فى عام 1993 هزت مشاعر الرأى العام اليونانى قصة مصرع الطفل " بنايوتى كاستفليس " الذى دهمته سيارة مسرعة يقودها ضابط مخمور ..... و عندما علم الاب حزن حزنا شديدا و انتظر ان توقع المحكمة عقابا قاسيا على ذلك الضابط المستهتر ........ الا انا المحكمة حكمت عليه بالحبس اربعة اشهر فقط !!! .
فلم يصدق الاب و قرر ان ينتقم لابنه ..... و اثناء الاستئناف وقف صارخا ان حكم المحكمة لم يكن عادلا و اخرج مسدسا و اطلق الرصاص على المتهم و المحامى و اثنين من القضاة ثم انتحر .
و اسدل بذلك الستار على واحدة من اقسى قصص الانتقام الذى يدمر كل شئ .
المحبة تتأنى و تترفق
و على عكس هذا قصة حدثت فى فرنسا اثناء الحرب العالمية الثانية ..... فقد دخل احد الجنود بيتا بهدف سرقته فاعترضه صاحب البيت .... فقتله الجندى بلا رحمة امام طفلته الصغيرة متجاهلا صرخاتها و قام و نهب محتويات المنزل .
و بعد عشرين عاما كان هذا الجندى طريح الفراش فى احدى المستشفيات للعلاج عندما راته احدى الممرضات ..... فاخذت تطيل النظر اليه و كانما تسترجع ذكرى احداث مؤلمة مرت بها ..... و لكنها هبت على الفور و قدمت له كل العناية و الاهتمام حتى تماثل الشفاء ، غالبة بذلك شهوة الانتقام من ذاك الذى قتل والدها امام عينيها و هى بعد طفلة صغيرة .
اخوتى
قبل ان تتسلل فكرة الانتقام الى قلوبنا .... فالنتمهل قليلا ، و نرفع اعيننا الى الرب المعلق على الصليب .... و نستمع الى كلماته الوديعة الموجهة الى الاب طالبا الصفح عن صالبيه .... فان غفرنا يغفر لنا كما يقول الكتاب المقدس .... و ان تملكت علينا شهوة الانتقام دمرنا انفسنا قبل ان ندمر الاخرين .... و خسرنا ابديتنا و بنوتنا لله الذى يغفر و لا يعير .... فلنتذكر اذا قوله " لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير " ( رو 12 : 21 ) .