فما هو موقفك من المال اليوم ؟

كلنا نعرف قصة الشاب الغني الذي أتى ليسأل الرب يسوع عن طريقة إتّباعه . والذي كان يُعيق علاقة هذا الشاب بالله هو المال . وطلب منه يسوع ان ينفصل عن غناه ويتبعه ُ ، ولكن الشاب مضى حزينا ً لأنه كان عبدا ً لغنى ً فاحش . انت وأنا نسمع هذا الكلام اليوم ونشكر الله اننا لسنا اصحاب اموال ولا اغنياء ، ولكن مهلا ً فلكلام المسيح ابعاد ٌ أخرى غير المال الحرفي . صحيح ٌ ان المال قد يقف عائقا ً بين الانسان والله تعالى حين يجعله ُ الانسان معتمده ُ ومتكله ُ ، ولكن يمكن للفقير مثل الغني أن يجد له معتمدات ٌ مشابهة ، وهذه قد تُغنيه عن إتّباع المسيح . لا بل ان كل ما يشعرنا بالكفاية عن المسيح يُصبح معثرة في طريق إتّباعه . ربما انت غني ٌ بعقائدك التي ورثتها ، أو غني ٌ بمعلوماتك وعلمك . ما الذي يمنعك حتى الآن من التوبة واتّباع المسيح في قلبك ؟ إن أنت لم تقدّر المسيح حق قدره ِ لن تتنازل عما عندك لاجله ، وإن انت لم تعرفه ُ حق المعرفة قد تبقى ممتلكاتك المادية أو العقلية أو المعنوية أثمن لك منه وتُغنيك عنه ُ . اصلي ان لا نسمح لأي شيء ان يقف بينا وبين إتّباعنا لشخصه ِ بالكامل . لدينا فكرة ٌ سائدة اليوم وهي مغلوطة ِ أن المال يشتري كل شيء . كتب أحدهم الكلمات التالية ويحق بنا أن نتأمل فيها :
المال يشتري سريرا ً ولكنه لا يشتري النوم . قد يشتري المال الطعام لكنه لا يشتري الشهية . المال يشتري الدواء لكنه لا يبتاع الصحة . والمال يشتري بيتا ً لكنه لا يشتري الوطن . يشتري المال ماسة ً ولا يشتري المحبة . واخيرا ً قد يشتري المال مقعدا ً في الكنيسة ولكنه لا يشتري الخلاص .
لقد دعا يسوع هذا الشاب ان يتخلص من كل ما يقف بينه ُ وبين الله ، ولو تبع يسوع لعرف ان يسوع صالح ٌ لأنه الله ، فما هو موقفك من المال اليوم ؟