الله هو الله
ما من شيء أعظم من حكمة الله وما من شيء أقدر من سلطانه وما من شيء يستطيع أن يدخل إلى اعماق فكر الله "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه. ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن
الإستقصاء. لأن من عرف فكر الربّ أو من صار له مشيرا. أو من سبق فأعطاه فيكافأ. لأن منه وبه كل ألأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين " (رومية 33:11).
غنى الله مليء بروائع تدهش العقول، فالمحبة هي جوهرة صفات الله حيث تتدفق منها ينابيع الشفاء من خلال دم المسيح، والرحمة تاتي لتخرق الحقد والكبرياء فتجول في الأرض تصنع خيرا، فماذا نتكلم عن صلاح الله حيث منه يخرج كل شيء صالح ولخير الإنسان، فلن تجد أحد يعطف عليك مثل الله ولن تجد أحد يحنو عليك وحتى لو كانت أمك فالله أحن بكثير، وماذا نتكلم عن أمانته حيث يقول الكتاب المقدس أن الله ليس بإنسان حتى يكذب "إن كنا غير أمناء فهو يبقى أمينا لن يقدر ان ينكر نفسه" (2 تيموثاوس 13:2). الإنسان يخذل أخيه الإنسان مهما كان قريبا منه وحتى أعز الأصدقاء يخونون أحيانا، ولكن الله لا يخذل ولا يخون أحد فهو يقبل كل تائب يأتي إليه بالتوبة والإيمان فينقله من ظلمة هذا العالم إلى ملكوته الرائع وإذا التفتنا إلى حكمته السرمدية حيث كل شيء في هذا الكون وضعه بحكمة ودقة متناهية تجعلنا ننبهر في الفكر والقلب من كل ما هو حولنا، من النجوم إلى السماء وإلى الأرض التي تدور ونحن عليها، إلى الإنسان الضعيف من جهة ومن جهة ثانية هو مستلط على كل شيء خلقه الله .
الله هو الله في سلطانه وجبروته اسمه فوق كل اسم وعرشه فوق كل العروش ومجده يملء كل المكان، لهذا صرخ إشعياء حين شاهد القليل من مجد الرب وبهائه "فقلت ويل لي أني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني رأتا الملك ربّ الجنود" (إشعياء 5:6).
هذا القليل جدا من طبيعة وصفات الله. وماذا عن طرقه وعن فكره وعن علمه مهما تكلمنا فلن ننتهي والكتاب المقدس قدم لنا مقاطع ونصوص دوّنت بالروح القدس، تجعلنا نذوب ونذهب بعيدا جدا لكي نفكر في هذه العظمة الكبيرة، حيث تتخطى عقولنا المحدودة ومن ثم نفكر بتواضعه الكبير، حيث المسيح في طبيعته السرمدية السامية تجسد وأخذ هيئة انسان متألما معنا في كل شيء ما عدا الخطية. فما أعظمك يا إلهي فأنت هو الله.