منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 03 - 2015, 04:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

عِش سعيدًا في حياة الرجاء
لقداسه البابا شنوده
عِش سعيدًا في حياة الرجاء

الإنسان الروحي يعيش دائمًا في رجاء أن اللَّه سيتدخل في حياته ويقوده إلى الخير، وذلك مهما تعقدت الأمور أمامه، ومهما بدأ كل شيء مُظلمًا. أمَّا الذي يفقد الرجاء، فأنه يقع في اليأس، ويقع في الكآبة، وتنهار معنوياته، ويصبح في قلق واضطراب، وفي مرارة الانتظار بلا هدف. وقد يصير ألعوبة في يد الشيطان.


** أمَّا الذي يعيش في الرجاء: وكل مشكلة تبدو معقدة أمامه يرى أن لها من اللَّه حلولًا كثيرة. وكل باب مُغلق أمامه، له في يد اللَّه مفتاح أو عِدَّة مفاتيح. والله هو الذي يفتح ولا أحد يغلق. وبهذا الرجاء ينجو من الخوف ومن القلق والاضطراب. ويكون مطمئنًا لعمل الله. والله قادر أن يحول الشر إلى خير، وقادر أن يحول كل مجريات الأمور لتسير في اتجاه مشيئته الإلهية الصالحة. ولذلك فالإنسان الروحي بدلًا من أن ينظر إلى الحاضر المتعب الذي أمامه، فأنه ينظر بعين الرجاء إلى المستقبل المبهج الذي يعده الرب له. وهو لا ينظر إلى المتاعب مجردة بدون عمل الله، الذي يقدر أن يحول الشر إلى خير. والإنسان الروحي إذا شعر بضعفه، يؤمن بالرجاء أن قوة الله سوف تدركه. ويعرف تمامًا أن الذي لا تستطيعه حكمته كإنسان، فإن حكمة الله تقدر عليه. ويؤمن أنه في الحياة ليس وحده، بل هو محاط بمعونة إلهية. وقوات سمائية تحيط به، وقديسون يتشفعون فيه.


** لكي يمتلئ قلبك بالرجاء يا أخي القارئ، ينبغي أن تثق بأن الله يحبك أكثر مما تحب نفسك. وأنه يعرف ما هو الخير لك أكثر مما لا تعرف أنت بما لا يقاس. ولابد أن تعلم أنك في يد الله وحده، ولست في أيدي الناس، ولا في أيدي التجارب والأحداث، ولا في أيدي الشياطين. وعليك أن تؤمن أيضًا أن الله يعتني بك، ويحفظك من كل سوء، ويحفظ دخولك وخروجك، وينقذك من كل شر. وتؤمن أنه هو الراعي الصالح الذي يرعاك. ويمنحك كل احتياجاتك فلا تحتاج إلى شيء.


** وإن كنت في مشكلة، فمن المريح لك أن تنتظر الله الذي سينقذك منها. ولا تنتظر عمل الرب من أجلك، وأنت متضجر ومتذمر! ولا تسخط وتقول: لماذا لم يعمل الرب حتى الآن؟! أين محبته؟ أين رعايته؟. ولا ينبغي أن تشك في قيمة صلاتك وفاعليتها، إن مضى وقت ولم تصل إلى الاستجابة!! واعرف أن الإنسان المضطرب أو اليأس أو الخائف أو المنهار، يدل على أنه فاقد الرجاء. أما الأبرار فإنهم كلما حاربهم الشيطان بالقلق أو بالاضطراب، فإن قوة الرجاء تتجدد فيهم من تذكرهم لمواعيد الله السابقة وصفاته الإلهية المحبوبة باعتباره الحافظ والساتر والمعين، الله الحنون المحب صانع الخيرات الذي لا يغفل عن أحد. إن عنايته بنا فائقة وشاملة، وحكمته هي فوق إدراكنا البشرى.


