شهود ضد المسيح
عرّف المسيح نفسه وعرّفه الوحي كما وعرّفه أيضاً المسيحيّون بأنّه الله الذي ظهر في الجسد. وقد تمسّكت الكنيسة في كلّ جيل وقرن بهذا الحقّ وتعبّدت للمسيح فاديها معلنة ذلك في
خلاصات عقيدتها وقوانين إيمانها وترانيمها وكتاباتها. لكنّ شهود يهوه يخالفوننا الرأي ويعتقدون بعدم استحقاق المسيح لهذه العبادة، لهذا جرّدوه في أذهانهم من كل صفاته الجوهرية وأمجاده السماوية حتى باتوا لا يرون فيه إلاّ مجرد "عميل يهوه وشاهده المثالي الأعلى".
ولا غرابة البتة في إنكارهم للاهوت المسيح وفي الأفكار الخاطئة التي استنتجتها عقولهم عنه. فهذه نتائج بديهية تظهر في كل الذين يتأملون في شخصه بقلب غير متجدّد وعينين غير مستنيرتين بعمل الروح القدس، لأن "ليس أحد يقدر أن يقول: يسوع ربّ، إلاّ بالروح القدس" (1كورنثوس 12: 3). وكل مسيحي مستنير يتأمل في تعاليمهم يلمس فيها روح ضد المسيح، الذي يسّر بكلّ ما يحطّ من مجد ابن الله، ويجد لذّة خاصّة بتحقيره في أعين الناس.