|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعرف علي كلمة السر فى اغتيال النائب العام ينتقل الإرهابيون دائماً بين تنظيمات الدم، بطريقة أسهل من انتقال اللاعبين بين أندية كرة القدم، بهدف الحصول على إرهابى جاهز من الناحية التدريبية والفكرية لتنفيذات عمليات إرهابية بدقة أكبر وفى وقت أسرع، وتعتبر الفترة الحالية هى بامتياز موسم الهجرة المفتوحة بين هذه التنظيمات. وتصل ذروة هذه الظاهرة فى التنظيمين الأخطر على الإطلاق فى مصر حالياً وهما أجناد مصر وأنصار بيت المقدس، وهو ما كشفته محاولة الاغتيال الأولى التى تعرض لها الشهيد المستشار هشام بركات، النائب العام، فى مارس الماضى، حيث زرع تنظيم أجناد عبوات ناسفة فى سيارة أسفل شرفة مكتب النائب العام بمبنى دار القضاء العالى، وشارك فى تنفيذ تلك العملية مجموعة من أعضاء التنظيم الذين نجح فى تجنيدهم من تنظيم إرهابى آخر. ويعتبر إسلام شعبان، أحد المتهمين ضمن قضية «أجناد مصر الثانية» والمحال مع باقى أعضاء التنظيم إلى المحكمة بقرار من نيابة أمن الدولة العليا بداية يونيو 2015، بتهم تفجير محيط قصر الاتحادية وكمين وزارة الخارجية واستهداف أفراد تأمين سفارة الكونغو، ومحاولة اغتيال المستشار بركات الأولى، أحد النماذج الصارخة على انتقالات الإرهابيين بين التنظيمات، حيث اعترف فى التحقيقات بأنه لم يكن عضواً فى أجناد مصر، لكنه انضم فى البداية لخلية تسمى «الردع» إلى جانب مجموعة تكفيريين، واشترك فى زرع قنبلة أمام سينما رادوبيس بالهرم. ثم التقى إسلام همام عطية، مؤسس أجناد مصر، الذى طلب منه الانضمام إلى التنظيم الذى يضم مجموعة من الخلايا العنقودية المنضوية، حيث لا تعرف أى خلية أى معلومات عن الأخرى، وعرض همام على إسلام مستوى أعلى فى التدريب على كيفية تصنيع القنابل وتنفيذ الاغتيالات. ويعتبر وليد بدر، أحد منفذى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، نموذجاً ثانياً للهجرة بين التنظيمات الإرهابية، حيث لم يكن بالأساس عضواً فى تنظيم بيت المقدس المخطط للعملية منذ البداية، وإنما إنتقل إليه من تنظيم جند الله. وحسب اعترافات الإرهابيين فى تحقيقات عدة حوادث، فاتجاه الإرهابى إلى تنظيم يخضع لعدة اعتبارات أولها وأهمها نشاط التنظيم وتعدد عملياته الإرهابية، وكذلك ارتفاع مستوى عنف هذه العمليات التى توحى بقوته، إلى جانب المقابل المادى الذى يتقاضاه الأعضاء للإعاشة. أما أعضاء خلية «عرب شركس» الذين تم إعدامهم منذ أسابيع فقد كانوا إحدى خلايا أنصار بيت المقدس الذى بايع أبوبكر البغدادى خليفة داعش، والذين كشفت التحقيقات أن غالبيتهم أعضاء فى تنظيم أجناد مصر، وسافروا إلى سوريا للتدريب والمشاركة فى القتال هناك إلى جانب داعش، لكنهم انضموا إليه وعادوا إلى مصر. ولم يبدأ موسم الانتقالات الإرهابى إلا بعد ثورة 30 يونيو، إذ كانت التنظيمات التكفيرية تنقسم إلى 4 مجموعات، السلفية الجهادية، والقاعدة والجهاد، والتكفيريين، إلى جانب مجموعتين ذواتى طبيعة مدينة بحكم تأسيسهما أحزاب وخوضهما الانتخابات مثل جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية، حيث أصبحت جميع هذه الدوائر مفتوحة على بعضها بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، فى ظل هذه الحالة كان من السهل تحول عضو الإخوان إلى السلفية الجهادية، أو داعش خاصة بعد انتهاج الجماعة العنف. وأنتجت هذه الحالة تجمع الفلول الهاربة لتنظيمات أنصار الشريعة وجند الجهاد وجند التوحيد والتوحيد والجهاد والسلفية الجهادية وأكناف بيت المقدس، وكلها تنظيمات سيناوية تحت لواء أنصار بيت المقدس. وتسبب الدواعش الجدد فى إشكالية كبرى أمام بيت المقدس، حيث رفض أعضاء بعض هذه التنظيمات، تقديم البيعة لداعش، بسبب بعض الاختلافات الفقهية، ما تسبب فى نفى «بيت المقدس» مبايعته لأبوبكر البغدادى خوفاً من انشقاق المنضمين الجدد إليه. وأسفر إعلان بيت المقدس تبعيتها لداعش فى حصولها على دعم لوجستى مفتوح، أحدث طفرة فى القدرة التدريبة لبيت المقدس حيث حصل 15 من كوادره على دورة فنية فى التفجيرات فى المدرسة التى يديرها أبوحمزة المهاجر رئيس مجلس شورى المجاهدين، وهو ما مكن أنصار بيت المقدس من تنفيذ عدة عمليات أشهرها سلسلة تفجيرات الأكمنة الأمنية فى شمال سيناء وكرم القواديس. وكانت محافظة بنى سويف قبل عدة أشهر، شاهدة، على إحدى أشهر حالات الانتقال بين التنظيمات، حينما قرر تنظيم بأكمله الانضمام إلى تنظيم أكبر، حيث قرر أعضاء الخلية الإرهابية المسماة بـ«خلية التنفيذ» التى كانت تستهدف اغتيال أفراد الشرطة والجيش وتخريب المنشآت الحكومية، مبايعة خليفة داعش الذى أسماهم «ولاية الصعيد»، على غرار «ولاية سيناء»، وأثمر التحالف الجديد عن تمكن تلك المجموعة من اغتيال نحو 12 ضابطاً ومجنداً فى 3 عمليات نوعية لاستهداف الأكمنة. وتضع التنظيمات الإرهابية على أولويات تجنيدها أصحاب المهارات الفنية، لذا تحاول جذب الإرهابيين خريجى كليات الهندسة والعلوم ممن يجيدون إعداد القنابل والمفرقعات ويلجأون إلى إغرائهم بأموال ومناصب قيادية للاستفادة من خدماتهم. نقلا عن بوابة الفجر الاليكترونية |
|