|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إعلانات العهد القديم
بعد أن خلق الله الأفلاك في أبراجها، وبدأت الحيوانات تدب على الأرض بأقدامها، وترتبت الأرض لاستقبال تاج المخلوقات أعلن الله عن شخصيته السرمدية إعلانه الأول فقال جل شأنه "نعمل الإنسان 2- الإعلان الإلهي يوم سقوط الإنسان:على صورتنا كشبهنا" (تكوين 1: 26) وقد يقول قائل- إن الله استخدم هنا لغة التعظيم فتكلم كما يتكلم الملك فيقول "نحن.... ملك" لكن الذي يقول هذا لا يعرف التاريخ، لأن التاريخ القديم يؤكد لنا أنه لم يكن للملوك عادة أن يتكلموا بلغة الجمع، ففرعون إذ يتحدث إلى يوسف يقول له "قد جعلتك على كل أرض مصر" (تك 41: 41) ولم يقل "نحن قد جعلناك على كل أرض مصر" وفي سفر دانيال نسمع حديث الملك نبوخذ نصر وكان ملكاً جباراً يحكم حكماً أوتوقراطياً ومع ذلك فهو لم يستعمل لغة التعظم عندما يتكلم عن نفسه فيقول للكلدانيين "قد خرج مني القول إن لم تنبئوني بالحلم وبتعبيره تصيرون إرباً إرباً" (دا 2: 5) ولم يقل الملك العظيم "قد خرج منا القول" وهكذا نرى أن الله عندما تكلم في سفر التكوين، لم يتكلم بلغة التعظيم والتفخيم لأنها لم تكن لغة العصر القديم، وحاشا لله أن يكلم البشر بما لا يفهمون.... لكنه تكلم كذلك ليعلن عن ذاته السرمدية المثلثة الأقانيم فقال "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا". نستمر مع سفر التكوين فنقرأ الإعلان الثاني من بين شفتي القادر على كل شيء، بعد أن سقط آدم وحواء وعصيا الله وأكلا من الشجرة المحرمة. فقد قال الله عند ذاك "هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر" (تكوين 3: 22) وليلاحظ القارئ كلمة "كواحد" ثم كلمة "منا" ليرى الله الواحد في جوهره ولاهوته، المثلث في أقانيمه يتحدث معلناً عن ذاته الكريمة بإعلان واضح جلي، نقبله لأنه كلمة الله الحي الحقيقي. 3- الإعلان الإلهي يوم بناء برج بابل:إذ يستمر الدارس لكلمة الله في قراءة سفر التكوين. يرى العلي المرتفع ساكن الأبد، هو يراقب الناس من أعاليه ويجدهم يبنون برج بابل المشهور فيتكلم الله جل وعلا قائلاً "هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل. والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه. هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض فبددهم الرب من هناك" (تك 11: 6-8) وهنا أيضاً نجد الثالوث متكلماً وقائلاً "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" ومع أن الرب هو الذي تكلم ولكنه أظهر لنا ثالوثه الواحد العظيم. 4- الإعلان الإلهي في سفر أشعياء:في سفر أشعياء أعلن الله عن ثالوثه أكثر من مرة، ففي المرة الأولى كان أشعياء في الهيكل ورأى السيد في مجده والملائكة تهتف لجلاله "قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" وبعد أن اعترف أشعياء بنجاسته، وجاءه ملاك بجمرة طهرته من آثامه وارتفع حجاب الخطية الذي كان قائماً بينه وبين إلهه يقول "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل (لغة المفرد) ومن يذهب لأجلنا (لغة الجمع)" (أش 6: 8) وهذا إعلان واضح جلي عن وحدانية الله في أقانيمه الثلاثة. 5- إعلان آخر في سفر أشعياء:هذا الإعلان الآخر نجده في الأصحاح الثامن والأربعين في هذه الكلمات الجليلة "اسمع يا يعقوب وإسرائيل الذي دعوته. أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر ويدي أسست الأرض ويميني نشرت السموات. أنا أدعوهن فيقفن معاً.... تقدموا إليّ اسمعوا هذا لم أتكلم من البدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" (أش 48: 12-16) وليتأمل القارئ الكريم ليرى أن المتكلم هو الأول والآخر، وهو الخالق الذي به كان كل شيء، وهذا المتكلم يعود فيقول "منذ وجوده أنا هناك والآن السيد الرب أرسلني وروحه" وأي إعلان أدق من هذا ليرينا الآب السماوي، مرسلاً الابن الكريم، ماسحاً إياه بالروح القدس. |
|