الصلاة مع الكتاب المقدّس
أولاً، إختر النص الّذي تريد التأمّل فيه. حين تفتح الكتاب المقدّس، تيقّن أنّك في حضرة الكلمة الحيّة، الّتي تشمل كلّ ما هو مكتوب.
الآن وأولاً، إقرأ بهدوء النصّ المختار بكامله، محرّكًا شفتيك أو بصوتٍ خافت (لتحديد الفرق بين هذه القراءة وقراءة تقرير أو جريدة).
ثانيًا، ضع الكتاب جانبًا، واكتب مستعينًا بالذاكرة الكلمات أو العبارات الّتي تستوقفك (إذا لم تتذكر أيّ منها، أعد قراءة النصّ مرّة أخرى أيضًا، ثم دوّن ما يؤثر فيك).
ثالثًا، خذ كلاًّ من الكلمات والجمل الّتي دوّنتها وفكّر بها. ماذا تعني؟ من قالها؟ ما هو شعور الشخص الّذي كان يتكلّم؟ لمن وجِّهَت تلك الكلمة أو تلك العبارة؟ بتفكيرك بهذا الشكل تستطيع أن تفكّر بالله بصيغة الغائب.
رابعًا، طوال التأمل أو حين تبلغ الهدف، فكّر في كلّ ما يعنيه ذلك لك: قصّتك الشخصيّة، العالم الّذي تعيش فيه، محيطك، حياتك، كيانك.
أخيرًا، في الختام: عدّ إلى ذاتك وتوجّه إلى الله، ربنا. الآن، بإمكانك التوجّه الى الله في صيغة المخاطب: " أنت " تحدّث مع الله عمّا فكّرت به، وعما راودك من مشاعر. ماذا تقدّم لله؟ ماذا تريد منه؟
عمومًا ، لا تنهِ نصًا. هذا النصّ ليس واجبًا، إنّه مكان لاكتشاف الله. قد لا تجد أحيانًا أي معنى في النصّ. أطلب إذًا من الله أن يُنير قلبك وفكّرك، أن يُعطيك قلبًا رقيقًا وابق مع النصّ لأطول فترة ممكنة.
يجب العودة إلى كلّ نصّ تجد فيه معانٍ غزيرة، وإلى كلّ نص لم تجد فيه إلا الملل والسطحيّة حتى تشعر بأنّه لم يعد لديهم شيئًا يعطونك إياه. الصلاة مع الكتاب المقدس لا تعني أبدًا "إنهاء" نصوص أو كتب. هذا يعني أن تدع المعنى والقيَم لكلّ كلمة شخصيّة تطبع حياتك.