|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المافيا تسيطر على سوق تذاكر قطارات الصعيد
نقلا عن البوابه نيوز المواسم والظروف العارضة وتردي الأوضاع الاقتصادية والطقس وحالة المناخ والمولد، كلها شماعات يعلق عليها المسئولون أخطاءهم وفشلهم في حماية المال العام وحقوق المواطنين، داخل أروقة السكة الحديد، وكما ادعى إخوة يوسف قتل الذئب للصديق، جاء اتهام "السكة الحديد" لمولد السيدة زينب وتحمله مسئولية نقص تذاكر الوجه القبلي، بعكس الحقيقة التي رصدناها خلال أيام وتبين من خلالها أن تذاكر الصعيد تذهب لسماسرة يبيعونها بضعف الثمن، وأنهم يتجولون بكل بساطة بين أرصفة المحطة رقم 9 و10 و11، فضلا على أنهم جعلوا من شارع "الفلكي" بوسط البلد "شباك تذاكر مستقل" لمن يدفع أكثر ويقبل بالابتزاز، في ظل غياب من لهم صفة الرقابة على هذا المال العام. ولرصد مافيا "تذاكر القطارات"، قمنا بجولة في محطة قطارات السكة الحديد على مدى 3 أيام بحثا عن تذكرة للوجه القبلي، سلكت كل الطرق المشروعة وغير المشروعة للحصول على ذلك الكائن الذي أصبح عملة نادرة، توجهت لشباك التذاكر أطلب تذكرة تمكنني من الوصول إلى رصيف قنا أو سوهاج أو أسوان أو الأقصر، فإذا بالإجابة الصادمة من موظف الشباك "كل تذاكر الوجه القبلي خلصانة". بعد تساؤلات ومحاولات للتحايل وعرض أسباب حقيقية ووهمية للسفر لإقناع الموظف بتوفير تذكرة من هنا أو هناك، كرر بأنه لا يوجد تذاكر. واستخدمت ذكائي المحدود وذهبت للشباك الآخر علّي أجد طلبي عند الموظف الآخر باسم الوجه، الذي كرر نفس عبارة صديقه، ولكن بشياكة أكثر "مفيش تذاكر يا هانم"، فسألته عن الحل، قال: "الانتظار قليلا سيأتي أحد الركاب لاسترجاع تذكرته أو تعالي في يوم سفرك وستجدين شبابا خارج المحطة معهم تذاكر". وهنا بدأت الأسرار تنجلي والطلاسم تفك شفرتها بيدها، انتظرت لما يقرب من ساعتين وفي النهاية قطعت تذكرة ليوم الخميس من الشباك، وكانت التذكرة هي بداية الطعم، وبعد أن قطعت سألت الموظف هل من حقي بيعها أو استرجاعها قال: نعم، ولكن قبل موعدها بـ48 ساعة، ولكن مع خصم 20% من ثمنها إذا نحن أرجعناها، لذا نصحنى ببيعها لأحد الباحثين عن تذاكر منعا للخسارة. واستحضرت الروح الشريرة بداخلي ووضعت نفسي مكان سماسرة التذاكر فقلت لماذا أبيعها اليوم، فلأنتظر قبل موعدها بقليل وأتاجر فيها مستغلة ظروف الآخرين، لذا أخذتها وغادرت المكان. وفي اليوم الثاني، ذهبت لأكمل مغامرتي واكتشفت المزيد وتعرفت على سر اختفاء التذاكر على هذا النحو، ولكن هذه المرة ابتعدت عن الشباك حتى لا يعرفني الموظفان وأخذت جانبا مع من يقفون على جانبي صالة التذاكر يرفعون تذاكرهم وينادون "حد عايز معذور في تذكرة حد عايز وجه قبلي". ورفعت تذكرتي وكنت صاحبة الحظ الأوفر حيث توافد الكثيرون على تذكرتي، وأنا بدوري كان من المسموح لي أن أتاجر وأطلب ضعف الثمن خصوصا أن كل من يأتي يقول: "هتبيعيها بكام"، ولكن الروح الطيبة جعلتنى أقوم ببيعها كما هي، فلم آت لأتربح وإنما أتيت لكشف