|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا صورة له ولا جمال ، ولا منظر فنشتهيه ، محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاعٍ ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به " أش 53: 2-3" جاء المسيح الى العالم وأبناء العالم لم يقبلوه . صنع لهم خيراً وعلمهم طريق الخلاص وأخذ آثامهم وحمل أوزارهم ، أنه قدوس الله الذي صار خطية لأجلنا وحمل كل خطايا البشر " عب 28:9" . كان منظره جميلاً ، لكن بني البشر لم يروا المسيح بجماله الحقيقي علماً بأنه كان أبدع جمالا من كل البشر والذي قيل عنه أنه ( أبرع جمالاً من بني البشر ) " مز 2:25" . شاهد بطرس ويعقوب ويوحنا جماله الحقيقي على جبل التجلي مضيئاً أكثر من الشمس " مت 2:17" . رفضوه كهنة اليهود ودفعوه الى الموت وصارو يستهزئون به ويجدفون عليه ويسخرون به " لو 23: 35-36" لقد رآه الناس عارياً ومعلقاً على الصليب ومخضباً بالدماء ومصلوباً بين لصين . هكذا تجرد الأنسان من الرحمة فلم يشفق على خالقه بل ظن بأنه تخلص منه فقطعه من أرض الأحياء " أش 8:53 " . عندما تجرد الأنسان من الرحمة تدخلت الطبيعة الجامدة لكي تخدم خالقها ، لأنها لم تشىء أن ترى الخالق مرذولاً من قبل المخلوق . فعندما رفع الرب يسوع على الصليب أشفقت عليه الشمس والطبيعة كلها ، لهذا يقول الكتاب ( ولما كانت الساعة السادسة كانت ظلمة على الأرض كلها الى الساعة التاسعة ) " مر 32: 15 " هنا المقصود بالساعة السادسة والتاسعة هو ، الساعة الثانية عشر ظهراً الى الثالثة بعد الظهر ، لأن لا يجوز أن يغيب الشمس على المصلوب وذلك لأن اليهود كانوا يحسبون الوقت الذي يلي الغروب اليوم التالي أي يدخل الوقت في حدود يوم السبت وهذا لا يجوز ، لأن اليهود لا يعملون في السبت . لماذا أظلمت الشمس في الساعات الثلاثة التي كان فيها الرب على الصليب حياً ؟ لأنها أبدت للرب حزنها فأغمضت عينيها لتبكي على خالقها حتى لا تراه عارياً فساهمت في تغطية جريمة الأنسان لكي تغطي جسد ربها العاري بالظلام لكي لا يروا بني البشر عري خالقها . ولم تفتح الشمس عيناها الى أن سلم الرب روحه الطاهرة الى الآب السماوي . بعد موته أرسلت الشمس نورها الى الأرض ، لماذا ؟ لأن بعد موت الأنسان لا يوجد من يستهزأ به . لقد شهد المنجم الروماني فليكون على هذا الحدث الفلكي فسجله للتاريخ قائلاً ( أنه في السنة الرابعة عشر من مُلكِ طيباريوس قيصر مات يسوع الناصري . وصاحب موته أعظم كسوف عُرفَ عند المنجمين . لأنَ النهار تحول الى ظلمة فظهرت النجوم في كل أرض اليهودية وما جاورها .. وامتداد الظلمة لم يُعرف الى أي مكان وصل ... ودامت ثلاث ساعات وإنتهت عند موته ) وهذه الشهادة مطابقة تماماً مع نصوص الأنجيل المقدس . وهكذا الطبيعة وقفت مع الحدث لكي تؤكد للبشر بأن المصلوب كان المسيح المنتظر فأنشق حجاب الهيكل الى أثنين من فوق الى أسفل ، لأن بعد موت الرب دفع ثمن الخطيئة فأزيل الحجاب الذي يحجب الله عن الأنسان الى الأبد وتمت المصالحة . أما الأرض فعبرت عن موقفها من موت الخالق فتزلزلت ، والضخور تشققت والقبور تفتحت . وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين " مت 52:27" هكذا تحركت الخلائق لتعبر عن حزنها على الوحيد الإله ، فأهتزت الأرض وارتعشت المسكونة ، وناحت الصخور ، أما عمل حجاب الهيكل فكان رسالة واضحة لكل أحبار اليهود الذين دفعوا مسيحهم للصلب لقول لهم أن رئيس أحباركم قد مات من أجلكم . لكن هل فهموا الرسالة ؟ لقد أحسنت الطبيعة في التعبير عن حزنها لخالقها وعن أحساسها الصادق له فلبست ثوب الحِداد فغطت جمالها خجلاً وحزناً وحباً لخالقها المُهان ، ما أجمل أحساس الطبيعة الجامدة ! أما أحساس الأنسان العاقل فأصيب بالقسوة وتحجر القلب بين ضلوعه . في الختام ننادي المصلوب فنقول ، ما أعظم صبرك أيها العظيم ، ما أعظم حبك أيها القوي المعلق على الصليب . لن تهزك الجروح والكلمات الجارحة التي عيروك بها العميان ، بل كان جل أهتمامك في خلاص الأنسان فطلبت من الآب أن يغفر لهم لأنهم لم يعلموا ماذا يفعلون ! لا وبل تحملت كل تلك الأوجاع من أجل الجميع ، لأنك تريد أن تربح الجميع فشفعت على كل المذنبين ( ... لأنه سكب للموت نفسه ، وأحصي مع أثمةٍ . وهو حمل خطيئة كثيرين ، وشفع في المذنبين ) " أش 12:53 " . للمصلوب الإله كل الحب والشكر والأكرام الآن وكل أوان والى دهر الدهور وردا أسحاق عيسى |
31 - 03 - 2015, 03:16 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الشمس أخفت عري المصلوب وجريمة الإنسان
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
|