|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مؤسسو بدعة شهود يهوه
خلف ناثان هومركنور القاضي روزفورد في منصب الرئاسة العليا للحركة سنة (1923) وكان عمره آنذاك (37 سنة)، فأخلص للبدعة كل الإخلاص. شغله الشاغل كان نشر مؤلفاته سلفه روزفورد بكل الوسائل الممكنة، من عقد المؤتمرات، وتسجيل الأسطوانات الفونوغرافية وقتئذ، والمطبوعات على أنواعها وتوزيعها بلا حساب- ورغم كسله في الكتابة، أصدر سنة (1960) ترجمته الخاصة للكتاب المقدس من حيث جعلها موافقة لروح الحركة (ترجمة العالم الجديد The new world Bible) بهذه الترجمة وضعت نقطة سوداء على تاريخ ترجمات الكتاب المقدس، إذ أن تاريخ الكنيسة مليء بأخبار الترجمات والمترجمين من كل الطوائف وفي كل العصور وجميعها كانت أمينة للنص الأصلي، ما خلا بعض الأغلاط في النسخ، أو حتى في النصوص وكان ذلك سهواً، ما عدا هذه الترجمة المليئة بالتناقضات والأغلاط اللاهوتية، وكل ذلك كان معتمّداً من ناثان كنور كي تتوافق نصوص ترجمته مع تعاليم ومبادئ شهود يهوه. إبان الحرب العالمية الثانية، أنشأ كنور في بروكلين أول مدرسة كتابية للشهود تحت اسم (جلعاد)- ففي تلك المدرسة يتخرج منذ سنة (1943) الدعاة النشيطون وقادة الحركة_ واللقب الذي يحمله المتخرجون هو: (جلعادي). طوّر كنور (جمعية برج المراقبة) حتى أصبح عدد طبقاتها (سبعاً)- وضم إليها سنة (1949) بناء إضافياً مؤلفاً من ثماني طبقات، يصنع فيها كل ما هو ضروري للطباعة والنشر. سنة (1956) شاد كنور بالقرب من البناءين المذكورين، بناء ضخماً مؤلفاً من (12 طبقة) مخصّصاً لطبع مجلة (برج المراقبة) ومجلة (استيقظوا) اللتين كانتا تصدران مرتين في الشهر ويطبع منها (10 ملايين نسخة) آنذاك. إن كنور كأسلافه داعية عظيم الشأن، لا يكل ولا يتعب، دائب الغيرة على بدعته- فقد زار سنة (1951) عواصم أوروبا الغربية، ورئس في باريس مؤتمر لشهود يهوه انعقد بين 9و 12 آب من العام نفسه، فصفّق له ما يزيد عن (8000) شخص من المؤتمرين لما هاجم بعنف كنيسة المسيح. وترأس كنور سنة (1956) في باريس أيضاً مؤتمراً ثانياً للشهود بلغ عددهم يومئذ (16000) اثني عشر ألفاً من الفرنسيين وأربعة آلاف من باقي الدول الأوروبية. أصبحت حركة (شهود يهوه) بفضل كنور، مؤسسة كبيرة، قوية، ذات موارد ضخمة، ومجهزة بمطبعة جبارة ومكتب دعاية دائم الغيرة والاندفاع والسهر... فلا عجب تحت تأثير كل هذا أن يرتفع عدد الشهود إلى الملايين في العالم، ولاسيما في لبنان حيث فيه الآن عدد لا بأس به منهم، متحمّسين مندفعين يشنّون الآن حملة ضارية على جميع الأديان والكنائس وعلى الدولة... فمن الضروري إذن قبل استفحال الخطر أن نتآزر جميعاً لصد هذا التيار الجارف الذي يهدد صغار النفوس وما أكثرهم في هذا البلد، المتعلقين بالطقوس والتقاليد البائدة التي لا تنفع البتة لا جسدياً ولا روحياً. ألا يكفينا خراباً ودماراً وتهجيراً وقتلاً...؟ لكي تنصب علينا قذائف من نوع آخر وأفتك منها إذ أن (شهود يهوه) هي بالتحديد، أكبر بدعة شيطانية عرفتها الكنيسة على مر العصور... وما هو الدواء يا ترى...؟ عندما نحرص هنا على محاربة (شهود يهوه)، لا نعني أبداً (بالشتم أو الضرب أو الإهانة أو القتل أو بزجهم في السجون الخ..). إذ أن هذه ليست من شيم المسيحية أبداً، بل نعني أن يعود كل واحد منا إلى نفسه، إلى رشده، ويعاهد الرب من جديد بأن يدرس كلمته بكل تجرد وموضوعية لأن (كلمة الله هي كسيف ذي حدّين) يقول عنها الرسول بولس، فلنتسلح بها، أليس المسيح يسوع هو كلمة الله...؟ فإن كان الله معنا فمن علينا....؟ |
|