الحقائق. التذكرة أخذها مني شاب دون أن يسألني عن موعد الرحلة أو الوصول ما جعلني أشك وأراقب من بعيد، وبالفعل تأكدت من أنه سمسار تذاكر فقد أصبح معه 3 تذاكر الآن فضلا عن تذكرتي، وبالفعل أخذ الشاب يبيع التذاكر لكل من يسأل عن موعد ولا يجده. هنا كان لابد من عقد اختبار فوري للتأكد من حقيقة الشاب، فذهبت إليه وقلت له: "معلش ممكن ترجع لي تذكرتي أصلي في أخبار سمعتها إن الأسبوع الجاي كله التذاكر هتقل جدا وأنا مضطرة أسافر"، وهنا تجلى دور السمسار الذي قال: "آسف والله ماينفعش، لو عايزاها ادفعي الزيادة ومش هغلي عليكي زي غيرك، فسألته عن الزيادة فأجاب 20 جنيها فقط ودا عشانك!" فوعدته بالعودة وانصرفت. تعلمت أصول الشغل وذهبت في اليوم الثالث لنفس المكان، وكان على أن ألتقط تذكرة للغد لذا انتظرت لحين مجيء شباب السماسرة أبطال السوق السوداء، فوجدت الشاب نفسه، وأتى يسألني ضاحكا: "لسة مش لاقيه تذكرة"، فأجبته: نعم، فنصحنى بعد أن نفدت بضاعته بأن أذهب إلى شارع "الفلكي" حيث إن به لوكاندات وفنادق تعج بتذاكر السكك الحديدية. ذهبت لشارع الفلكي وبسؤالي عن تذكرة للوجه القبلي اكتشفت أن الشارع عبارة عن هيئة سكة حديد مستقلة، يوجد بها جميع تذاكر الوجهين القبلي والبحري مع سماسرة " اللوكاندات" ولكن بزيادة تصل إلى ضعف سعر التذكرة، حتى إن تذكرة الصعيد درجة أولى التي اشتريتها بـ83 جنيها كانت تباع هناك بـ150. كيف يصل هؤلاء الشباب لهذه التذاكر؟! سؤال أجاب عنه محمد رضوان سمسار تذاكر في "الفلكي" وقال: "بالحب.. كله بيخلص بالحب والمعرفة". أما سعد النطاط فأجاب باسما: الموضوع بسيط يا أستاذة، ابعت 10 أو 15 عيل كل واحد يشتري تذكرة أو تذكرتين من الشباك وعلى كل تذكرة ياخد 10 جنيه.. وحشين؟! بعدها نبيع التذاكر بمعرفتنا. ومن السماسرة إلى شهود عيان، حيث برر ناظر المحطة الذي رفض ذكر اسمه، أن نقص التذاكر يرجع لذكرى الاحتفال بمولد السيدة زينب، وأن أهالي الصعيد يقبلون على القاهرة بشكل كبير طلبا للشفاء والتبرك بالمكان مما يسبب ضغطا شديدا على طلب التذاكر خاصة وأن المعروض أقل من الطلب، موضحا أن التذاكر تقل في المناسبات فقط. "بصراحة لا المولد بينفض ولا السيدة زينب ليها دخل.. دي شماعة بيعلقوا عليها أخطاءهم، لأن المشكلة بتتكرر بشكل دائم ومن يعانوا هم الطلاب المغتربون"، حسب ما قاله محمد صديق، الطالب بكلية طب الأزهر، الذي أضاف: بنشوف الويل كل إجازة بحثا عن تذكرة سفر ونضطر لشرائها من السوق السودة في النهاية، سواء من القاهرة أو من أسيوط. من جانبه أكد اللواء أحمد حامد، رئيس هيئة السكك الحديدية، أن التذاكر سلعة كأي سلعة تقل بزيادة الطلب عليها وهناك مواسم يحدث فيها إقبال شديد مثل المواسم والأعياد وبدء الدراسة، مشددا على أن الهيئة غير مسئولة عما يحدث من سرقة للتذاكر لأن ذلك من مسئولية شرطة السكة الحديد. وأضاف أن الهيئة تدرس الآن مقترحات جديدة وآليات لضبط حركة للتذاكر ستتضمن فيها كتابة اسم صاحب التذكرة منعًا للسرقات والحد من انتشار السوق السوداء. |
|