أبيض يمتطيه واحد عيناه كلهيب نار وعلى رأسه تيجان كثيرة وقد تسربل ثوباً مغموساً بالدم وأجناد كانوا يتبعونه على خيل بيض يرتدون بزا أبيض، ومن فمه يخرج سيف ماض وله على ثوبه وعلى فخذه اسم مكتوب: "ملك الملوك ورب الأرباب". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصعود تمجيد المسيح السماوي |
تمجيد القديس الأنبا بيشوي حبيب المسيح |
الصُّعُود تمجيد المسيح السماوي |
الصعود تمجيد المسيح السماوي |
تمجيد المسيح وعودته إلى العالم |