|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بكري القوات المسلحة كانت على علم بأن الإخوان يملكون أسلحة
نقلا عن الوطن قال بكرى فى الحلقة الثانية من كتابه «لغز المشير» (تحت الطبع)، إنه كان لدى القيادة العسكرية معلومات تقول إن عناصر الإخوان والتنظيم الخاص تمتلك الأسلحة التى يمكن استخدامها فى أى وقت، لإحداث سيناريو كالذى شهدته سوريا أو ليبيا فيما بعد، وإنها ستجد فى هذا الوقت رد فعل شعبياً مؤازراً لهذه التحركات. عندما وصل النائب عمر سليمان والفريق أحمد شفيق إلى مبنى وزارة الدفاع، كان الزحف الجماهيرى قد حاصر القصر الجمهورى، لقد رفض المشير وضع حواجز فى الطرق المؤدية إلى القصر الجمهورى؛ لأنه كان يعرف أن ذلك حتماً سيقود إلى الصدام، ولذلك طلب رفع الأسلاك الشائكة التى كانت قد وُضعت بالقرب من رئاسة الجمهورية، وكان رهانه فى هذا الوقت، أن ذلك من شأنه أن يهدّئ الأوضاع ويمنع الصدام، بهدف الوصول إلى القصر الرئاسى. كان المشير يعرف أن قرار الصدام لن تكون عواقبه مضمونة النجاح، بل سيؤدى إلى اتساع حركة الاحتجاجات والعنف، وسقوط الضحايا، ومن ثم حدوث انشقاقات داخل المؤسسات الكبرى، وكان يعرف أيضاً أن ذلك يعنى تخلى الجيش عن دوره فى حماية الشعب ومشروعية مطالبه. لقد كانت المعلومات التى لدى المشير، والتى أفصح عن بعضها قبل الثورة تقول إن هناك عاصفة شديدة فى الطريق، وإن التعامل مع هذه العاصفة بالحكمة والموضوعية هو الذى سيؤدى إلى إنقاذ الوطن وحماية الجيش وتماسكه. لقد سعى المشير كثيراً إلى إقناع «مبارك» بالتغيير، لكنه فشل، وحاول البعض الإيقاع بينه وبين الرئيس، وكان أشد ما يؤلم المشير فى هذا الوقت هو انتشار الفساد وبيع أصول الدولة وسيناريو التوريث المتوقع حدوثه فى عام 2011. وفى عام 2010، طلب المشير طنطاوى من اللواء صلاح حلبى أن يعزمه على العشاء، وأن يدعو أيضاً صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى وأمين عام الحزب الوطنى، لحضور هذا العشاء، وفى هذا اللقاء طلب المشير طنطاوى بوضوح من صفوت الشريف أن يبلغ الرئيس مبارك أن الجيش لن يوافق أبداً على مسلسل التوريث. كان المشير طنطاوى يسعى بكل ما يملك إلى إنقاذ البلاد من المخاطر التى كانت تحيق بها، وكان يعلم تماماً أبعاد المخططات التى تستهدف هذا الوطن، ويحذر منها، غير أن كل نداءاته ذهبت أدراج الرياح. كان يحدثنى اللواء سمير فرج، وكان فى هذا الوقت رئيساً للأوبرا، ومن بعدها محافظاً للأقصر، ويقول لى: إن «المشير أصبح على آخره، وإنه يرى أن مصير البلاد يمضى إلى المجهول»، وكان يقول لى إن المشير أعرب عن غضبه أكثر من مرة للرئيس. وعندما التقيت المشير طنطاوى فى حفل زفاف ابنة اللواء أبوالوفا رشوان، رئيس سكرتارية الرئيس، جلست إلى جواره بعض الوقت، وكانت لديه مخاوف جادة على مصير البلاد، وكان دائماً يقول: «ربنا يستر».. كان ذلك فى عام 2010. كانت كل هذه الصور تدور فى ذهن المشير طنطاوى، ولذلك عندما اقترح الفريق شفيق ضرورة إقناع الرئيس بالتنحى عن منصبه، كان المشير يظن أن «مبارك» سوف يعاند كالعادة، وقال لن يوافق، وإذا فعلها يكون أنقذ مصر من الخطر المحدق بها، وبالفعل عندما اتصل عمر سليمان بالرئيس مبارك وحدّثه عن المخاطر، قال له «مبارك»: «وأنا شخصياً موافق، لكن بشرطين تغيير كلمة (تنحى) إلى (تخلى الرئيس عن الحكم)، وأن يتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، والأمر الآخر ألا تتم إذاعة بيان (التخلى عن السلطة)، إلا بعد وصول سوزان وجمال مبارك إلى شرم الشيخ». وبالفعل هذا هو ما حدث، وقد تمت إذاعة البيان الذى سجّله السيد عمر سليمان فى وزارة الدفاع فى تمام السادسة من مساء يوم الجمعة 11 فبراير 2011، لتبدأ مصر صفحة جديدة فى تاريخها!! وقد جرى الاتفاق بين القادة على اللقاء فى تمام العاشرة من صباح السبت ١٢ فبراير، لبحث فكرة تشكيل مجلس رئاسى، إلى جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد، وفى هذا الوقت تم استدعاء وزير العدل المستشار ممدوح مرعى، ومعه المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا، لأخذ رأيهما فى فكرة المجلس الرئاسى وإعداد الدستور، إلا أن المشير فاجأ الجميع، وطلب من فاروق سلطان تولى منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت!! |
|