مــن هــو
رقد في الرب كاهن كنيسة في منطقة نائية، و لأن الشعب لم يجد في وسطه من يصلح لترشيحه لرتبة الكهنوت، طلب موعدا من الأب الأسقف ليقابلوه، و يعرضوا عليه أن ينتدب لهم أحد الكهنة ليخدمهم.
ذهب بعض من الشعب مع لجنة الكنيسة لمقابلة الأسقف، الذي بدا يعرض عليهم أسماء الكهنة حتى يستقر رأيهم على أحد منهم، و لكنه فوجئ بأنهم يعترضوا على بعض الكهنة بحجج واهية مثل: "أبونا فلان قداسه طويل... و أبونا فلان سنه صغير و تنقصه الخبرة و لذا لا يصلح كأب اعتراف... و أبونا فلان يصلى بالقبطي فنتشتت وقت الصلاة". و هكذا...
فتضايق جدا و لكنه أمسك بورقة بدت كأنها رسالة، و قال لهم: "هذا آخر أب أعرضه عليكم. اسمعوا هذه الرسالة هي منه، و هو يشتهى أن يخدمكم إن قبلتموه
أحبائي:
أعرفكم بنفسي لأنني سمعت أنكم تبحثون عن كاهن.. فلو أردتم فأنا أتمنى خدمتكم. عمري يناهز الخمسين عاما و صحتي ليست على ما يرام و لكن مع ذلك أقوم بأعمال كثيرة.
لم أخدم في مكان واحد أكثر من ثلاث سنوات، و أثرت الاضطرابات في الأماكن التي زرتها، و لا أخفى عنكم إنني دخلت السجن ثلاث أو أربع مرات ولكن ليس لذنب في.
ليست عندي سجلات منظمة لمن أخدمهم، بل إنني نسيت حتى من عمدتهم. تشاجرت بعض الأحيان مع زملائي في الخدمة و لكننا مع ذلك نحب بعضنا. البعض يقول إنني واعظ جيد و كاتب متميز. فلو أردتم فأنا تحت أمركم".
و هنا رفع الأسقف عينيه نحو الجالسين أمامه و سألهم: "ما رأيكم؟".
نظروا بعضهم لبعض.. ما هذا الذي يحدث
هل يريد الأسقف أن يحضر لهم كاهن مريض... فاقد للذاكرة... كثير التجوال... و فوق كل ذلك خريج سجون ليخدمهم... و من هذا الذي به كل هذه العيوب و يدعى إنه خادم للمسيح بل أيضا كاهنا...
لا، إنهم لا يريدون أحد بهذه المواصفات العجيبة.
و لكن من باب حب الاستطلاع سأل واحد من الشعب الأسقف: "و ما هو اسم هذا الكاهن؟".
أجاب الأسقف: "إنه القديس بولس الرسول".