القضاء على الإخوان «مسألة حياة أو مــــــوت»

[Mary Naeem]

القضاء على الإخوان «مسألة حياة أو موت»



رأى الباحث الأمريكى إيريك تريجر، بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن عناصر النظام المصرى تتوحد رغباتها في تدمير جماعة الإخوان، وأصبح الأمر بالنسبة لهم «مسألة حياة أو موت»، مضيفا أنهم يخشون معاودة ظهور الإخوان من جديد ومحاولتهم الثأر.
واعتبر تريجر، في مقال تحليلى نشرته مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية على موقعها الإلكترونى، الأربعاء، أنه بعد اغتيال النائب العام، هشام بركات، يوم 29 يونيو الماضى، حَمَّل الرئيس عبدالفتاح السيسى مسؤولية الحادث على الإخوان، وقرر شن حملة أقسى من أي وقت مضى ضد الجماعة، بما في ذلك سن قوانين أكثر صرامة لضمان تنفيذ أحكام الإعدام ضد المتهمين من الجماعة بشكل عاجل.
وأضاف تريجر: «ردا على ذلك، بدأ الإخوان في حملة تصاعدية مفاجئة تمثلت في الهجمات على البنية التحتية، بما في ذلك أبراج الكهرباء، وأعلن تنظيم (داعش) بدء جولة جديدة من الهجمات، بما في ذلك التفجيرات التي وقعت في 1 يوليو في شمال سيناء، والتى استُشهِد فيها عشرات الجنود، والهجوم الأخير على القنصلية الإيطالية في القاهرة».
وذكر تريجر أنه «على الرغم من النظرة الأمنية القاتمة، فإن مصر أكثر استقرارا من الناحية السياسية مما كانت عليه في السنوات الماضية»، مضيفا أنه على عكس الأنظمة «المنقسمة» السابقة، التي انهارت في مواجهة احتجاجات يناير 2011 ويونيو 2013، فإن نظام السيسى يعد «موحدا من الداخل».
واعتبر تريجر أن مختلف مؤسسات الدولة والجماعات المدنية التي تشكل النظام من المرجح أن تظل «متراصة بإحكام»، لسبب واحد، وهو أنها تنظر إلى الإخوان، باعتبارها تهديدا كبيرا لمصالح كل منها، وأضاف: «وبالتالى، فهى ترى حملة النظام ضد هذا التنظيم أمرا ضروريا لبقائها على قيد الحياة».
ومضى يقول: «علاوة على ذلك، فإن الوحدة الداخلية لنظام السيسى هي الشىء الوحيد، الذي منع البلاد من الانزلاق إلى حالة الفوضى التي أصابت بلدان الربيع العربى الأخرى، ورغم ضعف قوة الأمن الداخلى في مصر، فإن الوضع الراهن يعتبر مستداما، لأن تغيير النظام يبدو أمرا مستبعدا على المدى القريب».
وأكد تريجر أن عناصر النظام تتوحد رغباتها في تدمير جماعة الإخوان المسلمين أكثر من تعرضها للانقسام من أي شىء آخر، مضيفا أنهم يخشون معاودة ظهور الإخوان من جديد ومحاولتهم الثأر، وتابع: «بالنسبة لمراكز القوى المكونة للنظام، فإن نجاح حملة مكافحة الإخوان هو مسألة حياة أو موت».
وتابع تريجر: «العديد من المصريين ينظرون للإخوان على أنهم قوة مزعزعة للاستقرار.. هؤلاء المصريون ليسوا بالضرورة متحمسين للسيسى، لكنهم يرون الوحدة الداخلية لنظامه، باعتبارها المانع الرئيسى من الانزلاق إلى الفوضى التي ضربت العراق وليبيا وسوريا».
وأوضح تريجر أن تهديدات الجماعة بالقضاء على السيسى وزرع قنابل حول أحد القصور الرئاسية، في يونيو الماضى، دفعته إلى بقائه في موقع سرى- على حد زعمه- لا يعلم مكانه أحد، مضيفا أنه عكس أسلافه الذين أقاموا في أماكن معلومة تتمتع بحماية جيدة، ولم تعتبر سرا من أسرار الدولة.
وعن المدافعين عن الإخوان، قال تريجر إنهم غالبا ما يرون أن الجماعة تسعى إلى تطبيق أجندة إسلامية من خلال السياسة الرسمية، على عكس الجماعات الإرهابية مثل «داعش» وتنظيم «القاعدة»، حسب قوله، مضيفا أن الرئيس المعزول محمد مرسى لم يحاول التعاون مع مراكز السلطة في مصر بعد فوزه في الانتخابات، بل بدأ في تقويض السلطة القضائية والتأثير على عملية صياغة الدستور، فضلا عن تهميش مجتمع الأعمال في مصر وإنشاء منظمة مستقلة.





نقلا عن المصري اليوم