|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة ..
الراهب السريع إلى التوبة، لا يستنكف من أى عمل حقير أو متعب : وهو يقول: "الراهب هو الشخص السريع التوبة، إذ يرجع بالملامة على نفسه دائماً. فهو يعلم جيداً أن النمو الروحى المنشود، مقياسه الحقيقى ليس فقط فى الخدمة والبذل والتضحية من أجل الله والناس؛ بل أيضاً احتمال الإهانة ومحقرة الذات كل يوم. ولا أنسى قط تقريراً نطقه مرة أب مختبر إذ قال: (إن الرهبنة بدون مذلة ليس لها طعم) كما قال فى مرة أخرى: "أنا نفسى غسلت أرجل كثيرين، لأن زمان قبل ظهور العربات كان الشخص يأتى إلى الدير سائراً على الأقدام ويصل مجهداً، فكنا نسخن الماء ونغسل رجليه بلا تفرقة بين الأشخاص: فلاح أو عظيم..". ومرة أخرى قال: "فى بداية رهبنتى فى دير أنبا صموئيل لم أكف نهاراً وليلاً عن حمل زبالة الدير شهراً بكامله". كما قال أيضاً: "فى دير أنبا صموئيل كانت الطرنشات والبكابورتات قد امتلأت ولابد من نزحها لئلا تسبب أمراضاً. فامتنع عمال مدينة "الزورة" (حيث مقر الدير)، بأنفة نفس، عن نزحها. فللحال شمرت أكمامى والجلابية ونزلت بنفسى وسط الطرنشات الممتلئة بمخلفات الإنسان لأنزحها، فذهل العمال وأرادوا أن يخرجونى ويقوموا بالعمل بدلاً منى، فرفضت بشدة وظللت أنزح الطرنشات كلها حتى نظفتها تماماً. فلما رأى العمال ذلك بكوا- حتى أكبرهم سناً- من التأثر. ومن ذلك اليوم لم يخالفنى أى عامل إذ رأى بعينيه أن أحقر الأعمال التى يستنكف ويتأفف هو منها أستطيع أنا بنعمة الله أن أعملها وأنا فى ملء الانشراح والفرح والمسرة. ذلك لأننى تعلمت من آباء الرهبنة الكبار أن اليوم الذى لا يصادف الراهب فيه محقرة لا يحسبه من أيام حياته. فكنت معتاداً أن أقوم بالأعمال الحقيرة والمرذولة وأشعر أثنائها بمنتهى الراحة والسعادة والسلام الذى لم أشعر به فى غيرها من الأعمال المكرمة والمعتبرة. ابونا متى المسكين |
|