** في حياة الرجاء نثق إن الله يعطينا باستمرار دون أن نطلب، وقبل أن نطلب. فكم بالحري إذا طلبنا. ونحن نثق أيضًا أن الله يعطينا ما ينفعنا، وليس حرفية ما نطلبه. لأنه ربما تكون بعض طلباتنا غير نافعة لنا فنتعب. لذلك في حياة الرجاء لابد أن نثق بحكمة الله في تدبيره لحياتنا. وهناك أمور كثيرة لا ندريها، وهى معروفة ومكشوفة أمام الله. ربما الذي تطلبه يا أخي، لا يكون مناسبًا لك ولا نافعًا لك. وربما الوقت الذي تحدده لاستجابة طلبك، يعرف الله تمامًا أنه غير صالح، ويرى أن تأجيل الاستجابة أفضل. لذلك تواضع واترك لحكمة الله أن تتصرف! وانتظر في ثقة... إننا أحيانًا نضع حلولًا للأمور، واثقين أنها أفضل الحلول، أو أنها الوحيدة النافعة؟ وربما يكون في تدبير الله حل آخر لم يخطر لنا على بال، هو أفضل بما لا يقاس من كل تفكيرنا. فننتظر إذن حل الله في رجاء.

أتذكر بهذه المناسبة أن أحدى الفتيات جاءت تشكو إليّ من أن كل عريس يأتي إليها يمضى ولا يعود. فقلت لها ربما إن الله يعد لك عريسًا أفضل من كل أولئك يسعدك بدلًا من الذين يمضون ولا يعودون.


** في حياة الرجاء نؤمن أن الله قادر على كل شيء، وإنه باستمرار يعمل لأجلنا، وأنه ينقذنا من كل ضيق. لقد اختبر داود النبي ذلك، فقال في أحد مزاميره "نجت أنفسنًا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي خلق السموات والأرض." لذلك فالإنسان الذي يرجو الرب، يكون دائمًا في اطمئنان. . إنه ليس فقط يؤمن أن الله سيعمل في المستقبل، إنما يؤمن تمامًا أن الله يعمل الآن حتى إن كان لا يرى هذا العمل. ولكنه يثق تمامًا بعمل الله حاليًا. إن الطائرة قد تبدو لمن يستخدمها لأول مرة، أنها واقفة في الجو! بينما تكون في سرعة أكثر من 800 كم. في الساعة. ولكنها تبدو له كما لو كانت واقفة! وبعض المراوح الشديدة الحركة تبدو متوقفة، وهى في أقوى درجة من السرعة. وهكذا الله يعمل، وأنت لا تراه يعمل، لكن تؤمن بذلك. ويكون لك رجاء في نتيجة عمله الإلهي التي ستراها بعد حين.

** على أن البعض ربما يفقد الرجاء بسبب ما يظن أنه تأخير في استجابة الله له! فربما يكون السبب فيما يظن تأخيرًا، هو أن الله يعد له بديلًا أفضل مما يطلبه. وربما يكون السبب أن ما نناله بسرعة لا نشعر بقيمته! وقد لا نشكر عليه! فإن (تأخرت) الاستجابة يزداد تعلقنا بما نطلبه ونشعر بقيمة تحقيقه. ولذلك نحرص على ما نلناه فلا نفقده بسرعة. وربما يكون السبب فيما نظن أنه تأخير، هو أننا نطلب وقلوبنا بعيدة عن التوبة. فلا نستحق الاستجابة بسرعة. وإنما علينا قبل أن نطلب أن نرجع إلى الله لكي نستحق ما نحتاج إليه. كما يحسن بنا أن نعرف أن الضيقات هي مدرسة للصلاة. ولرفع القلب إلى الله ولذلك هي لفائدتنا سواء عرفنا أم لم نعرف.

ختامًا علينا أن نحيًا حياة الرجاء، ونثق بعمل الله لأجلنا سواء كنا نستحق أو لا نستحق.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الرجاء
الصراخ جزء من حياة الرجاء
حياة الرجاء
بركات حياة الرجاء
حياة الرجاء


الساعة الآن 08:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024