|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دمار أورشليم سنة 607 أم 587؟ (الجزء الثاني)
لا يحتوي الكتاب المقدس على أية تواريخ مطلقة تتماشى مع نظام تقويمنا الحالي. لكنه يوفر تواريخ نسبية. مثال واحد يمكن أن يوجد في دنيال 1:1 " في السنة الثالثة من ملك يهوياقيم ملك يهوذا ذهب نبوخذناصر ملك بابل إلى أورشليم وحاصرها." هكذا أرخت الأحداث في أوقات الكتاب المقدس. إذا تمكنا من تأريخ عهود الملوك، في هذه الحالة الملك يهوياقيم ونبوخذناصر، عندئذ يمكننا أن نؤرّخ الأحداث. إذا يتطلّب أيّ تأريخ الى دليل مستقل عن الكتاب المقدس. فقط التواريخ النسبية يمكن أن تؤخذ من الكتاب المقدس. سننظر إلى كيف نستطيع التوصل الى تواريخ مطلقة لاحقا. هل بالفعل تدافع الجمعية عن تواريخ الكتاب المقدس؟كما رأينا، تدعي الجمعية بأنّهم يؤمنون بالكتاب المقدس ويدافعوا عنه ضدّ النقد. هل هذا صحيح؟ أحيانا، لكن ليس في هذه الحالة. لاحظنا بأنّ دانيال 1:1 قال بأنّ نبوخذناصر أخذ سجناء من أورشليم في السنة الثالثة ليهوياقيم. لكن حسب تقديرات الجمعية أن هذا التاريخ غير صحيح. موسوعة "بصيرة في الكتاب المقدّس" عدد 1، ص 1269 : "حسب الأدلة ان هذه السنة الثالثة ليهوياقيم كانت كملك تابع تحت وصاية ملك بابل. دانيال 1:1. لا يمكن أن تكون سنة يهوياقيم الثالثة من عهده الذي دام 11 سنة على يهوذا. ذلك الوقت يهوياقيم كان تابع، ليس لبابل، لكن إلى فرعون مصر..." يقولون "حسب الأدلة". أن شخص غير مثقّف في الكتاب المقدس قد يجد هذا محتمل. لكن عندما نعرف طريقة حساب الوقت في تلك الأيام، عندئذ نفهم بأن تفسير الجمعية هذا غير محتمل. إذا أعطى دانيال مثل هذا التأريخ الغريب، كان سيعرف بأنّه بالتأكيد سيسيء فهمه. لأن دانيال مثل العديد من كتبة الكتاب المقدس الآخرين استعملوا تأريخ عهود الملوك من أول سنة لحكمهم الى آخر سنة. (دانيال 7:1؛ 8:1؛9:1؛10:1؛11:1). في دانيال 2:1 فسر دانيال حلم الملك نبوخذناصر في السنة الثانية من ملكه. نجد الجمعية تناقض النص هذا على أن ما أشار دانيال له كان السنة الثانية بعد أن دمّر نبوخذناصر أورشليم، بينما النصّ بنفسه يقول في السنة الثانية من ملك نبوخذناصر دون أية تحوير. هذا الرفض لوضع تواريخ الكتاب المقدّس قبل العقيدة يصبح محرج خصوصا في ملحق كتاب "ليأتي ملكوتك" حاولوا دحض النقد ضدّ تأريخ أحداث الجمعية. على صفحة 188 حاولوا دحض قيمة السجلات البابلية من قبل بيروسوس: "مع أنّ بيروسوس ادّعي بأنّ نبوخذناصر أخذ أسرى يهود في سنة توليه العرش، لكن ليس هناك وثائق مسمارية التي تدعم هذا " بينما تدعي الجمعية بأنها المدافع الوحيد للكتاب المقدس، الا انهم يخفقون في الإعتراف بأن الكتاب المقدس نفسه، في دانيال، يدعم بيروسوس ضدّ تأريخهم؟ كيف؟ في دانيال 2:1 وقف دانيال امام نبوخذناصر ليفسر له الحلم في السنة الثانية من ملكه. لكن حسب دانيال 1:5 كان على دانيال أن يمضي فترة تدريب لثلاث سنوات قبل أن يقابل الملك. مما يعني أن دانيال أخذ أسيرا في سنة تولي نبوخذناصر عرشه, حيث تصبح سنة ملكه الثانية بمثابة السنة الثالثة لفترة تدريب دانيال. سنة تولي نبوخذناصر عرشه أسر دانيال و أول سنة تدريب السنة الآولى لحكم نبوخذناصر ثاني سنة تدريب السنة الثانية لحكم نبوخذناصر ثالث و آخر سنة تدريب و وقوفه أمام الملك. دانيال2:1 أن تاريخ دانيال أعلاه يتماشى تماما مع تاريخ بروسوس مما يؤكد أن نبوخذناصر أخذ آسرى أسرائيليين في سنة توليه العرش بالرغم انه لا توجد نقوش مسمارية لتؤكد ذلك. هذه بالتأكيد ليست الأمثلة الوحيدة. يوجّه النبي زكريا الضربة الأكثر تمييزا ضدّ تأريخ أحداث الجمعية. زكريا 1:7 " في اليوم الرابع والعشرون من الشهر الحادي العشر. هو شهر شباط. في السنة الثانية لداريوس كانت كلمة الرب إلى زكريا بن برخيا بن عدو النبي." هذه المرة, توافق الجمعية ككل المصادر التاريخية بأنّ الحدث هذا يجب أن يؤرّخ في فبراير/شباط 519 قبل الميلاد. ماذا رأى و سمع النبي زكريا؟ زكريا 1:12 " فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود الى متى أنت لا ترحم أورشليم و مدن يهوذا التي غضبت عليها هذه السبعين سنة." نعم، غضب الرب على مدن يهوذا لسبعين سنة. سبعين سنة من 519 تعيدنا الى 589 قبل الميلاد. طبقا لتأريخ الجمعية، لم يحدث أي شيء مهم تلك السنة. لكن حسب تأريخ الأحداث المؤسس، كانت تلك السنة عندما بدأ نبوخذناصر الحصار على أورشليم من ثم تم دمارها بعد حوالي السنتين أي في سنة 587 (2 ملوك 25:1؛ حزقيال 24:1,2؛ أرميا 52:4). علاوة على ذلك، بما أن الرؤيا التي ذكرها زكريا حصلت سنة 519, أي بعد قرابة 88 سنة من دمار أورشليم (حسب مفهوم الجمعية) سيكون بلا معنى لهذا الملاك أن يقول المدن كانت قد غضب عليها لـ" سبعون سنة " إذا بدأت هذه الفترة بعد ثمانية عشر سنة من الدمار الكامل لأورشليم! من الناحية الأخرى، إذا كان الملاك يتحدّث عن فترة سبعين سنة من 607 إلى 537 – كما تحاجج الجمعية - لماذا يجب أن يسأل الملاك " الى متى?" تبيّن هذه الكلمات بأنّ في هذه النقطة من الزمن، فترة الغضب لم تنتهي بعد. وبما انها لازالت مستمرة، فلا بدّ أن الفترة ابتدأت في حدث رئيسي سنة 589 قبل الميلاد. كما لو أنّ هذا ما كان بما فيه الكفاية، يوجّه لاحقا زكريا ضربة قاتلة أكبر إلى تأريخ أحداث الجمعية: زكريا 7:1,2,3,4,5 "وكان في السنة الرابعة لداريوس الملك أن كلام الرب صار الى زكريا في الرابع من الشهر التاسع في كسلو لما أرسل أهل بيت إيل شراصر و رحم ملك ورجالهم ليصلوا قدام الرب. وليكلموا الكهنة الذين في بيت رب الجنود والأنبياء قائلين أأبكي في الشهر الخامس منفصلا كما فعلت كم من السنين هذه. ثم صار إلي كلام رب الجنود قائلا قل لجميع شعب الأرض و للكهنة قائلا صمتم و نحتم في الشهر الخامس و الشهر السابع و ذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوما لي أنا." إنّ الدليل الزمني في هذه الآيات مدهش ويعطي ثروة من المعلومات. هم كانوا يصومون في شهر الخامس " لكي يحييوا ذكرى اليوم الذي قام نيبوزارادان، رئيس حرس نبوخذناصر، بعد يومين من التفتيش، بحرق مدينة أورشليم والهيكل. صاموا أيضا في الشهر السابع " لإحياء ذكرى إغتيال الحاكم جيداليا، الذي كان من البيت الملكي للملك داود والذي جعله نبوخذناصر حاكم لأرض اليهود الفقراء الذين سمحوا للبقاء بعد دمار أورشليم. تواجه الجمعية مشكلة واضحة حيث تدّعي أن هذه الحادثة حصلت في 607 قبل الميلاد. لكن نوفمبر/تشرين الثّاني 518 قبل الميلاد، في السنة الرابعة لداريوس، عندما رأى زكريا هذه الرؤية، كانت بعد 90 سنة من 607 قبل الميلاد. توافق الجمعية بأنّ السنوات السبعين من الحداد بدأت عند دمار أورشليم. أن نصّ الكتاب المقدس أعلاه يشير بشكل واضح كأيّ نصّ يمكن أن يعمل، أن السنوات السبعين و صلت إلى السنة 518. سأل الإسرائيليون إذا كان عليهم أن يستمروا في هذا الصوم. لكن إذا وقفوا الصوم قبل عشرون سنة كما يشير تفسير الجمعية، فلا يكون السؤال معقولا. أيضا، في زكريا 1:12، السنوات السبعون دعيت " هذه السبعين سنة" و ليس " تلك السبعين سنة إذا إنتهوا بالفعل قبل عشرون سنة (في ترجمات أخرى للكتاب المقدس تشير ال "السبعين سنة الماضية") كيف تجيب الجمعية على هذا الإعتراض الجدّي إلى تأريخ أحداثهم؟ فيما يتعلق بالملاك في زكريا 1، يقولون: "أذا هل عنى ملاك يهوه بأنّ هذه السنوات السبعين لم تنتهي بعد، أو بأنها قد انتهت لتوها؟ هذا لا يمكن أن يكون صحيح من الناحية التاريخية." (عودة الفردوس الى الجنس البشري-بواسطة الثيوقراطية ص 131) نعم في الحقيقة! كلّ مؤرخ وكلّ تعليق للكتاب المقدس، مدعومين بآلاف الوثائق المسمارية، ووثائق ونقوش قديمة، تشير الى سنة 586/587 قبل الميلاد على أنه التأريخ الصحيح لدمار أورشليم. الآن، عندما يشير الله بنفسه وملاكه الى نفس التاريخ من خلال النبي زكريا، تدعي الجمعية بجرأة ' هذا لا يستطيع أن يكون صحيح من الناحية التاريخية. ' رغم ذلك، دعونا ندرس الحجج التي تستعملها الجمعية لتأسيس تأريخ 607 قبل الميلاد في (الجزء الثالث). |
|