|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤالى : كلنا بيكون لينا قديسين مفضلين بنتشفع بيهم وقريبين مننا ودايما بنذكرهم فى اخر صلواتنا للتشفع ازاى اعبر عن محبتى للقديس او القديسة غير انى اتشفع بيهم وطبعا ميكونش بشكل ازيد من اللازم ونأله القديسين زى مبيحصل من البعض !! هناك مشكلتين كبار للغاية، أولاً الناس غير متصوره أنها مدعوة للقداسة مثل القديسين بالتساوي، لأن الرب نفسه على مستوى العهدين طالب الناس بأن يكونوا قديسين ولم يخص بها فئة معينه: [ لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس ] (1بطرس 1: 16) وأيضاً يولس الرسول يقول: [ فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولُطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة ] (كولوسي 3: 12) فالقداسة لا تخص من تنيحوا وانتقلوا فقط، بل الإنسان وهو عائش على الأرض لازم وضروري وحتماً يكون قديس، ولا علاقة للقداسة بالمعجزات، يعني المعجزات مش دليل على التقديس والحياة بالروح، بل العلامة الحقيقية للقديس إيمانه الحي العامل بالمحبة وطاعة الإنجيل بحفظ الوصية والعمل بها لأنه يحب الرب من كل قلبه وفكره ونفسه وقدرته، يعني مش ييجي واحد يقف قدام الله يتهرب من حياة القداسة وينادي على القديسين كأنه في معزل عنهم، أو لكي يريح ضميره انه بيطلبهم وبالاتضاع الكاذب يقف أمام الله اصل انا مش قديس ومش هابقى قديس، مع أن مكتوب:
يعني أن لم نكن قديسين فعلاً ولا نسعى إلى القداسة في صلاتنا، فأننا لن نرى الرب قط مهما ما حاولنا وحتى لو درسنا الإنجيل كله وبالتدقيق وصار لنا أعظم الرتب الكنسية والدراسات اللاهوتية، بل ومهما ما طلبنا صلوات القديسين فأنها لن تنفعنا أن لم نَرد أن نحيا مثلهم في القداسة، لأنه ينبغي أن نُشابههم، لأن سيرتهم صارت أمامنا لكي نتعلم ونتفق في نفس ذات المنهج، من جهة الإيمان والمحبة والقداسة عينها التي تأتي بتنقية القلب بكلمة الله حينما نصغي لها ونطيعها ونحيا بها:
والمشكلة الثانية عموماً، أن الناس لا تتذكر كلام بولس الرسول وهي تطلب صلوات القديسين: [ اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله، انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم ] (عبرانيين 13: 7) القديسين الذين عاشوا للمسيح الرب، عاشوا بالإيمان الحي العامل بالمحبة، وصارت حياتهم شهادة حيه لعمل الله في قلوبهم، لأن حياة التقديس عمل نعمة يتم في النفس بالروح القدس، حينما يكون لها عين داخلية تنظر حسب مشيئة الله وآذان مفتوحه على صوته الظاهر في الإنجيل والسير المكرسة التي عاشت له، لأن حياة القديسين هي إرشاد حي لكل من يُريد أن يتبع طريق البرّ ويصير هو نفسه قديس يحيا لله كإناء مخصص لحلوله وسكناه... فما يُكرم القديسين ويعلن محبتهم بالصدق هو سماع صوت الله واتباع حياة التقديس، وأخذ عبرة من حياتهم وإرشاد حي لكي نحيا بقوة الإيمان، لأنهم بالنسبة لنا أيقونات تعبر عن حياة الحب الحقيقية في طاعة صوت الله وتتميم مشيئته في الحياة الشخصية، لذلك أن خرجت طلبات صلواتنا عن هذا الإطار نكون سبب حزن لكل قديس أمين عاش لله، ولا يحق أن نطلب منه صلاة لأننا لا ننوي أن نحيا متمثلين بالإيمان الذي عاش به، لأنه أكرم الله من قلبه وينبغي علينا أن نكرم الله نحن أيضاً لكي يكون لنا شركة مع القديسين في النور:
|
|